قلم الإرادة

السفر وكورونا!

السفر هو الانتقال من مكان إلى آخر في رحلة قصيرة  أو طويلة في مسافتها أو مدتها لأسباب مختلفة؛ فالحديث عن السفر والسياحة بالتحديد نوع من التغيير والتجديد لنمط الحياة ويمنح الإنسان طاقة متجددة وإنتاجية جديدة.

فالسفر تخفيف الضغوط النفسية؛ والخروج من الروتين اليومي؛ السفر إلتقاط صورة؛ تذوق شيء جديد؛ اكتشاف ثقافة وزيادة معلومة وإضافة خبرة؛ السفر تعزز النشاط البدني؛ فيه اكتشاف الذات؛ التأمل؛ التجول الحر في أماكن الترفيه والحدائق والأسواق والعيش بين التاريخ والعادات والثقافات.

هذه الأيام العالم يعيش كأنه حلم بأدوار مسلسل حلقاته ومشاهده طويلة لا ندري متى ستنتهي ومتى سينتهي هذا الحلم! المطارات توقفت.. المساجد أغلقت .. العواصم المكتظة أضحت خالية من البشر .. هوس النظافة والتعقيم .. المدارس تعطلت .. تسبب بضرب سوق النفط ومعدلات إنتاجه .. انهارت البورصات .. اقتصاد الدول  تأثرت .. والبطالة زادت .. وقطاعات تأثرت بشده من تجارة وصناعة وزراعة وسياحة .. وتبدل الحال إلى حال.

وشكل فايروس كورونا ضربة قاسية لقطاع السياحة وكل ما يتصل به من فروع وأقسام من الشركات السياحية وشركات الطيران والفنادق والمطاعم وعائدات الدول من التأشيرات السياحية والمطارات والمنافذ والمتاحف والأماكن السياحية ومعدلات الضرائب وغيرها.

محبي السفر بين الواقعية والعاطفة والأمنية لسرعة انحسار الفايروس والعودة للسفر؛ واقعياً المعطيات تقول من الصعب السفر ليس هذا الصيف ولكن حتى نهاية العام؛ الصين الذي تعاملت بقسوة وحزم وأحياناً وحشية أخذت بين 3- شهور لعودة الحياة  تدريجياً إلى وضعها الطبيعي؛ واتخذت الصين قرار بمنع دخول الأجانب إلى أراضيها ومازالت تسجل حالات إصابات ووفيات؛ هناك دول أوروبية تساهلت وتهاونت في البداية حتى فتك فيها المرض بالنهاية؛ هذه الدول كم شهر حتى تعود الحياة إلى طبيعتها؟ والسفر قبل كورونا ليس السفر بعد كورونا من حيث إجراءات  المطار وصعوبتها ومسافات التباعد؛ وأيضاً دول قد تطبق الحجر المنزلي على رعاياها عند عودتهم  مستقبلاً من السفر بشروط أكثر صرامة وشدة خاصة أن العالم يتكبد خسائر هائلة فلن يسمح بسهولة لدخول المرض وتكبد خسائر أكثر؛ والناس حالياً ينتابها الشعور بالخوف من الفايروس وتحتاج لوقت حتى تستعيد عافيتها والشعور بالطمأنينة للعودة للتفكير بالسفر؛ وبعض الدول ستعاني أمنياً بعد الأزمة لزيادة حالات فقدان الوظائف والبطالة والسائح سيكون مستهدف بشكل أكبر وشركات الطيران تعاني وبعضها ستفلس سيؤثر على تذاكر الطيران؛ نسأل الله أن تزول الغمة وأن يستعيد كل مصاب عافيته وأن تعود الحياة لطبيعتها.

••

عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة

Twitter: @aziz_alduwaisan

مقالات ذات صلة