أخبث المخلوقات
هل تعلم من هو أخبث المخلوقات على وجه الأرض.
الخبث والدناءة صفة تتميز بها المخلوقات ذوات النفوس الخبيثة والدنيئة ومنها الذئاب، فالذئب لو أخذته صغيراً وربيته وأرضعته من حليب شاة وربيته مع خرافها فماذا سيكون مصير تلك الخراف مع مصير تلك الشاة التي أرضعت وغذت ذلك الذئب من حليبها بالتأكيد ستكون الشاة أول وجبة شهية لذلك الذئب الناكر للجميل ثم تليها الخراف الصغيره تبعاً لشهية الذئب ولكن مع كل هذا فإن الذئب نعطيه بعض الحق في ذلك أولاً لأنه معروف عنه أنه مخلوق افتراسي وهو مجبول على أكل اللحوم ولأنه لا يفترس ولا يغدر إلا عند الجوع لأنه يحتاج إلى الطعام كوسيلة للبقاء على قيد الحياة ومن هنا يعطى له بعض الحق.
ولكن ما قولكم بمن يفترس ويمزق اللحوم والأعراض لكي يبقى على قيد الحياة ولكي يكتنز تلك اللحوم في أيامه البيضاء لأيامه السوداء؛ بل إن هذا المخلوق المفترس الناكر للجميل والناقص حتى لمبادئ الحيوانات بالافتراس تراه يتمتع بعظ الأيادي التي امتدت له بالحنان وتراه يمزق الأعراض التي آمنت به وجعلته موضع ثقتها وليس هذا فقط بل إنه سلم أعراضهم وأماناتهم وثرواتهم وأولادهم ورقابهم وأرواحهم إلى من يضاهيه دناءة ولؤماً وغدراً وخسة.
ربما إلى الآن لم تعرفون هذا الحيوان المفترس الخبيث والأشد لؤماً.
دعونا إخواني نتعرف عليه عن قرب هو النفس الدنيئة لدى الإنسان التي تحاول أن تصور نفسها على غير حق حتى لو افترست من أمامها أقرب المقربين لها.
إن ما يحدث في خليجنا العربي من حبك للمؤامرات لزعزعت مكانتها وتفكيك ارتباطها واتحادها لهو أكبر دليل على قوه هذا المفترس الدنيء لدى النفس الإنسانية والذي هو أخطر وأخبث حيوان على وجه الأرض.
وضعت إيران مخطط ضد دول الخليج خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع اندلاع ثورات الربيع العربي، من أجل تحقيق مصلحة إيران بدول الخليج حيث تهدف إلى المد الشيعي ففشلت في الكثير من المواقف لن نتطرق لها في مقالنا هذا، فاستغلت حكومة قطر لتحقيق هذا الهدف فيما أن هناك أهداف أخرى تسعى لها قطر تتمثل في تمكين الإخوان في دول الخليج لتنتزع الزعامة من السعودية.
إن نظرية المؤامرة أصبحت جلية ومؤكَّدة في عصرنا الحالي أكثر من أي وقت مضى، وقد تزداد وضوحاً وتأكيداً في المستقبل المنظور فحكومة قطر في تخبطاتها الخطابية بين مؤكد في حين ونافياً لما أكده في حين آخر أصبح معروفاً للجميع إنها اليد وليس العقل فهل يا ترى حكومة إيران هي العقل أم هي الوسيلة لتجنيد اليد؟ فمن يكون العقل بهذه المعادلة؟
الآن بعد مرور عقدين كاملين، لم تعد ممارسات الدوحة تنطلي على أحد، أو تقنع الصديق قبل العدو. ولهذا ثمة شكوك حول إذا ما كانت الدوحة ما يزال فى مقدورها الاستمرار بالتخبط السياسي المضلل فأوراقها أصبحت معروفة وغير قابلة للتصديق.
باختصار، لا يمكن التقليل من أهمية ما تحقق حتى الآن من نتائج على صعيد مواجهة قطر، بالنظر إلى نشاطها الداعم للتطرف والإرهاب. لكن ما يزال من المبكر القول بأن المعركة معها وصلت اليوم إلى محطتها النهائية فمن الواضح وفق ما تشير إليه الأحداث وتسارعها أن حاكم قطر يتجه إلى مزيد من العناد والتمسك بمواقفه مما سيؤدي إلى معاناة للشعب القطري الشقيق الذي نكن لهم كل الاحترام والتقدير فمن المفترض على الحكومات أن تعمل لشعوبها ومواطنيها لرخائهم ورفاهيتهم لأمنهم واستقرارهم.
فالأمل في النهاية أن ترى حكومة قطر النور في نهاية النفق المظلم الذي ادخلت نفسها فيه لتعود إلى المسار الصحيح لتكون يداً للإصلاح لا للدمار لتقف مع أشقائها بدول مجلس التعاون الخليجي أمام الخطر الحقيقي للإسلام عامة ألا وهو إيران ومن يسير إيران العقل الخفي الذي يحرك الأيادي.
**
سامي بن أورنس الشعلان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @soalshalan
Email: sshalan@alerada.net