قلم الإرادة

السودان على الخط الأحمر

تشهد السودان حالياً صراعاً داخلياً معقداً يتمحور حول السلطة والتحول الديمقراطي، ويعود جذور هذا الصراع إلى فترة الحكم الطويلة للرئيس السابق عمر البشير والتي استمرت لمدة 30 عاماً.

تمكنت الثورة الشعبية في السودان التي بدأت في ديسمبر 2018 من الإطاحة بالبشير في أبريل 2019، ولكن الانتقال إلى حكم ديمقراطي لم يكن سهلاً. بعد الانتقال السلمي للسلطة إلى المجلس العسكري الانتقالي، وقعت الخرطوم اتفاقية سلام مع الحركات المسلحة في أكتوبر 2020، وتم تشكيل حكومة مدنية تحت رئاسة عبد الفتاح البرهان في سبتمبر 2021.

ومع ذلك، لا يزال هناك صراع داخلي حاد بين الحكومة المدنية والقوى العسكرية التي تريد الحفاظ على نفوذها، وتشهد البلاد احتجاجات شعبية شديدة الانقسام في الشوارع. وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت التوترات بين الحكومة والجيش، حيث قام الجيش بالسيطرة على مدينة الخرطوم واحتجز العديد من المسؤولين الحكوميين بما في ذلك رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

تحاول الحكومة المدنية الآن إجراء محادثات مع الجيش للتوصل إلى حل سلمي للأزمة، وتدعو المجتمع الدولي إلى التدخل لدعم الحكومة والحفاظ على الديمقراطية في السودان. ومع ذلك، فإن الوضع الحالي في البلاد مازال غير واضح، ويتطلب تدخلاً دولياً أوسع نطاقاً للحفاظ على الأمن والاستقرار في السودان. بجانب الصراع الداخلي في السودان، تواجه البلاد أيضاً تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة. تعاني السودان من تدهور اقتصادي وارتفاع معدلات التضخم، مما يؤثر على قدرة المواطنين على تلبية احتياجاتهم الأساسية.

وتزيد الأزمة الاقتصادية في السودان من تعقيد الصراع السياسي الحالي، حيث تسعى الحكومة المدنية إلى إصلاح الاقتصاد وتحسين حياة المواطنين، ولكن العراقيل السياسية والاقتصادية تعيق جهودها.
وتشهد السودان أيضاً تحديات اجتماعية، حيث تعاني البلاد من انتشار الفقر والبطالة والنزوح الداخلي والنزاعات العرقية والقبلية.

وتواجه الحكومة المدنية تحديات كبيرة في مواجهة هذه الأزمات المتعددة، وتحتاج إلى دعم الجهات الدولية لتجاوز هذه التحديات وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في السودان.

بجانب التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يشهد السودان أيضاً تحديات أمنية كبيرة. تواجه البلاد مشكلة العنف المسلح والجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة، وتتعرض بعض مناطق السودان للنزاعات المسلحة والاضطرابات الأمنية.

وتزيد التحديات الأمنية في السودان من تعقيد الصراع السياسي، حيث تستغل بعض الفصائل المسلحة الفراغ الأمني في بعض المناطق لتعزيز نفوذها وتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية.

وتحاول الحكومة المدنية التصدي للتحديات الأمنية في السودان، وتعمل على تعزيز الأمن والاستقرار في المناطق المتضررة ومحاربة الجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة. ولكن الصعوبات التي تواجه الحكومة في تحقيق الاستقرار الأمني تتطلب دعماً دولياً وتعاوناً إقليمياً لمواجهة هذه التحديات بشكل فعال.

وتعد التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في السودان مترابطة ومتداخلة، وتتطلب جهوداً مشتركة من السلطات المحلية والمجتمع الدولي لتجاوزها وتحقيق الاستقرار والتنمية في البلاد.

يشهد السودان أيضاً خلافاً بين الجيش والدعم السريع، وهما القوتان الرئيسيتان في البلاد. يتألف الجيش السوداني من قوات مسلحة تعود جذورها إلى فترة الاستعمار البريطاني، بينما يتألف الدعم السريع من قوات مسلحة تأسست عام 2013 خلال حرب دارفور، وتعتبر جزءاً من القوات المسلحة السودانية.

ويشتبك الجيش والدعم السريع في خلافات حول النفوذ والسلطة والموارد، وتزيد هذه الخلافات من التوترات السياسية والأمنية في البلاد. وفي الأسابيع الأخيرة، قام الدعم السريع بالسيطرة على مدينة الخرطوم واحتجز العديد من المسؤولين الحكوميين، ما أدى إلى تفاقم الصراع الداخلي في السودان.

وتحاول الحكومة المدنية التوسط بين الجيش والدعم السريع وإيجاد حلول سلمية للخلافات بينهما، وتعمل على تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في البلاد. ومع ذلك، فإن هذه المشكلة تزيد من تعقيد الصراع السياسي في السودان، وتتطلب جهوداً حقيقية لإيجاد حلول دائمة للخلافات بين الجيش والدعم السريع وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.

يعاني الشعب السوداني بشدة من تداعيات الصراع الداخلي بين الجيش والدعم السريع والتحديات الأخرى التي تواجه البلاد.

فالخلافات بين الجيش والدعم السريع والتوترات السياسية الأخرى تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين، وتعرض الأمن والاستقرار في البلاد للخطر.

وتتسبب هذه الخلافات والتوترات في تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في السودان، وتزيد من أعباء المعيشة على المواطنين، مثل ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتردي الخدمات الصحية والتعليمية وارتفاع معدلات البطالة والفقر.

وعليه، فإنه من الضروري أن يعمل الجميع، بما في ذلك الحكومة والقوى السياسية والعسكرية والمجتمع المدني والمجتمع الدولي، بجدية لإنهاء الصراع الداخلي في السودان وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، والعمل على تلبية احتياجات المواطنين وتحسين حياتهم.

تدور العديد من الشائعات حول الدعم السريع ووجود قوى خفية تديره، ولكن لا يمكن التأكيد على صحة هذه الشائعات بشكل قاطع، من المنظور إلى الأحداث والأخبار نميل إلى هذا الرائي.

وتواجه الحكومة المدنية في السودان تحديات كبيرة في إدارة الدولة وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني، وقد يؤدي ذلك إلى وجود تدخلات وتأثيرات من قوى خفية في الخلفية. ومن المهم أن تعمل الحكومة على تعزيز الشفافية ومحاربة الفساد وتعزيز الديمقراطية في البلاد، وهذا سيساعد في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في السودان.

••

سامي بن أورنس الشعلان – أكاديمي

Twitter: @soalshalan

‏Email: sshalan@alerada.net

مقالات ذات صلة