قلم الإرادة

الكمار

   ريال مدريد .. برشلونة .. مانشستر سيتي .. ليفربول .. مانشستر يونايتد .. ليفربول .. نيوكاسل بتألقه مع المستثمر الجديد السعودي .. تشيلسي وأمواله .. باريس سان جيرمان ونجومه .. نابولي يا سلام بعد غياب .. أخبار وأسماء هذه الأنديه تتداول في كل لحظه وساعة ويوم.
   الحديث بعيد عن الأندية المتعارف عليها نادي الكمار الهولندي النادي الواقع في مدينة الكمار شمال هولندا وتبعد المدينة بضعة كيلومترات عن العاصمة امستردام وهي واحدة من الوجهات السياحية في بلاد الأراضي المنخفضة؛ ناديها الكمار تأسس نادي Az الكمار في 1967 وهو عبارة عن اندماج بين نادي الكمار 54 ونادي زانستريـك الهولندي نتيجة للظروف الصعبة التي كان يمر بها الفريقين بعد الوصول إلى دوري الدرجة الأولى عاني فريق AZ من الإفلاس ولكن قام الأخوان مولينار بدعم الفريق ماليا والوصول به لدرجات عالية من الثراء وشراء اللاعبين الأجانب.
   حقق الكمار لقب الدوري الهولندي لأول مرة موسم 1980 -1981 ولم يخسر الفريق في ذلك الموسم أي مباراة باستثناء ضد اياكس 1-0 وحقق في تلك السنة كأس هولندا ووصل للمباراة النهائية في كأس الاتحاد الأوربي ؛ مجمل انجازات الفريق لقبين دوري محلي؛ وأربع ألقاب كأس هولندا ولقب السوبر الهولندي ولقب وحيد من كأس الاتحاد الأوربي .
   قبل أسابيع قليلة توج هذا الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا للشباب لأول مرة بتاريخه ويصبح أول فريق هولندي يتوج بالمسابقة بهذه المرحلة بتغلبه على هايدوك سبليت الكرواتي بخماسية نظيفة؛ ونادي الكمار وصل لنصف نهائي دوري المؤتمر ولكن خرج على يد ويستهام.
   ما هو المشروع لتطوير أكاديمية الكمار ولاعبيها؛ وكيف ألتقى علم الأعصاب مع كرة القدم؟
   “كرة القدم لا تعتبر في الأساس نشاط بدني بقدر ما هي نشاط دماغي؛العضلات والرئتان ثانويتان الدماغ هو الأساس؛ يمكن تسمية الأمر بالسحر؛ ما هو معلوم أنه لا يمكن قياس السحر لكنه يمكن قياس وظائف الدماغ؛ بهذه الطريقة الغامضة عرض اريك كاستيان مؤسس مشروعه على مسؤولي الكمار وهو صحفي سابق بدأ رحلته في العام 2011 عندما كتب كتاباً عن تحديد المواهب في ريال مدريد وبرشلونة.
    خلال رحلة المعرفة الخاصة به، اكتشف أن كل الأشخاص داخل أكاديميات برشلونة وريال مدريد يعرفون كل شيء عن المواهب؛ وأن كلا الناديين يتفقان أن تقييم المواهب يرجع إلى 4 عوامل – جسدية وعقلية وتكتيكية وتقنية. لكن كانت هناك مشكلة، أن هناك عنصراً خامساً لم يتمكنوا من تحديده.
   كانت نقطة البداية هي التحدث إلى 2 من علماء الأعصاب في جامعة أمستردام؛ لقد سخروا من فكرة السحر لأن التفسير العلمي واضح كان الأمر يتعلق بوظيفة الدماغ ولم يكن مجرد سحر استغرق الأمر 4 سنوات من قبل كاستيان وعلماء الأعصاب لاثبات قدرتهم على تحديد وظائف الدماغ المطلوبة لتكون لاعب كرة قدم بعد القيام بذلك، احتاجوا إلى 6 أعوام أخرى لإثبات قدرتهم على استخدام ما وصلوا إليه للتنبؤ بالأداء المستقبلي للاعب.
كان دور كاستيان هو الربط بين العالميين علم الأعصاب تلتقي مع كرة القدم؛ يقول كاستيان: “ابحث عن لاعبين ليسوا متميزين جسدياً وعقلياً وتكتيكياً وفنياً فحسب، بل معرفياً أيضاً.
   عندما قدم مشروعه لألكمار أوضحت ادارة النادي أن هدفهم كذلك هو تنبؤ اللاعبين الذين قد يصنفوا من النخبة مستقبلاً وأن بنهاية المطاف، هدف النادي هو تحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح والمكاسب الرياضية والرأسمالية لذا هم مستعدون للمُقامرة.
   يشرح كاستيان أن في كرة القدم الحديثة أصبحت المساحة والوقت أقل لذا يجب أن تحل المشاكل بشكل أسرع لا يبدو الأمر وكأن المختصين يقولون أن كرة القدم تتطلب لاعبين أكثر ذكاء بل كرة القدم نفسها هي من تقول ذلك عندما ينتقل لاعب من الدوري الهولندي إلى البريميرليج تخرج التساؤلات أنه لأمر غريب كيف أن قرارت أولئك اللاعبون مع الكرة وبدونها بطيئة للغاية رد الفعل المتوقع هو توجيه المدرب البدني ليجعل أرجلهم أقوى. ربما تكون هذه فكرة جيدة. ولكن من الجيد أيضاً معرفة ما اذا كان الدماغ يرسل الرسائل بسرعة كافية لإخبار العضلات ما يجب القيام به.
    كاستيان دراسه وعمل ومشروع ومجهود لسنوات لتؤكد مع مرور السنوات أن كرة القدم بتطور علمي ودراسات وليست بذلك البساطة الأمور أبعد من ذلك بكثير.
  • معلومات اريك كاستيان المذكورة من حساب مصطفى فرحات تويتر@AcMustafaMilan

••

عبد العزيز الدويسانكاتب في صحيفة الإرادة

Twitter: @aziz_alduwaisan

مقالات ذات صلة