قلم الإرادة

الألمان .. في خبر كان!

    نعيش هذه الأيام النسخة 17 من بطولة الــ يورو (أمم أوروبا)؛ والتي تستضيفها ألمانيا وتقام البطولة في 10 مدن مختلفة هي العاصمة (برلين) و(كولونيا) و(ميونيخ) و(فرانكفورت) و(هامبورغ) و(دورتموند) و(لايبزيغ) و(غيلسنكيرشن) و(شتوتغارت) و(دوسلدورف)؛ 9 من الملاعب العشرة ساهمت باستضافة مونديال 2006 باستثناء دوسلدورف أرينا.
     وتقام منافسات البطولة في ألمانيا للمرة الثانية؛ وللمرة الأولى في ألمانيا الموحدة؛ بعدما سبق وأن استضافتها ألمانيا الغربية البطولة بنسخة 1988؛ واستضافت ألمانيا 4 مباريات خلال نسخة 2020 (تم تأجيلها لعام 2021 بسبب جائحة كورونا) والتي استضافتها 12 مدينة مختلفة لمنافسات البطولة للإحتفال بالذكرى 60 لتأسيس بطولة أمم أوروبا.
     ألمانيا التي شنت حرب إعلامية ضروس على قطر قبل وخلال استضافة مونديال 2022؛ وأخذها الكبر والاستعلاء والعنصرية بسبب إقامة الحدث المونديالي في دوله عربية إسلامية؛ فقل للشامتين صبراً فإن نوائب الدنيا تدور؛ وبعد المونديال بهذه السنوات القليلة جداً لتستضيف هذا الحدث الأوروبي الكبير لتظهر وتطفو المشاكل وواضحة للعيان.
     فمن أين تبدأ .. هل تبدأ من شجار جماهير إنجلترا وصربيا حيث قام مشجعوا الفريقين بإلقاء الطاولات والكراسي وزجاجات الزجاج على بعضهم البعض؛ وكانت انتقاداتهم لقطر لمنع الكحول في الملاعب والأماكن القريبة من الملاعب؛ أم الاختراق الأمني يوتيوبر يكشف فشل الشرطة الألمانية في “اليورو” بعد دخوله إلى ملعب “أليانز أرينا” في ميونخ قبل حفل افتتاح البطولة ببطاقة مزيفة وزي تميمة مزيف؛ والحادث الآخر استيقظ أحد مشجعي منتخب إنجلترا بعد أن كان مخموراً وفي حالة سيئة وهو يشعر بالبرد والارتباك بعدما وجد نفسه بمفرده في ملعب يخلو من الجماهير (أين المنظمون والأمن)؛ والاتحاد الأوروبي يحاول تبرير الفيديو الذي انتشر عن المشجع بأنه لا يوجد ما يثبت صحة الفيديو.
     وقال الهداف التاريخي للمنتخب الإنجليزي هاري كين بعد تعادل منتخب إنجلترا والدنمارك كانت نتيجة عادلة؛ مشيراً لصعوبة الهدف الذي سجله بسبب سوء أرضية الملعب!
     وما حصل في ملعب سيجنال بارك محاولات تصريف مياه الأمطار بطريقة بدائية قبل مباراة تركيا وجورجيا في الجولة الأولى من المجموعة السادسة؛ وما حدث قبل اللقاء في الملعب شجار بين جمهور المنتخبين.
     منتخب الديوك الفرنسية اشتكى من سوء التنظيم بسبب تأخر الحافله 3 ساعات؛ ظهرت المشاكل قبل وبعد لقاء النمسا في مدينة دوسلدورف؛ وتضايق المنتخب من مشكلة طول المسافة بين ملعب المباراة التي خاضوها ومكان إقامتهم إذ استمرت الرحلة 3 ساعات كاملة والسبب يعود إلى أن الأمن المرافق لا يضع تحت خدمتهم؛ أحداث وما زلنا في البدايات ماذا سيحصل وصولاً للنهايات!
     مونديال الحلم قطر .. جودة ملاعب .. الأمن ومونديال عائلي .. قرب المسافات .. الخدمات بأعلى المستويات.
     قبل مونديال قطر أكثر ماكان يخشونه (الأمن) .. وأكثر ما شعروا به وتحدثوا عنه هو (الأمن)؛ ما تراه وليس ما تسمعه .. ⁧‫مونديال قطر‬⁩ أكثر من مجرد مونديال كروي.
    سنكررها دائماً و أبداً ما قبل ⁧‫مونديال قطر2022‬⁩ ليس كما بعده؛ الأبعاد تجاوزت ذلك بكثير؛ الغرب يعاني الآن اقتصادياً اجتماعياً أخلاقياً؛ بدأ يشعر من ينافسه ويكون له ند قوي ولديه ما يفرضه ويعرضه من هويه وقيم وإنها لا تعني التخلف والرجعية؛ المونديال غير مفاهيم وسيغير موازين.

••

عبد العزيز الدويسانكاتب في صحيفة الإرادة

X: @aziz_alduwaisan

مقالات ذات صلة