ضيفنا الكبير.. حللت أهلاً ونزلت سهلاً
تزيّنت صحف الكويت بصور سمو الأمير وسمو ولي عهده وضيف البلاد الكبير سمو الأمير محمد بن سلمان.
وكان ملحوظاً مدى الحفاوة ومشاعر الفرح بصدر الشعب إلى جانب مظاهر الإخوة لدى القيادة عبر ترحيبها بالضيف العزيز، وفي ذلك دلالة على عمق العلاقة بين البلدين والتقارب على المستويين «الرسمي والشعبي».
واستحضر ما ذكره الباحث في العلاقات الدولية الدكتور ناصر المطيري: «السعودية بالنسبة للكويت عمق استراتيجي.. والكويت بالنسبة للسعودية إمتداد استراتيجي وحضاري».
وفي كل الأزمنة تجد أن مصالحنا متداخلة، وحتى الأخطار والتهديدات كفانا الله شرها لا تختلف، وقضايانا واحدة؛ فالقضية الفلسطينية كانت حاضرة في هذه الزيارة، وبرزت في البيان المشترك للطرفان عبر «التأكيد على دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وفقاً لمبادرة السلام العربية»، وكذلك مواجهة النفوذ الإيراني والملف النووي من مبدأ احترام سيادة الدول وحسن الجوار، وإدانة استهداف الميلشيات الحوثية الإرهابية للمنشآت الحيوية السعودية وغيرها من الملفات الأمنية ذات الاهتمام المشترك.
وبالعودة إلى الجذور التاريخية، فإننا نتشابه في عاداتنا وتقاليدنا، ولا يفرق الأجنبي في الخارج بين الكويتي والسعودي لاندماج الثقافتين والحياة الاجتماعية.
أبت المروءة أن تُفارق أهلها.. إن المرؤة في الرِجال خِصال..
لأسرة آل سعود الكريمة مواقف عظيمة تعكس شهامتهم في نصرة الدين والحق ولم يتأخروا عن نصرة الكويت بعد الاجتياح العراقي الغادر.. ومن منّا الصغير قبل الكبير لا يذكر كلمة الملك فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه: «يا نبقى سوى ولا ننتهي سوى»..
ومثل هذا الموقف وغيرها الكثير امتداد لتحالف متبادل بين الأسرتين الحاكمة «آل الصباح وآل سعود».. فالإمام عبد الرحمن بن سعود وأسرته استقروا في رحاب الكويت بمنطقة المباركية في 1892م إلى عام 1902م والمؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود انطلق من الكويت إلى الرياض في رحلته الناجحة بتوحيد أراضي الدولة السعودية في 23 سبتمبر عام 1932م.
وفي زماننا هذا؛ تشهد المملكة بعهد الملك سلمان بن عبدالعزيز نقلة نوعية في كافة مجالات الحياة وعرابها قائد التغيير ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وها قد بدأ قطف ثمار رؤية 2030 بالأرقام والاحصائيات الصادرة عن الجهات الرسمية خصوصا قطاعي السياحة والترفيه كأحد أهم روافد الاقتصاد.
ولمثل هذا التطور أهمية في رفع مستوى الطموح والآمال لدى شعوب الخليج، فبعدما كانت الدول الغربية تستهدف السائح الخليجي، أصبحنا الآن نشهد قدوم السياح الأجانب لمنطقتنا، وكذلك زيادة خيارات السائح الخليجي لتكون الرياض، ونيوم، بديلاً عن باريس وماربيا.
ومن أبرز ما جاء في البيان الكويتي – السعودي المشترك، تعريز التعاون حول سياسات المناخ الدولية وتنفيذ مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
وذلك ليزداد وعي المواطن والمقيم حول مفهوم التنمية المستدامة ويشعر بدوره الهام في المحافظة على البيئة.
شكرا سمو ولي العهد السعودي على مبادرتكم الأخوية بزيارة الأشقاء قادة دول مجلس التعاون الخليجي.. وشكراً لجهود توصيد الصفوف وتقوية البيت الخليجي لمواجهة كل الأخطار المحيطة.. وشكراً على كلماتك لصاحب السمو أميرنا المفدى والتي لامست فيها قلوبنا وأثلجت صدورنا.. «هذه غالية، ولكن الأغلى منها هو صحتك».
••
بدر أحمد الحسيني – محامي
Twitter: @bader_a_n