قلم الإرادة

أمك ثم أمك ثم أمك

الأم هي أهم شخصية في حياة كل إنسان، فهي المخلصة الدائمة والصديقة الوفية التي تقف بجانبك في جميع الأوقات. ومن الجدير بالذكر أن الأم ليست فقط شخصية محبة ورحيمة؛ بل هي أيضاً شخصية قوية ومتحملة للمسؤوليات.

يعتبر الدور الذي تلعبه الأم في تربية الأطفال أمراً حاسماً، فهي المسؤولة الأولى عن تعليم أبنائها الأخلاق والقيم، وتمنحهم الحب والاهتمام اللازمين لنموهم النفسي والجسدي. وعندما يكبر الطفل ويصبح شخصاً بالغاً، فإن الأم ما زالت تلعب دوراً مهماً في حياته، فهي توفر له الدعم النفسي والعاطفي الذي يحتاجه.

وعلى الرغم من أن الأم هي شخصية محبة ورحيمة، إلا أنه يمكنها أيضاً أن تكون شخصية قوية متحملة للمسؤوليات والضغوطات. فالأم تتحمل الكثير من امور الحياه اليومية، بما في ذلك تربية الأطفال والعمل وإدارة المنزل، وتقوم بذلك بدون شكوى.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأم ليست فقط شخصية مهمة في الأسرة؛ بل هي أيضاً شخصية مهمة في المجتمع. فالأمهات يعملن في مختلف المجالات، بما في ذلك الطب والتعليم والأعمال والحكومة والعلوم والفنون وغيرها، ويساهمن بشكل كبير في تطوير المجتمعات التي يعيشن فيها.

فقدان الأم هو حدث مؤلم وصعب جداً في حياة أي شخص. فالأم هي المخلصة الدائمة والصديقة الوفية التي تقف بجانبك في جميع الأوقات، وهي المسؤولة الأولى عن تربيتك وتعليمك الأخلاق والقيم. وبالتالي، فإن فقدان الأم يمثل فراغاً كبيراً في حياة الشخص، وقد يؤثر على العديد من جوانب الحياة، مثل النفسية والعاطفية والاجتماعية.

يشعر الشخص الذي فقد أمه بالصدمة والحزن والألم العميق، وفقدان النفس، والضياع ، من فقد أمه يحس بفقدان جزء كبير من نفسه لا يعوض. قال الله تعالى: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”، هذه الآية من سورة لقمان في القرآن الكريم تشير إلى عظمة الأم وعظم حقها على الإنسان، فالله تعالى وصف حمل الأم وقيامها بتربية الطفل بالوهن والتعب، وأمر الإنسان بأن يشكر الله على هذه النعمة العظيمة ويحسن إلى والديه.

هناك عدة أحاديث نبوية صحيحة تؤكد على عظم حق الأم والأب على الإنسان، منها:

عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: “أمك”. قال: ثم من؟ قال: “ثم أمك”. قال: ثم من؟ قال: “ثم أمك”. قال: ثم من؟ قال: “ثم أبوك”. (رواه البخاري ومسلم).

لذلك أخواني أخواتي القراء من كانت أمه على قيد الحياه أنصحك بأن تحافظ على علاقتك بأمك وتعاملها بكل محبة واحترام. فالأم هي أغلى شخص في حياتك وهي التي قامت بتربيتك ورعايتك منذ ولادتك، وتستحق منا كل الحب والاهتمام والعناية. ولا تنسى أن الدعاء للوالدين والبر بالوالدين من أهم الأعمال الصالحة التي يجب علينا القيام بها.

اذهب الآن وعانق أمك عناقاً طويلاً وقل لها أنتِ الحياة، أحبك يا أمي.

••

سامي بن أورنس الشعلان – أكاديمي

Twitter: @soalshalan

‏Email: sshalan@alerada.net

مقالات ذات صلة