قلم الإرادة

الصقر الذهبي

“لو كان هذا حلماً لا أريد الاستيقاظ منه”، هذا ما قاله الصقر الذهبي الطائر القطري معتز برشم بعد إحرازه ذهبية مسابقة الوثب العالي في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حالياً في طوكيو، كتب برشم تاريخ مضيء في سماء طوكيو تقلد الذهب وتوج بأخلاق الفرسان، مشهد سيبقى في ذاكرة دورات الألعاب الأولمبية عندما تقاسم الذهب مع الإيطالي جيانماركو بعد تساوي تام بالنجاح والإخفاق، تقدم برشم باقتراح تقدم به للحكم يفيد بأن يحصل كلاهما على الذهب بدلاً من الاستمرار بالقفز وتحديد من يأخذ الذهب والفضة، فوافق الحكم على المقترح، وهذه لأول مرة منذ أولمبياد 1912 يشارك فيها رياضيان في ألعاب القوى الميدالية الذهبية.

معتز ومنافسه الإيطالي تصلح بأن تكون فلم، فيها من التحدي والتشجيع، ومن اليأس إلى الأمل، كتب جيانماركو مقال في 2018 حينما تعرض لإصابة كادت أن تنهي مشواره الرياضي وكان معتز برشم هو المحرك والداعم الرئيسي لعودة الإيطالي وانتشاله من اليأس إلى المنافسه وصولاً للمنافسة وتحقيق الذهب الأولمبي.

برشم حكاية نجاح حكاية تضحيات وتعب وتدريب شاق ومعسكرات طويلة ودعم كبير من الدولة لصناعة بطل عالمي أولمبي، ومدربه السويدي أكثرمن عشر سنوات مع البطل برشم، تجتمع كل عناصر تجهيز الرياضي وبيئة رياضية متكاملة وصول للإنجاز ومعانقة المجد ، ولكن زرع ما حصد بإنجازات متوالية، وتصريح سابق لمعتز “عندما أعتزل، أريد التأكد من عدم ذكر الوثب العالي مطلقاً دون ذكر اسم معتز برشم”، إنجازات على جميع الأصعدة، ميداليات أي رياضي يحلم أن يحققها في مسيرته، ذهب لا يصدأ بل يتجدد مع كل بطولة، هذا هو معتز يزداد بريقاً دائماً.

برشم لديه ثاني أعلى قفزة بالتاريخ 2,43 م بعد الرقم القياسي العالمي للكوبي خافيير سوتومايور 2,45 م المسجل في عام 1993، وبإحرازه الأولمبية الثالثة في طوكيو بعد برونزية لندن 2012 وريو 2016 أصبح ثاني رياضي يحقق هذا الرقم في الوثب العالي بعد السويدي باتريك سيوبورغ بحوزته فضية وبرونزيتان، وأصبح أول رياضي آسيوي يحقق ثلاث ميداليات أولمبية في ألعاب القوى.

معتز برشم خريج أكاديمية التفوق الرياضي (اسباير)، الأكاديمية التي رفعت شعار (اليوم حلم .. وغداً نجم) شعار طبق على أرض الواقع.

••

عبد العزيز الدويسانكاتب في صحيفة الإرادة

Twitter: @aziz_alduwaisan

مقالات ذات صلة