قلم الإرادة

يا أمة العرب (كفا)

في زمن الفتن والتشتت، يا عالم العرب، نرى الأحداث تتكشف بأشكالها المختلفة. تتعاقب الأزمات والصراعات كالموج عاتية، وتذهب آمال الأمة في أعالي السماء. أين التكاتف الذي يجمعنا كأمة واحدة؟أين التعاون والتضامن في وجه الأعداء؟نحن أشقاءٌ بنفس اللغة والثقافة، ولكن يبدو أن الانقسام يفصلنا للأبد.

تتقدم الأمة بخطوات متباعدة، وكل فرقة تسعى للوصول إلى القمة. تتنافس الأطراف وتتصارع الأمم، وتتلاشى الأمل في وحدة العرب. الأحداث تثبت أننا في حالة يأس، فالأزمات تتوالى والمشاكل تتكاثر. ما هبت نسائم التغيير والتطور، فالخلافات تفوق الاتفاقات والقرارات. نتشتت في الأفكار والأهداف، وتوارثنا الخلافات والصراعات. في الوقت الذي ينهض فيه العالم بكل قوة ،نحن نغرق في بركة الجمود والتخلف. هل نسينا أيام العز والمجد؟ هل نسينا أننا كنا أمة قوية ومتحدة؟ علينا أن نتذكر أن القوة في التكاتف، وأن النجاح في العمل المشترك والتعاون.

فلنتوحد يا شعب العرب، ولنترك خلفنا الخلافات السطحية. لنبني جسراً يخطو عليه أجيالنا المقبلة، للوحدة والتقدم والسلام والإزدهار. إن الأمة العربية قادرة على الصمود، والتكاتف هو السلاح الأقوى في يدها. فلنتجاوز الماضي ونبني المستقبل، ونعيد للعالم العربي مجده وعزه المفقود.

وأيضاً، علينا أن نتحدث بصوت واحد، لننادي بالحرية والعدل والمساواة. علينا أن نعلو شعار التغيير والتقدم، ونتخلص من قيود الجهل والتخلف.

إن العالم العربي يحمل في طياته الكثير، موروثاً ثقافياً عريقاً وتاريخاً عظيماً، علينا أن نعيد اكتشاف هويتنا وقيمنا، ونستعيد أمجادنا وروح التفوق.

فلنستمع لبعضنا البعض بصدق واحترام،ونبني جسوراً من التفاهم والتسامح، لنتعلم من الأخطاء ونعمل على تصحيحها، لنحقق التقدم والازدهار في كل مجال.علينا أن نستثمر في تعليم الشباب،
فهم مستقبلنا ورمز الأمل الحقيقي. لنعلمهم قيم العمل الجماعي والتكاتف، ونشجعهم على الابتكار والإبداع. ومن خلال الثقافة والفن والأدب، نستطيع أن نوحد قلوب الناس وأذهانهم. لنعبر بكلماتنا عن الوحدة والإخاء، ونلامس قضاياهم وآلامهم بعمق. فلنتكاتف يداً بيد، يا أهل العرب، لنبني مستقبلًا مشرقًا وواعداً. علينا أن نكون قوةً لا يستهان بها، ونساهم في تحقيق التقدم والتغيير.

فلنتكاتف، فالوحدة قوة، وبالتكاتف نحقق النجاح والتفوق. لنعيد للعالم العربي مجده ورونقه، ونصنع مستقبلاً يليق بأمتنا العربية العظيمة.

كما علينا أن نتجاوز الانقسامات السياسية والفئوية، ونعيد بناء الثقة والتعاون بيننا.

علينا أن نرفع شعار الوحدة والانتماء، ونتجاوز الخلافات الضيقة والمصالح الشخصية. في وجه التحديات الكبيرة التي تعصف بالمنطقة، علينا أن نتكاتف لمواجهتها بقوة وتصميم.

إن التحديات لا تعترف بالانقسامات والانفصالات؛ بل تتطلب توحد الجهود والتعاون الشامل، علينا أن نعيد بناء المؤسسات والنظم العربية، لتكون قادرة على حماية حقوق المواطنين وتحقيق العدالة.

علينا أن نعزز قيم الديمقراطية وحكم القانون، ونضمن مشاركة الجميع في صنع القرارات، لا يمكننا تحقيق التقدم والازدهار بمفردنا؛ بل يجب أن نعمل معاً كأمة واحدة، علينا أن نستفيد من قوتنا المشتركة وثقافتنا المتنوعة، ونبني شراكات استراتيجية لتعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي. فلنتكاتف يداً بيد لمواجهة التحديات، لنحقق التغيير الإيجابي والتقدم المستدام.

علينا أن نعمل على تعزيز التعليم والابتكار، وتطوير البنية التحتية وتنمية الموارد البشرية، في زمن الفتن والتشتت، يبقى التكاتف هو الحل، والتعاون هو المفتاح لتحقيق النجاح.

إنها رسالة الأمل والتفاؤل في وجه الظروف الصعبة، بأن يستعيد العالم العربي تماسكه وعزته من جديد، وفي الختام رسالة، يا أمة العرب والإسلام:

أنتِ أمُّ الأمم بتراثك العظيم وقيمك السامية.أنتِ رمز الوحدة والتضامن، وقوتك تكمن في تلاحمك وتلازمك.في زمن الاضطرابات والتحديات، أنتِ الضوء الذي يهتدي به الناس، عليكِ أن تكوني قائدةً حكيمةً ومثالاً يحتذى به، تعززي العدل والمحبة والسلام في كل زمان ومكان، لنتحد كأمة واحدة، ولنتكاتف في وجه الظروف الصعبة، ولنتجاوز الانقسامات والخلافات، ولنتعاون لبناء مستقبل أفضل.
لنحقق التقدم والازدهار، ولنكون قوة إيجابية في العالم.

••

سامي بن أورنس الشعلان – أكاديمي

Twitter: @soalshalan

‏Email: sshalan@alerada.net

مقالات ذات صلة