لقاءاتنا

في لقاء خاص | مشعل النامي: الإخوان المسلمين بتنظيمهم ومصالحهم الخاصة هم خارج سرب أهل السنة

ـ مصالح الإخوان وإيران تتقاطع مع مصالح بلدي.

 

ـ السنة ممزقين شذر مذر منذ أن قامت الفتنة في مقتل عثمان ـ رضي الله عنه.

 

ـ الإخوان المسلمين بتنظيمهم ومصالحهم الخاصة هم خارج سرب أهل السنة.

 

ـ التصعيد الذي نعيشه اليوم هو بسبب 80 % على الأقل من الإخوان المسلمين الذين شاركوا بالمظاهرات.

 

ـ تصنيف الناس كسني وشيعي، هذا تصنيف تدعمه إيران وتدفع به إيران.

 

ـ الكويت فضّلت أن تتأخر ببعض الإجراءات لكي تكون حلقة الوصل بين قطر ودول الخليج.

 

ـ عُمان دائماً خارج السرب الخليجي.

 

ـ أظن بأن دول الخليج لا تثق كثيراً بعُمان.

 

ـ أشك بولاء من فرحوا بفوز أردوغان.

 

ـ البعض يمجد قطر ويدعي الديمقراطية رغم أن قطر ليس بها ديمقراطية!

 


 

 

 

مشعل النامي، وهو باحث وناشط سياسي كويتي مختص بالشؤون الإقليمي، لطالما تحدث عن الأخطار الخارجية من وجهة نظره تجاه الكويت ودول الخليج العربي، عبّر عن ذلك في الكثير من الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية، له الكثير من المؤيدين لتحليلاته.. جاء الحوار معه كالتالي:

 

*نرى في الآونة الأخيرة هناك توجه من قبلك لمحاربة الإخوان المسلمين.. هذا ما يراه البعض خصوصاً بعد تراجعك عن مهاجمة إيران.. في السابق كان الأستاذ مشعل النامي يهاجم إيران بطريقة شرسة.. اليوم نرى صوت خافت في هذه المسألة وتوجه تام نحو محاربة الإخوان المسلمين.. هل بالفعل بأن الإخوان المسلمين أخطر على الأمن القومي من إيران؟

 

ـ في البداية.. السياسة المصطلحات تكون فيها دقيقة، أنت سألت وقلت أهاجم الإخوان وأحارب الإخوان لفظاً، أنا كلا الطرفين.. أنا أدافع عن بلدي ومصالح بلدي الاستراتيجية والسياسية والأمنية ضد الطرفان، هؤلاء الطرفين تتقاطع مصالحهما مع مصالح بلدي، أنا شبه أسبوعي أظهر على قناة العربية كمحلل للشأن الإيراني، ما زلت أتحدث عن إيران، لا زلت أكتب مقالات عن إيران، لا زلت أكتب تغريدات عن إيران، لكن البعض يريد أن يتغافل هذا الجانب قصداً وعمداً، أما بالنسبة للإخوان وإيران وكذا، فمثل كل الصحف في العالم، ومثل جميع وسائل الإعلام؛ الخبر الأول هو الخبر الأحدث، وليس الخبر الأشد وقعاً، فكما يحدث في سورية اليوم اعتدنا سماع 70 إلى 100 قتيل، ولكن أحياناً يموتون 2 في البحرين فيأخذ خبر البحرين الخبر الأول رغم أن الدماء أكثر وأكبر في سورية، ولاعتيادنا على خبر القتلى في سورية أصبحت الصحف تتفاعل مع الأحداث، نحن نتفاعل كأي طرف في الدنيا، حديث الساعة هو الإخوان المسلمين والربيع العربي ودعمهم للربيع العربي، ومحاولتهم جلب الربيع العربي لدول الخليج، هذا حديث كل العالم اليوم، اليوم هناك 3 دول تقاطع قطر بسبب الإخوان المسلمين، اليوم بريطانيا تتحدث عن الإخوان المسلمين، ونحن لم نأتي بهذه الأمور من فراغ.

 

*تعليقك على بعض من يقول بأن الأستاذ مشعل النامي يحارب الوحدة السنية في المنطقة من خلال تمزيق الكفة السنية السياسية بين الجماعة السلفية وجماعة الإخوان المسلمين.. أنت تحارب جماعة الإخوان المسلمين؛ إذن تسعى لتمزيق وحدة الصف السني، وهذا بعكس ما تتقول فيه من إدعاءات؟!

