قلم الإرادة

الدجاجة المشوية .. والدراهم!

جلس رجلان ضريران على طريق زوجة أحد الملوك لمعرفتهما بكرمها، فكان أحدهما يقول “اللهم ارزقني من فضلك” وكان الآخر يقول: ” اللهم ارزقني من فضل زوجة الملك “، وكانت زوجة الملك تعلم ذلك منهما وتسمع، فكانت ترسل لمن طلب (فضل الله) درهمين، ولمن طلب (فضلها) دجاجة مشوية في جوفها عشرة دنانير، فكان صاحب الدجاجة يبيع دجاجته لصاحب الدرهمين (بدرهمين) كل يوم، وهو لا يعلم ما في جوفها من دنانير، وأقام على ذلك عشرة أيام متوالية، ثم أقبلت زوجة الملك عليهما وسألت طالب فضلها: أما أغناك فضلنا؟ قال: وما هو؟ قالت: مئة دينار في عشرة أيام! قال: لا بل الدجاجة كنت أبيعها لصاحبي بدرهمين فضحكت وقالت: طلبت من فضلنا فحرمك الله، وصاحبك طلب من فضل الله فأعطاه وأغناه.

فمن اعتمد على الناس ذل، ومن اعتمد على ماله قل، ومن اعتمد على علمه ضل، ومن اعتمد على نفسه مل، ومن اعتمد على الله فما ذل ولا قل ولا ضل ولامل.

فالتوكل على الله واليقين بقدرته وحسن الظن به، كافية على تغيير أحوالنا من حال إلى حال ومن ضيق إلى فرج، ومن مرض إلى شفاء، وكم من غائب عاد، وحزين فرح، مكروب فرج همه، التوكل على الله أنقذ أبونا إبراهيم من النار، ولم ييأس يعقوب من رحمة الله، ولم يستسلم يونس في بطن الحوت ولم يحزن نبينا وصاحبه وهما في الغار.

التوكل لا يعني الركون والجلوس والانتظار أن تأخذ بالأسباب وتعمل وتجتهد وتعمل كل الوسائل المشروعة وتكون على يقين فتتوكل على الله وحده في كل ما يأتي ويذر،في حياتنا اليومية تعرف أحد يخلص معاملتي، تعرف أحد يوصلني إلى هذا الرجل بالمنصب الرفيع، نطلب من البشر وننسى رب البشر بتسهيل أمورنا كلها في الحياة، ومن ما روي قال رجل لشخص اسمه معروف الكرخي: أوصني فقال: “توكل على الله حتى يكون أنيسك وجليسك وموضع شكواك واعلم أن الناس لا ينفعونك ولا يضرونك ولا يعطونك ولا يمنعونك”.

••

عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

Twitter: @aziz_alduwaisan