قلم الإرادة

أين الطريق؟

“إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فعليك بهدم الأسرة، وهدم التعليم، وإسقاط القدوات والمرجعيات، ولكي تهدم الأسرة عليك بتغييب دور الأم، اجعلها تخجل من وصفها بربة بيت، ولكي تهدم التعليم عليك بالمعلم، لا تجعل له أهمية في المجتمع، وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه، ولكي تُسْقِطَ القدوات عليك بالعلماء، اطعن فيهم، قلل من شأنهم، تشكك فيهم، حتى لا يَسْمَعَ لهم ولا يَقْتَدِي بهم أحد، وإذا اختفت الأم الواعية، واختفى المعلم المخلص، وسقطت القدوة والمرجعية، فمن يربي النشئ على القيم؟؟”.

ما زالت التحديات التي واجهت، وتواجه، أمتنا العربية تهدد وجودها وهويتها العربية، وقد تجلت مواجهة العرب لتلك التحديات في صور كثيرة رغم شراستها ومخاطرها وأخطارها وأدواتها العسكرية والمادية والاقتصادية.

هذه المقدمة ترتبط بما نحن سائرون به على طريق المستقبل ماذا بقي لدينا من تراث؟ نلبس لبسا غير عربي، ونأكل أكلاً غير عربي، ونتكلم بلغة عربية خجولة، ونتعلم في مدارسنا كل شيء إلا ما يجذر عروبتنا إن كان هناك أحداث في أي مكان في العالم فنحن سيد من يشرح ويفلسف وينظر ويتوقع من غير أن يمتلك كل المعرفة أو حتى مناهج التعرف على المشاكل، ألم نخرج بالمظاهرات التي كانت تطالب بإسقاط سايكس بيكو التي مزقت الوطن العربي، ونحن نمارسها الآن بكل فخر واعتزاز وعنجهية، كيف نتقن التعليق على أحداث من حولنا بينما الأحداث حولنا تدير الرأس وتلهب الأحاسيس وتمزق الأنفس، كلنا نفهم ردات الفعل ولا نتقن الفعل ونتقن فهم وممارسة نظرية المؤامرة كما يتقن الآخرون فهم الواقع كما يجب أن يفهم، بالرغم من أن ديننا وتراثنا هو الذي أوجد للواقع فقهاً وإلا فلماذا اختار رسول الله أن يهاجر جماعته للحبشة وليس للشام أو اليمن؟ لأنه كان يفهم الواقع على أصوله ويتصرف على ذلك الأساس سواءً كان ذلك بوحي من السماء أو بالتشاور مع من يعرفون.

أين كنا .. وأين أصبحنا .. وإلى أين نحن سائرون؟
إلى أين نحن ذاهبون؟ ما هي وجهتنا؟ ما هو مصيرنا؟
أين نحن ذاهبون؟ أنا، أنت، هو، هي، نحن، أنتم، هم؟
أين نحن ذاهبون أيها العرب المسلمون؟
ضيعنا وجهتنا وتهنا في الطريق …..
ضيعنا ديننا وقلدنا الغريب ……
اعتمدنا على الغير وأهملنا أنفسنا ……. ونحن أول من علمهم بداية الطريق.

إذا عرفنا من نحن فسنعرف كيف نضع خطة طريق صحيحة، ونسير عليها إلى ما يجب أن يكون عليه المستقبل، وسنعرف حينها فقط إلى أين نحن سائرون .. أما الآن ونحن على هذا الحال الذي نحن عليه فالله أعلم.

 

**

سامي بن أورنس الشعلان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
‏Twitter: ‪@soalshalan ‬
‏
‏Email: sshalan@alerada.net

مقالات ذات صلة