 

ـ أولاً؛ لا يوجد شيء اسمه وحدة الصف السني، السنة ممزقين شذر مذر منذ أن قامت الفتنة في مقتل عثمان ـ رضي الله عنه، المسلمين متمزقين من ذلك اليوم إلى يومنا هذا، يتمزقون أكثر وأكثر وأكثر، لا يوجد شيء اسمه وحدة سنية.. ثانياً؛ الإخوان المسلمين بتنظيمهم ومصالحهم الخاصة هم خارج سرب أهل السنة إن كان لأهل السنة توجه محدد…

 

*لكن هم بذاتهم يقولون: “نحن من أهل السنة والجماعة”؟

 

ـ أنا لم أقل بأنهم ليسوا من أهل السنة، قلت مصالحهم تتقاطع مع مصالح أهل السنة، دولنا سنية وهم أكثر من يحارب دولنا اليوم، أو أكثر من قاد كرامة وطن في الكويت والمظاهرات والمسيرات هم رموز الإخوان المسلمين.. الذين دعوا في المملكة العربية السعودية إلى ثورة حنين هم الإخوان المسلمين، الذين عملوا أكاديمية التغيير وملتقى النهضة لهدم دول الخليج وإقامة الثورات بها هم الإخوان المسلمين، وذلك أدى لتصنيفهم كجماعات إرهابية، نحن ما جئنا بذلك من فراغ.

 

*بعض التيارات الليبرالية تقول: “نحن من تسيّد هذا المشهد.. من تسيّد كرامة وطن لأجل المكتسبات الديمقراطية”، والإخوان أيضاً بعضهم يقول: “نحن شاركنا ولسنا من يقود هذا المشهد”؟!

 

ـ كلٌ يدعي وصلاُ بليلى .. وليلى لا تقر لهم بذاكَ .. كل من يدعي بأنه عمل دعه يقول، لكن الواقع يقول بأن الإخوان المسلمين وقفوا وقفة رجل واحد مع هذه المظاهرات، وطالبوا باستبدال الدستور، والتصعيد الذي نعيشه اليوم هو بسبب 80 % على الأقل من الإخوان المسلمين الذين شاركوا في المظاهرات، وذلك كله متناغم مع توجه الإخوان المسلمين في مصر وفي بقية دول الخليج والدول العربية، ومن ضمنها الكويت، وهم يسعون لجلب الربيع العربي للكويت وصرح بذلك أكثر من رمز من رموز الإخوان، طارق السويدان ونبيل العوضي صرحوا بذلك، كذلك التيار القريب من الإخوان المسلمين وهو حزب الأمة “حاكم المطيري” إلى اليوم يدعو لقيام مظاهرات في الكويت، اليوم كذلك هناك تغريدة لصالح الملا وهو ليبرالي أو محسوب على التيار الليبرالي يقول بأنه فرح بأن المجلس لن يحل لأنه سيؤدي بالنهاية لثورة أو سيعجل بقيام ثورة! نحن لم نقل فقط بأنه فقط الإخوان المسلمين، أنا ضد كل تيار يعمل ضد المصالح الاستراتيجية لدول الخليج.

 

 

*ما هي المصالح الاستراتيجية؟

 

ـ المصالح الاستراتيجية؛ خط دول الخليج واضح وهو حماية أمنها، وحماية وحدتها، وحماية أنظمتها السياسية، كل نظام من حقه أن يدافع عن نفسه ومصالحه السياسية، كل خط تسير فيه هذه الدول هو مصالحها السياسية، ومن حقها كدول أن تدافع عن مصالحها السياسية ضد الإخوان أو غير الإخوان.

 

*هل الأستاذ مشعل النامي يدافع عن المصالح السنية فقط في الكويت؟

 

ـ أنت لماذا تأتي بموضوع السنة والشيعة، أنا لم أتكلم بهذا؟

 

*لأنك قبل قليل ذكرت بأننا نحن كسنة؟

 

ـ أنا انتمائي سني؛ لكن تصنيف الناس كسني وشيعي، هذا تصنيف تدعمه إيران وتدفع به إيران؛ لأنها تريد تقسيم المنطقة على شكل طائفي وعرقي، كما حصل في العراق، جنوب شيعي ووسط سني وشمال كردي.. المنطقة كلها يراد لها أن تتقسم بهذا التقسيم، وكتبت أكثر من مقال في هذا الموضوع، أنا أنتقد الشيعة الذين يقفون ضد الأنظمة في الخليج وأيضاً السنة الذين يقفون ضد الأنظمة، وإن كانوا غير الشيعة والسنة سأظل أنتقدهم وأدافع عن وطني الكويت، ووطني الخليج كله.

