قلم الإرادة

لحمتنا الوطنية … خيارنا الآمن!

حتى لا نسمح لخلافاتنا أن تمتد وتطال أمننا الوطني علينا التكاتف حول ما يجمعنا ويقربنا، فالانشقاق الفكري ولو كان ظاهرة بسيط إلا أنه يتعمق بمرور الزمن بين أطياف المجتمع ويحدث شرخ لا نتداركه، والكارثة أن شرارته الأولى كانت لجدال عقيم!

ولا أجد ما هو أهم في هذا المقام من تعزيز «هويتنا الوطنية» وتسليط الأضواء عليها، وهي مسؤولية كل من على هذه الأرض، لأنها ملاذنا الآمن بعد حفظ الله تعالى عند وقوع الأزمات.

وفي ظل التجاذب السياسي الحاصل الآن وما تمر به المنطقة من مواجهة محتدمة بين الأقطاب العالمية، يقفز المندسين والخارجين عن النظام العام ويسعى بأساليبه الرخيصة إلى نشر الفوضى واليأس بنفوس الشعب، ظناً منه أنها الفرصة الأنسب لإيصال رسائله الهدامة!

«الحمدلله على نعمة الأمن»

حتى هذه الكلمة ورسالتها الشرعية النقية تجد من يمتنع من قولها مستكبراً ويتحجج بنواقص نجدها في كل الأوطان على هذه البسيطة، وبدلاً من الاجتهاد لسدها والعمل من منطلق التوجيه الرباني: “وَقُلِ اعملوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والمؤمنون”. نجده يُعظم كل ما هو سلبي وينفر من المحاسن، وكأنه ينتظر الوصول للمدينة الفاضلة المعروفة في كتب الفلاسفة!

والحديث عن «هويتنا الوطنية» لا تقف عند مجالسنا وأحاديثنا الودية بل أولوية قصوى ومرتبط بمصير بلد لا نعرف سواه، والنطق السامي لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الصباح في أكثر من مناسبة يؤكد على ما يجمعنا بقوله: “الوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى لمواجهة الأخطار مع تضافر أبناء الشعب الكويتي كأسرة واحدة”. وكذلك توجيهات سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح حول أهمية الوحدة الوطنية.

ولنتذكر دائماً، مهما تعددت الموارد وارتفعت عائدات الاقتصاد فلن نبلغ المجد بدون تكاتف أبناء المجتمع تحت تحت مظلة القيادة الحكيمة.

ومن مظاهر التكاتف الوطني، تقبل اختلافنا الاجتماعي والثقافي والمذهبي، والبعد عن التصنيف لمجرد الانتماء العرقي، والتي ينتج عنها التشكيك والطعن!

وخائن الأمانة يبقى خائن ولا يسعفه صفته ولا نفوذه، وناهب ثروات البلد ولا نبرر له تحت أي ذريعة ولو جمعتنا معه كل الروابط، وكذلك نبتعد ولو مجرد تفكير عن التحزب لأي تيار له أجنده ومصالح خاصة.

ونبقى كالأخوة يهابه الخصم ويجعل له هيبة اذا ما كانوا مع بعض. ويقول المهلب بن أبي صفرة:

كونوا جميعاً يا بنيّ إذا اعترى

خطبٌ ولا تتفرقوا آحاداً

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً

و إذا افترقن تكسرت أفراداً

وكنا كذلك إبّان الغزو العراقي الغاشم في ليلة غدر، بقينا ملتفين حول الوطن؛ في الداخل صمدت مقاومتنا، وفي الخارج سمع صوتنا كل العالم. وفي أيامنا الأخيرة واجهنا واحدة من الشدائد بجائحة أخذت الصغير قبل الكبير وتجاوزناها بفضل من الله ومن ثم بقيادة رحيمة وفرت كل الاحتياجات وسخرت كل الوسائل وتزامنت مع العمل الجماعي والتطوع الوطني النبيل.

وبشعور غاضب أقولها.. اخرسوا كل الأصوات النشاز في كل منبر، ولا تضيعوا جهود الرعيل الأول التي ضحت بدمائها لتبقى الكويت منة ومطمئنة، ولنحرص على نعمة الأمن بالشكر والعمل ثم العمل.

••

بدر أحمد الحسيني – محامي

Twitter: @bader_a_n