قلم الإرادة

مونديال رُبع دول العالم!

   بعد انتهاء مونديال الحلم والإرث مونديال قطر 2022 مونديال التميز والمونديال الأفضل بالتاريخ وأتت الشهادة لمن حضر وشاهد وبتصريحات رسمية من أعلى الهرم في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
   مونديال قطر الذي تميز بملاعب على هيئة متاحف؛ قرب المسافات بين الملاعب أتاحت للجمهور حضور أكثر من مباراة في يوم واحد؛ بلد تحول بأكمله لمهرجان؛ وسائل المواصلات العامة مجانية؛ مونديال أتعب من بعده وسيبقى عالق في الأذهان وكانت آخر نسخة بمشاركة 32 منتخب.
    مونديال 2026 باستضافة (الولايات المتحده الأميركية؛ كندا؛ المكسيك) لأول مره باستضافة 3 دول للحدث الكروي وسيكون هذا شكل المونديالات مستقبلاً إقامتها بأكثر من بلد؛ وسيشارك في النهائيات 48 منتخب وهذا يعني مشاركة رُبع دول العالم؛ وستلعب أغلب المباريات في الولايات المتحدة.
    واعتمد بشكل رسمي مونديال 2026 ستقسم المنتخبات 48 إلى 12 مجموعة كل مجموعة 4 منتخبات؛ يتأهل الأول والثاني من كل مجموعه بالإضافة إلى أفضل 8 ثوالث لدور 32 الذي سيكون بخروج المغلوب وصولاً للنهائي؛ وبذلك ارتفعت مجموع مباريات البطولة إلى 104 بعد أن كانت 64 في مونديال 32 منتخب.
    وكانت هناك أفكار وخطط بأن تكون كل مجموعة 3 منتخبات إلا أنه تم إقرار تقسيم المجموعات بهذا الشكل ليخفف التواطئ بنتائج المباريات ويؤمن راحة متوازنه لجميع المنتخبات المشاركة.
    مونديال 48 منتخب يعني مشاركة حوالي ربع دول العالم! المال على حساب الأمور الفنية؛ قد نشهد لقاءات تصل تسجيل عدد أهداف من رقمين بدور المجموعات تحديداً؛ المتوج باللقب سيلعب 8 مباريات بزيادة مباراة واحدة عن المتوج بمونديال مكون من 32 منتخب.
    ورسمياً المغرب ينضم إلى ملف أسبانيا والبرتغال لاستضافة كأس العالم 2030م بعد أن كانت الأحاديث عن ضم أوكرانيا للملف الأسباني البرتغالي من أجل كسب مزيد من التعاطف.
   وسبق للمغرب التقدم بملف لتنظيم كأس العالم بأكثر من مرة ولكن خسر؛ وشعاره المحاولة ثم المحاولة حتى تحقيق حلم الاستضافة.
    المغرب التي استضافت مونديال الأندية أكثر من مرة؛ ومع وصول أسود الأطلس لنصف نهائي مونديال 2022م بإنجاز عربي أفريقي غير مسبوق والصدفة بأنه تفوق على أسبانيا والبرتغال أعطى المغرب الزخم الكبير؛ وسيحمل هذا الملف عنوان الربط بين إفريقيا وأوروبا؛ وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه؛ وبين القارة الإفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي.
    ملف (المغرب – أسبانيا – البرتغال) ملف قوي؛ قرب المسافة؛ إرث كروي؛ دول سياحية بالدرجة الأولى؛ الملف سيواجه منافسة مع الملف اللاتيني الذي يضم (الأرجنتين؛ براغواي؛ أوروغواي؛ تشيلي) يستمد قوته بالتاريخ والعودة لأول انطلاق للمونديال 1930م في القارة التي استضافتها الأوروغواي.
    والملف المنافس الآخر لمونديال 2030م المتوقع الإعلان عنه قريباً يشمل (السعودية – مصر – اليونان) ويربط القارات الثلاث.
    دخول ⁧‫المغرب‬⁩ لمنافسة الملف السعودي سيزيد الضغوط والإحراجات في التصويت، هل تحصل تفاهمات وبالذات بين الملف السعودي المتوقع تقديمه وبين الملف البرتغالي – الأسباني – المغربي؛ الانسحاب بالمقابل دعم قوي لملفهم مستقبلاً أو العكس بين الملفات أحدهم يستضيف مونديال 2030م والآخر 2034م.
مونديال بشكل جديد .. فكيف سيتقبلها جمهورها؟!

••

عبد العزيز الدويسانكاتب في صحيفة الإرادة

Twitter: @aziz_alduwaisan

مقالات ذات صلة