 

*طيب.. تعقيبك على زيارة الرئيس التركي للكويت.. هل ترى هناك مصالح فعلية مشتركة خصوصاً بعد توقيع مجموعة من المعاهدات بين دولة الكويت وتركيا.. وتركيا الحزب الحاكم بها من الإخوان المسلمين؟

 

ـ صحيح.. الرئيس التركي له رمزية فقط، الشخص التنفيذي الأول هو رئيس الوزراء أردوغان، زيارة تركيا عادية جداً وطبيعية، فالكويت بها رؤوس أموال وبلد حيوي بالمنطقة، والأمر طبيعي، ولا يوجد لدي أي تعليق.

 

*إذن باعتقادك.. لا توجد هناك علاقة بين توازن الكويت ومجموعة القوى الموجودة بالمنطقة، وأن الكويت تبحث عن السلم ولا تريد الصدام مع الجماعات السياسية القوية بالمنطقة؟

 

ـ الكويت منذ الأزل وهي كسفينة تمشي باستقرار في بحر لجيّ، يتخطفها الموج من كل مكان، وهي تسير بثبات بنفس السياسة، لا تميل كل الميل مع طرف ضد طرف آخر، النظام السوري لم تقف ضد النظام ولا مع النظام، وكذلك مع المعارضة، هي وقفت مع الشعب السوري ودعمت دعماً إنسانياً؛ لأن الكويت دولة صغيرة وتقع بين دول كبيرة ولها صراعات، كل واحد يعرف قيمته وحجمه ويعرف كيف ومتى يتحرك بناءً على الإمكانيات التي يملكها.

 

 

*السؤال الأخير.. الكويت لم تسحب سفيرها من قطر.. هل تؤيد هذه الخطوة أم ترفضها؟

 

ـ لا أستطيع تقييم تحليل لا أعرف أبعاده، أنا أفسرها بأن الكويت ستقوم ببعض الإجراءات لاحقاً، لكن الكويت فضّلت أن تتأخر لكي تكون حلقة الوصل بين قطر ودول الخليج، إذا كان هناك صلح، الشيخ تميم أمير قطر ذهب إلى الأردن وطلب الوساطة، طبعاً بعد أن كان في الكويت، وهذا يعني بأنه في الكويت لم يجد تجاوب كما يريد، الكويت متضامنة مع دول الخليج، الكويت تدفع باتجاه معين.

 

*عُمان أيضاً لم تقطع علاقاتها بقطر.. ليست الكويت وحدها؟

 

ـ عُمان دائماً خارج السرب.. عُمان خارج الاتحاد الخليجي، خارج عملة خليجية موحدة، عُمان هي التي ربطت بين إيران والولايات المتحدة، حصلت في عُمان تسليم بعض المساجين، وإجراء بعض الاتفاقيات، والهدنة الإيرانية – الأميركية حصلت في عُمان وبرعاية عُمانية، لذلك أظن بأن دول الخليج لا تثق كثيراً بعُمان وفضّلت أن تكون الكويت هي حلقة الوصل، لذلك فضلت تأخر الكويت بخطوة عن بقية دول الخليج.

 

*كلمة أخيرة تريد توجيهها عبر قناة وصحيفة الإرادة الإلكترونية؟

 

ـ أتمنى من الجميع تحري الدقة والمصداقية، وألا يخوّن طرف مثل دولنا وحكامنا، تخوّن لأجل مصالح دول أخرى، كما نرى اليوم فرحاً عارماً لفوز أردوغان! أشك بولاء من فرحوا بفوز أردوغان، وما حصل في تركيا من إغلاق للكهرباء في تركيا أثناء الانتخابات لم نرى حوله أي انتقاد، ولو حصل هذا الأمر في الكويت لطُعن في الانتخابات وطُعن في الحكومة، أنا أقول بأن أي ممارسة خاطئة في الكويت تستحق أن تعامل بحسن نية كما يعامل الآخرون بحسن نية، اليوم يمجدون قطر ويجعلون منها رمزاً للحرية والعدالة وينتقصون من الكويت لأن ديمقراطيتها منقوصة، رغم أن قطر ليس بها أي ديمقراطية بتاتاً!

 

*لكن وزير الخارجية وعد بإصلاحات قادمة؟

 

ـ وعد قبله أمير قطر السابق، قال: 2013 سيكون لدينا برلمان منتخب، انتهت 2013 ونحن الآن في الربع الأول من عام 2014 ولم نرى أي نوايا أو تحديد موعد أو جدول زمني لإقامة انتخابات برلمانية.

 

 

مقالات ذات صلة