قلم الإرادة

نعم يا سمو الحزم .. الهوية الوطنية بقاء ووجود

جاء في كلمة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح بمناسبة العشر الأواخر من رمضان: “لقد ثبت للجميع مدى الضرر الفادح الجسيم الذي لحق بالهوية الوطنية من خلال العبث بالجنسية الكويتية ونظرا لما تمثله الهوية الوطنية من بقاء ووجود وقضية حكم ومصير بلد فإن الاعتداء عليها هو اعتداء على كيان الدولة ومقوماتها الأساسية” وهنا تأكيد من سموّه على دعم الإجراءات الأمنية وكل الجهود المبذولة من رجال الأمن وعلى رأسهم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية بالوكالة الشيخ فهد اليوسف الصباح إلى جانب المواطنين بعد تخصيص خط ساخن للإبلاغ عن جرائم الجنسية استناداً للمادة 14 من قانون “الإجراءات والمحاكمات الجزائية” والتي نصت هذه المادة على “كل شخص شهد ارتكاب جريمة، أو علم بوقوعها، عليه أن يبلغ بذلك فوراً أقرب جهة من جهات الشرطة أو التحقيق. ويعاقب من امتنع عن التبليغ”.. ولهذا نقول نعم للالتفاف حول وحدة الصف في وجه التزوير في ما يخص الجنسية وكذلك العبث الذي طال الشهادات الدراسية لما فيها من هدر لمقدرات البلد والمال العام دون وجه حق.

وحرص سموّه في كلمته على عدم الالتفات لدعاة الفرقة والفتن وأن نكون صفا واحدا بوجههم. وهذا ما سينعكس بلا شك على استقرارنا الاجتماعي ويسير بنا إلى البناء والتنمية.

وحث سمو أمير البلاد على المشاركة وعدم التخلي عن دورنا الوطني في اختيار من يمثل الشعب بعيداً عن المصالح الشخصية للمساهمة في عودة دور الكويت الريادي في منطقة الخليج والشرق الأوسط وعودة تأثير القوى الناعمة في كافة المجالات.

وقد شهدنا في الأيام السابقة شائعات هدامة يختبأ مروجيها خلف الحسابات الوهمية، والتي مع الأسف روج لسمومها بعض المرشحين بدلاً من حث الناخبين على البعد عن تداول ما يعكر صفو عرسنا الديمقراطي!

تقبل الآراء المخالفة دون الخوض في النزاعات الشخصية يعزز البيئة الصحية التي يتسع مداها للجميع دون أن نخسر قريب أو صديق، وبرأيي لا يصل لهذا المستوى من الطرح المعتدل الا النائب الوطني بعقليته المتقبلة لغيره من شرائح المجتمع والذي يبعث رسائله الايجابية مخافة الله ومن ثم حباً لهذه البلاد على منهج الأباء والأجداد المؤسسين.

لنتفق على أن الوصول للمجلس لا يكون على حساب الوحدة الوطنية وتأجيج الفتن ودغدغة المشاعر القبلية والمذهبية، الإصلاح ينطلق من المرشح عندما يراجع نفسه قبل أن يصل لمجلس الأمة، ومن ينجح في اختبار الطرح الوطني الهادئ بعيداً عند لغة التهديد والوعيد حتماً سينجح تحت قبة عبدالله السالم مشرعاً ومراقباً.

لذا وجب على كل مرشح في هذه الانتخابات والانتخابات القادمة بمجرد التحدث باسم اخوانه المواطنين أن يمتثل للرغبة السامية في البعد عن كل ما يشق وحدة الصف، وأن يوجّه كلامه للجميع ولا يخص فئة دون غيرها، فالوطن بيتنا الكبير.

نعم سيدي صاحب السمو إن خطابكم وتوجيهاتكم السامية في أعناقنا جميعاً ونعاهدكم ان نسير خلف راية الوطن لتستقيم كل مناحي الحياة وعلى رأسها الديمقراطية الحقة.

وقد أدركنا بالفعل مدى العبث الذي طال الجنسية الكويتية وهويتنا الوطنية وكلنا ثقة في حكمة سموكم لتجاوزها والعبور إلى بر الأمان لحماية بلادنا من الدخلاء وأملنا كبير في تعاون السلطات لتصحيح الأوضاع السلبية وتفعيل الخطط الإصلاحية السياسية وكل ما ينعش اقتصادنا لترسيخ وتعزيز الرخاء والرفاهية للشعب الكويتي وكل من يقيم على أرض الكويت المعطاء.

وفي ظل هذه الأيام المباركة نرفع مع سمو الأمير والد الجميع أكف الدعاء لله تعالى لنصرة وتأييد اخواننا في غزة وأن يرحم شهداءهم ويشفي مرضاهم.

وأن ينعم على بلادنا الكويت بالأمن والاستقرار.

••

المحامي بدر أحمد الحسيني