قلم الإرادة

زلة قلم

ومن الحكمة البالغة، أن الله سبحانه قدم العلم في نزول الوحي على سائر الأمور كلها، إذ إنها أولى الآيات نزولاً، فهذه الآيات نزلت على الرسول في غار حراء، تأمره بالقراءة، وتبين له أن الله هو الذي علم الإنسان ما لم يعلم.

(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)، وقال تعالى: «ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجراً غير ممنون، وإنك لعلى خلق عظيم»، هناك مقوله تقول (زلة قلم) فقلت في نفسي وهل يزل القلم؟ أم أن من يأمر القلم هو من يزل؟ وهل القلم يزل؟ أم من يكتب بالقلم يزل؟ فما القلم إلا عبدً مأمور، لا يزل ولا يكذب، ولا ينافق ولا يسرق، ولا يخون، ولا يزور، القلم لا يتكلم إلا بالحق، ولا يقول الا الحق، القلم روح العلم، ورح المعرفة، القلم وحي الله لأهل الأرض، القلم الصراط المستقيم، القلم من دلنا على وجود رب الوجود، والقلم أول مذكور في القرآن الكريم، ألم يقل الله في كتابة الكريم (الذي علم بالقلم) فهو منارة العلم والمعرفة، وروح أجدادنا القدماء، مجسدة على شكل حروف وكلمات، القلم صانع الحضارات العريقة، والثقافات العديدة، التي ما زالت قائمة إلى الآن، القلم صانع خير جليس في الزمان، والقلم ترجمان العلماء والحكماء، القلم رأس هرم القوة، ونبراس العلم والمعرفة، كما قال نابليون بونابرتليس (عماد القوة في الدنيا اثنان: السيف والقلم، أما السيف فإلى حين، وأما القلم فإلى كل حين، السيف مع الأيام مكروه ومغلوب، والقلم مع الأيام غالب ومحبوب).

فلم يخلق القلم ليزل ويغلط؛ بل ليعلم ويرفع، فقال الله سبحانه وتعالى بعد ذكر القلم: (كلا إن الإنسان ليطغى) فالطغيان والغلط من الإنسان وليس من القلم، فدع القلم يكتب بصدق، ويعبر بصدق ولا تستخدموا أقلامكم بالكذب والغش وتزوير الحقائق والخداع ونشر الشائعات فلا بد من يوم تسكت فيها كل أقلام الأرض ولا يكتب إلا قلم السماء.

••

سامي بن أورنس الشعلان – أكاديمي

Twitter: @soalshalan

‏Email: sshalan@alerada.net

مقالات ذات صلة