قلم الإرادة

النزيهون متواجدون

دكتور مصطفى أبو سعد مستشار نفسي وتربوي ومدرب في الإرشاد الأسري والتربوي ذكر في حسابه بتويتر عن القصة التالية (بعد إحالته على التقاعد موظف يودع مكتبه بطريقة فريدة في سابقة من نوعها، قام مدير عند وصوله سن التقاعد مؤخراً بشراء 15 ألف ورقة بيضاء وعشرات أقلام الحبر وعشرات حافظات الملفات ووضعها في مقر عمله، كما قام بإعادة هدية حصل عليها خلال فترة عمله عبارة عن “مصحف شريف” ووضعها في مكتبه السابق الذي تركه لمن بعده، وعند سؤاله عن سبب ما قام به، أجاب بأنه أراد بذلك تبرئة ضميره أمام الله ثم الوطن من أي ورقة مزقها أو استعملها دون حاجة أو أي قلم حبر استعمله أو أتلفه دون حاجة، ويقول: “سيحاججني المواطنون يوم القيامة أمام الله لو تعديت على مقدرات الوطن والمال العام”).

في زمن كثر وتعددت الوسائل والتبرير في كسب المال غير المشروع غير آبهين ولا مكترثين المهم كسب المال، يأخذ راتب وهو لا يعمل يتربح من مركزه الوظيفي، استغلال المال العام والتنفع به بغير وجه حق، اختلاس أموال، المجاملة في ترسية العطاءات والمناقصات، الحصول على العمولات من المشتري أو المورد، يقول عليه أفضل الصلاة والسلام: “أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك”.

وقصة تروى عن الشيخ ابن باز – رحمه الله – (أنه إذا أحتاج أن يملأ قلمه بالحبر من الدواة من مكتبة الجامعة ليقوم باستعماله في يخص عمل الجامعة، فإنه قبل أن ينصرف يفرغ ما تبقى في قلمه من الحبر في الدواة لأن يختص الجامعة).

سيسأل الإنسان في يوم لا ينفع مال ولا بنون ومنها (وعن مالك من أين اكتسبت وفيما أنفقت؟)، المحافظة على المال العام يبدأ من كل فرد أولاً بإصلاح نفسه، ووضع الرجل المناسب بالمكان المناسب النزيهة الذي يضع المصلحة العامة على الخاصة، لو خليت خربت تبقى هناك نماذج وأمثلة عن الورع في العمل، ويبقى النزيهون متواجدون.

••

عبد العزيز الدويسانكاتب في صحيفة الإرادة

Twitter: @aziz_alduwaisan

مقالات ذات صلة