قلم الإرادة

دبلوماسية الرياضة

   لا جديد .. كانت في الموعد وهذه المرة مع حفل افتتاح كأس آسيا بنسختها 18 والمرة الثالثة التي تستضيفها قطر بعد نسخة 1988 و 2011؛ هنا لوسيل موعد مع الإبهار والتألق والتأنق بحفل حضره أكثر من 80 ألف متفرج في ملعب لوسيل.

    قطر التي انتهجت واتجهت نحو الرياضة لتكون بوصلتها فأصبحت ماركة رياضية لنجاح تنظيم البطولات؛ حفل افتتاح يمثل القارة الآسيوية الشاسعة المتنوعة المترامية الأطراف متعددة الثقافات والأعراق؛ وكشف الحفل عن عرض من فصل (كليلة ودمنة) وهي مجموعة من القصص المدونة الأسطورية على لسان الحيوان والرسالة الموجهة كانت لبني البشر قائلاً (يا ابني آدم .. نحن كلنا منك .. فأنت كالصحراء شاسع .. وكالكثبان شامخ .. وكالجبال صامد)؛ والذي أضاف نكهة مميزة خاصة خالصة للحفل هنا فلسطين .. هنا غزة؛ ما قام به كابتن المنتخب القطري حسن الهيدوس بتكليف كابتن منتخب الفدائيين بإلقاء قسم البطولة وهو ما يعد استثناء في عرف البطولة وعزف بعدها لحن أغنية زهرة المدائن بفقرة فنية بالزي الفلسطيني.

     كأس آسيا بهذه النسخة ستكون واحدة من الأنجح والأكثر جماهيرية في بطولات آسيا لقرب المسافة بين الدولة المنظمة وعلى الأقل مع نصف الدول المتأهلة والدول الأخرى لديها جاليها كبيرة مقيمة؛ وبعد تنظيم المونديال التاريخي والنجاح والتظيم المبهر يجذب الجماهير جاذبه للجمهور لروعة التنظيم تذهب لحفل ترفيهي متكامل وليس مباراة كرة قدم فقط.

     حضرت حفل الافتتاح ومباريات أخرى من البطولة؛ ومن التجارب الفريدة في عالم المستديرة لن تتكرر بسهولة بحضور أكثر من مباراة في اليوم كما المونديال؛ تم مشاهدة 3 مباريات من أرضية الملعب (البحرين؛ كوريا الجنوبية) ثم (العراق؛ أندونيسيا)؛ وأخيراً (الأردن؛ ماليزيا)؛ المترو أو انسيابية الطرق تساعدك بعيش هذه التجربة.

     قطر هذه التحولات الضخمة خلال سنوات قليلة وخطوات سريعة وثابتة ورؤية ثاقبة لمتطلبات الحاضر وتطلعات المستقبل؛ لقد حققت قطر نهضة حضارية وقفزة نوعية وتحولت إلى دولة عصرية وتحولات جذرية على مختلف الأصعدة؛ ولها رؤية شاملة للتنمية لدولة قطر “رؤية قطر الوطنية 2030″.

    ليس هذا فحسب فتنظيم البطولات لن يتوقف وهي ضمن سلسلة ورؤى استراتيجية دائمة؛ قطر بعمل دؤوب .. إنجازات متواصلة .. وهمة عالية؛ عين من بعيد على استضافة التاج الرياضي الأولمبياد الصيفي ولكن لن يكون قبل 2036؛ باريس 2024 ثم لوس انجلوس 2028 ثم بريزبن الأسترالية 2032.

    قطر بجمالها وهدوءها .. تعتز بماضيها .. تعمل لحاضرها .. وتستعد لمستقبلها .. ازدانت وازدادت بشيء من السحر والخيال؛ فأصبح شعارها السياحة الفاخرة والدبلوماسية الرياضية.

••

عبد العزيز الدويسانكاتب في صحيفة الإرادة

X: @aziz_alduwaisan

مقالات ذات صلة