قلم الإرادة

حكايات أولمبية

الأولمبياد ومشاركات تجمع من مختلف الألوان والأجناس والأعراق والبلدان يتنافسون على الذهب الأولمبي ولحظات المجد؛ وكل ميدالية ينالها الرياضي لها حكاية وقصة وجهد وتعب ودموع وتضحيات؛ فاللقطات التي تلتقط للرياضيين وهم على منصة التتويج والدموع التي تتساقط تحكي كل شيء من فخر واعتزاز؛ ويذهب التعب ويبقى لذة الإنجاز خالدة عبر الزمن.

ومن الحكايات والقصص الجميلة في أولمبياد باريس من الإصابة في عامودها الفقري إلى التتويج بالذهب الأولمبي لأول مرة بتاريخ بلدها وهي الرامية أدريانا روانو من غواتيمالا الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى ومن أشهر الدول التي تحدها المكسيك.

وبدأت الحكاية كانت تستعد للمشاركة ببطولة العالم للجمباز عام 2011 من أجل التأهل لأولمبياد لندن قبل أن تشعر بآلام في الظهر فيما أظهرت الفحوصات الطبية عن معاناتها من إصابة في ست فقرات بالظهر؛ فشعرت باليأس والإحباط؛ فطهرت نصيحة طبيبها كالنور ونصحها بممارسة الرماية إذا كانت ترغب بممارسة الرياضة دون تفاقم إصابتها؛ وشاركت كمتطوعة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وقالت عن تلك التجربة “قلت لنفسي إذا لم أشارك كلاعبة رياضية فربما أستطيع أن أكون متطوعة” ووضعوني في فريق الرماية وتمكنت من مشاهدة الفريق ومتابعة المنافسة، وكانت تلك اللحظة التي ألهمتني للتفكير وقلت حسناً إذا لم أكن في الجمباز؛ يمكنني أن أفعلها في الرماية”؛ ثم شاركت بمسابقة الرماية في أولمبياد طوكيو وحلت بالمركز 26؛ وأولمبياد باريس الذهب في مسابقة (فردي تراب).

وفي مسابقة تنس الطاولة تعرّض الدنماركي أندريس ليند لحادث سيارة فظيع قبل 3 سنوات وأخبره الأطباء أنه لن يلعب تنس الطاولة مجدداً ليغيب عن أولمبياد طوكيو 2020؛ ولكنه أثبت أنهم مخطئون وعاد ليظهر في أولمبياد باريس 2024 وهو الآن المصنف 17 عالمياً.

الجزائرية كايليا نمور ولدت في فرنسا لأب جزائري وأم فرنسية وقضت حياتها في فرنسا وأحرزت العديد من الميداليات الملونة مع فرنسا البلد التي ترعرت فيه ومثلتها في مشاركاتها العالمية القليلة وما زال الطريق أمامها طويل لإحراز المزيد.

وبدأت رحلة تمثيل الجزائر بدل فرنسا حين دخل ناديها الفرنسي (آفوان بومون) بصراع مع اتحاد اللعبة في فرنسا بعد خضوعها لجراحة في الركبتين في 2021 وأخذت وقت طويل للتعافي ثم منحها طبيب النادي الضوء الأخضر للعودة للمنافسات لكن الاتحاد الفرنسي رفض وأصبح إشكال بين النادي والاتحاد وتوقفت لمدة عام من تمثيل أي منتخب ثم أخذت موافقة الاتحاد الدولي للجمباز لتمثيل الجزائر.

رغم كل المشاكل والصعاب وصغر السن احتفظت بالاستمرار والهدوء والعزيمة والآن بعمر 17 وأحرزت المركز الخامس بأولمبياد باريس في الفردي وما زال الطريق طويل؛ وحصلت على المركز الأول في نهائي جهاز المتوازي مختلف الارتفاعات؛ وتكون أول عربية تحقق الذهب الأولمبي في مسابقة الجمباز.

حكايات أولمبية تعلمنا؛ لاحياة مع اليأس .. ولا يأس مع الحياة؛ ‏الكلمة الطيبة والتحفيز قد تعتقد بسيطها ويلتقطها غيرك فوقعها وتأثيرها كبير في مسيرته؛ الاستمرار والعزيمة والإصرار مع تحديات الحياة .. تعلمنا الرياضة دوماً بأنها أكبر من مجرد رياضة.

••

عبد العزيز الدويسانكاتب في صحيفة الإرادة

X: @aziz_alduwaisan

مقالات ذات صلة