الشهيد فهد الأحمد رمزاً خالداً لشعبه ووطنه
الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح هو الابن التاسع لأمير الكويت العاشر صاحب السمو الشيخ أحمد الجابر الصباح وأصغر أبنائه الذكور، ولد الشيخ فهد الأحمد الصباح في السادس والعشرون من أغسطس عام 1945م، وبعد أن أتم مراحل تعليمه الأولى من الابتدائية إلى الثانوية، التحق الشيخ فهد بالجيش الكويتي بناءً على رغبته الشخصية، فقد كان الشيخ فهد جريئاً منذ نعومة أظفاره وتنامت الشخصية في حبه للعمل العسكري فالتحق بالجيش الكويتي في خلال ستينيّات القرن الماضي برتبة ضابط مرشح ثم أرسل في بعثة عسكرية إلى المملكة المتحدة في بدورة ضباط ميدان بكلية الحرب البريطانية، وعاد إلى وطنه الكويت برتبة ملازم خبيراً في الشؤون العسكرية، وتم تعيينه ضابط أركان الحرس الأميري شارك الأمير فهد في حرب يونيو عام 1967م ضمن لواء اليرموك على الجبهة المصرية، كما شارك في القتال في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية في العمليات الفدائية ضد إسرائيل منذ عام 1965 وحتى عام 1972، وقد أصيب ثلاث مرات خلال العمليات العسكرية داخل الأرض المحتلة.
ترأس الأمير اللجنة الأولمبية الكويتية منذ عام 1974م إلى عام 1985م، وأعيد انتخابه في اللجنة الأوليمبية في عام 1989، كما ترأس الاتحاد الكويتي لكرة القدم في عام 1978، وفي عام 1980 انتخب نائباً لرئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد، كان الشيخ فهد عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 1981 حتى وفاته.
وقد حظى الشيخ فهد بالكثير التقدير في الداخل والخارج، فمنح نوط الخدمة البرونزي، ونوط الشجاعة من الطبقة الأولى من مصر، ووسام الواجب العسكري من الدرجة الأولى، ووسام منظمة التحرير الفلسطينية، ووسام الصف الثاني من جمهورية تونس، ودرجة الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة سيول، كما منح الجنسية الفخرية من اليابان.
وانضم فالغزو العراقي إلى صفوف المدافعين عن الوطن، وفي يوم 2 من شهر أغسطس عام 1990 تلقى الشيخ فهد اتصالا ًهاتفياً من الشيخ راشد الحمود، والذي قال فيه أن الجيش العراقي قد اقترب من قصر الدسمان، فأسرع الشيخ فهد برفقه صديقه حامد السعيد، واستقل سيارته متوجهاً نحو القصر للمشاركة في الدفاع عنه، ويروي الملازم عامر خليفة، والذي كان يتولى مهمة الدفاع عند باب الجوهرة، أنه حاول منع الشيخ فهد من أن يكمل طريقه نحو قصر دسمان، إلى أنه رفض بشكل قاطع العودة، وظل يقاوم حتى انطلقت رصاصتان من قناص عراقي باتجاه الشهيد فهد الأحمد الجابر الصباح، فأخطأت الأولى، ولكن الثانية استقرت في جسده، وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها شهيداً مدافعاً عن الوطن.
سيظل الشيخ فهد رمزاً خالداً لشعبه ووطنه، عاش من أجل الوطن واستشهد من أجله، إنه شهيد قصر دسمان الشهيد البطل الشيخ الأمير فهد الأحمد الصباح.
••
شباب عبد الله الهاجري – باحث سياسي
Twitter: @ALrashedshbabb