بوفيه مفتوح

   تقول دراسة تاريخية إن قدماء المصريين هم أول من عرفوا ما يعرف بنظام «البوفيه المفتوح» وأن أول مرة تظهر فيها خدمة البوفيهات المفتوحة كانت على جدران مقابر ومعابد ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة.

    وأوضحت الدراسة التي أعدها عالم المصريات الدكتور محمد يحيى عويضة أن الرسوم والنقوش واللوحات الفرعونية تؤكد أن قدماء المصريين هم أول من عرفوا ما يسمى «البوفيه المفتوح».

   بوفيه الطعام وعرض الأصناف والأنواع مالذ وطاب وما تشتهيه النفس من أطباق الحلويات والأطباق الرئيسية والحساء والمشروبات؛ فالعين تشبع قبل أن تأكل.

   مشاهدة مظاهر ومناظر في البوفيهات تجد الصحون معبأة على الآخر وكأنه آخر وجبة في الحياة يأكل القليل ويرمي الباقي فيه هدر النعمه والإسراف؛ بإمكان الشخص الأخذ بمقدار ما يأكل حفظ للنعمة وعدم رميها في حال عدم أكلها (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لايحب المسرفين – الأعراف 31).

   طبيب العرب الحارث بن كلدة؛ قيل للحارث بن كلدة طبيب العرب قيل له ما أفضل الدواء؛ قال قلة الأكل؛ هو أن يقدم الطعام إليك وأنت وتشتهيه ويرفع عنك وأنت تشتهيه؛ وقال الحارث أيضاً المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء.

   وقيل أيضاً الذي قتل البرية وأهلك السباع في البرية إدخال الطعام على الطعام قبل الانهضام؛ ويقصد به إدخال الطعام على الطعام يقصد به الأكل من غير جوع وقبل هضم ما سبق لما فيه الإضرار بالصحة.

   وقال أحد الأطباء يوصي أحدالملوك: “لا تأكل من اللحم إلا فَتِيَّا – جديداً؛ ولا تشرب الدواء إلا من علة؛ ولا تأكل الفاكهة إلا في نضجها؛ وأَجِدْ مَضْغَ الطعام؛ وإذا أكلت نهاراً فلا بأس أن تنام؛ وإذا أكلت ليلاً فلا تنم حتى تمشي ولو خمسين خطوة ولا تأكلنْ حتى تجوع ولا تأكلنْ طعاماً وفي معدتك طعام؛ وإياك أن تأكل ما تعجز أسنانك عن مضغه؛ فتعجز معدتك عن هضمه”.

   الإسلام منهاج حياة الذي وضع لنا الأسس في جميع مناحي الحياة وتأكيده على صحة الإنسان والمحافظة عليها؛ وما روي عن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه؛ بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً؛ فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه).

   ونحن في هذا الشهر الفضيل اللهم لك الحمد على النعم التي لا تعد ولا تحصى وأكل مالذ وطاب؛ فهل نبتعد عن الإسراف دون الإخلال بالكرم والإسراف بحق النفس؟!