قلم الإرادة

الأمم المتحدة على ماذا؟!

المجتمع الإنساني لا يتشابه إلا بخلقته، أما في الغايات والطموحات، فلكل فرد أو جماعة أهداف، وليس كل هدف نبيل! فدول أوروبا وأخواتها بعد الحرب العالمية الثانية صنعت كيان وأسمته منظمة الأمم المتحدة، وهو كيان عند قراءة أهدافه تشعر بأنك ستعيش بكوكب جديد لا يعرف القتل ولا الحرب ولا العبودية ولا الاضطهاد، مجتمع فاضل مجتمع لطيف ودود.

إن هذه المنظمة تجعل أول قواعد الانضمام لها لا للقتل! نعم لا للقتل إلا في حق الضعيف ويُفضل أن يكون مسلم! وهذه حقيقة واضحة فلم نرى تكالب المجتمع الدولي على دولة كفرنسا أو المملكة المتحدة! فقط على دول ضعيفة حكم غنية موارد، كغالب دول القارة الإفريقية، ومثلها في قارة آسيا، وللانصاف أوكرانيا لا تصلح أن تكون مثالاً لذلك لأسباب كثيرة، حتى وإن حاولت أميركا جعلها كالقضية الفلسطينية، فالفارق كبير بل لا وجه للمقارنة، فمسألة أوكرانيا هي تعد شأن داخلي بين الدول العظمى! الأمن وقواعده عندهم مرتبط بالمصلحة الاقتصادية والغايات الدينية، فقد قرأنا ميثاقه هذه المنظمة وهو معلن ومنشور للجميع وكانت ديباجة هذا الميثاق وأول فقراته التالي:

“نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف، وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية، وأن نبيّن الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي، وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدماً، وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح”، وأول مواد ميثاقه “حفظ السلم والأمن الدولي”.

إن كان كل هؤلاء لايريدون الحرب والقتل! إذن من يقوم بها الآن ومن يشجع أطرافها! من يقول أن الشعب الفسطيني حيوانات ليسوا بشر؟ ومن يقول لو لم تكن هنا إسرائيل لأوجدناها! من يعاقب من يتعاطف مع مجتمع أعزل يقصف ليل نهار بالصواريخ والهدم والإبادة الجماعية!؟ من يرفض تصويت روسيا في مجلس الأمن لوقف القتال!

نحن الآن في أخطر حرب دينية، سياسية، واقتصادية، حرب لبداية عصر جديد بقبضة جديدة وقوى مختلفة بأهداف أشنع ووسائل أفظع، نحن نعيش المشهد الأخير من عالم سينتهي، ويحل مكانه شكل جديد لحكم العالم بأبطال غالبهم جدد، فلا دوام لحال، ولا استمرار لشعارات خداعة مستهلكة، فالمرحلة تحتاج لشعارات (خادعة) جديدة أول خداعها أنها ستكون مناهضة للقوى العظمى السابقة أو غالبها على الأقل، والتي كانت تقود المشهد في العالم كله.

ما بعد النقطة:

الدول التي تقود المشهد في المجتمع الدولي وهي ما تسمى بالدول العظمى، ترفع شعار السلام دائماً في المحافل الدولية، باستثناء فلسطين خاصة في أحداث طوفان الأقصى، فإذا الكل يريد السلام فمن القاتل إذن!؟

••
فهد بن رشاش – أكاديمي

x: @Bin_rshash

مقالات ذات صلة