أبرز العناوينمنوعات

العنب اليمني الفاكهة الأجود يعاني ظروف انخفاض مزارعه وإنتاجه مع استمرار الحرب

عبد الرب الفتاحي – الإرادة:

يعتبر العنب اليمني من أجود أنواع العنب في العالم، واحتفظت هذه الفاكهة بأهميتها في اليمن منذ ما قبل الميلاد، ويعد العنب اليمني من أكثر الفواكه استهلاكاً، ومع الحرب الأخير شهد سعر العنب ارتفاعاً وصل إلى 100%، ويعزو اقتصادين ذلك إلى ارتفاع تكاليف زراعته ونقله.

يشعر الحاج صالح أحمد الصيادي وهو أحد المزراعين للعنب، في بني حشيش في صنعاء وورث عن والده مزراعة كبيرة، أن العنب وجد معه منذ أن كان طفلاً وهو الآن في سن 75، وما زال العنب جزءاً من عمله ونشاطه.

ويجد الحاج صالح متعة في اهتمامه بهذه الفاكهة التي تتدلى عبر سياقان الأشجار، أو من خلال صناعة مساحات ومزارع مليئة بالأعواد، والتي تسمح للعنب بمد جذوره والتمدد عبرها.

يقول الحاج صالح: “العنب يزرع بشكل كبير هنا ولدي مزارع متوزعة، وأصبحت هذه الشجرة مصدر حياتنا وبقاءنا، لكن لم تعد العنب بتلك الأهمية التي كانت عليها، في العشرين سنة الماضية في فترة وجود الدولة”.

وأضاف أن زراعة العنب وإنتاجه وتسويقه تتطلب سرعة في معرفة نضجه، وقطفه ومن ثم إنزاله للأسواق وبيعه.

ووفق حديثه أنهم يحصلون على فوائد من احتفاظهم بهذه الزراعة، كما أن الزبيب هو من محاصيل العنب ويحتفظ العنب بقيمته، سواء من خلال بيعه ناضجاً أو تجفيفه وتحويله لزبيب

مناطق زراعته

تتوزع زراعة العنب في المناطق الشمالية الجبالية والهضاب، التي تمتد في المرتفعات ذات الطقس البارد مثل صنعاء وصعدة.

وحسب مصادر رسمية فإن أصناف العنب في اليمن تصل إلى 60 صنفاً، وأكثرها شهرة وشيوعاً ثلاثة أنواع بحسب اللون هي، “الرازقي” ذو اللون الأبيض، وهو أجود أنواع العنب على الإطلاق، و”العاصمي” (نسبة لزراعته في ضواحي العاصمة صنعاء)، ويتخذ اللون البنفسجي إلى الأحمر، إضافة للأسود والأحمر.

كما أن هناك أنواع أخرى من العنب مثل الأسود العادي، والحاتمي، والزيتوني، والجوفي، وذو البياض العادي، والقوارير، وغيرها من الأنواع المختلفة للعنب، ويتم تحديد طبيعة وجودة العنب حسب اللون والحجم والمذاق ومنطقة زراعته.

جودة ومذاق

يرتقي العنب اليمني في مستوى تصنيفه ليكون الأجود على مستوى العالم، ومذاق العنب اليمني يختلف عن العديد من أنواع العنب التي تزرع في دول عديدة من العالم.، فالعنب اليمني له مذاقه الفريد وطعمه الذي يختزل نكهة لذيذة ومميزة.

وتتوزع مزارع العنب في محافظات يمنية محددودة وتعد صنعاء هي المحافظة الأكثر تصديراً له، إذ تصل نسبة ما تنتجه 80 %من الإنتاج العام للأعناب في اليمن.

وبلغ إنتاج في 2015 ما يقارب 159 ألفاً و953 طناً من العنب، وكان نسبة إنتاج محافظة صنعاء 141 ألف طن، بنسبة زيادة عن عام 2007 م تصل إلى 33%.

وتشير بيانات الإحصاء الزراعي إلى أن إنتاجية اليمن من ثمار فاكهة العنب ارتفعت من 107 آلاف و735 طناً عام 2005م إلى 127 ألفا و132 طناً العام 2015، فيما ارتفعت مساحة الأراضي المزروعة بالمحصول من 12 ألفاً و426 هكتاراً إلى 13 ألفاً و178 هكتاراً، خلال نفس الفترة، ويبدأ عادة موسم إنتاج العنب في اليمن منذ منتصف يونيو ويستمر حتى شهر نوفمبر من كل عام.

انخفاض مناطق زراعته

انخفض إنتاج العنب في السنوات الأخيرة خاصة منذ اندلاع الحرب بشكل كبير، وحذر الكثير من الخبراء الاقتصاديين على أن زراعة العنب تتهددها ظروف صعبة قد تهدد وجودة إنتاجه.

وقال عصام أحمد الذهباني – خبير زراعي: “نسبة إنتاج مزارع العنب بدأت تقل، والمساحة الزراعية لم تعد كما كانت، وهذا جعل مزارع العنب مهددة خلال السنوات المقبلة، لتصبح إما مناطق سكنية أو مزارع قات”.

وأضاف إن الظروف التي تهدد زراعة العنب متعددة وتكمن المشكلة في ضعف زراعته في السنوات الأخيرة، والحل وفق رأيه يكمن من خلال وضع مناطق محمية لزراعة العنب، وتخصيصها وزيادة مساحات أخرى لجعلها مناطق جديدة لزراعته.

وكانت التحذيرات من واقع انحسر زراعة العنب قد بدأت ما قبل عقدين والتي اعتبرت أن التوسع العمراني، يهدد مزراع القات في محيط صنعاء وهمدان وبني حشيش، كما أن تخوفات رسمية حذرت من التهديد الذي تمثله زراعة القات والتي صارت تهدد وجود زراعة العنب وتنتشر في مناطق زراعتها.

ففي العام 1996 كانت المساحات الزراعية المزروعة بالعنب في اليمن تبلغ حوالي 21,209 ألف هكتار، وكان الإنتاج للعنب يصل قرابة 98 ألف طن عام 1996. وفقاً لوزارة الزراعة.

هذه المساحة تراجعت الى معدل النصف، ويعزى سبب تراجع زراعة العنب الى كونه أصبح ضحية الحرب وزيادة التوسع المدني وبناء العقارات، وتزايد الجفاف وشح المياه.

قبل الحرب في اليمن قبل سيطرة الحوثيين على اليمن، في مارس 2015 كانت المساحة المزروعة للعنب في اليمن، تقدر بحوالي 13.613 ألف هكتاراً وفقاً لإحصاءات العام 2013.

وبحسب تقارير حديثة، تقلصت تلك المساحة في العام 2016 إلى 11.744 ألف هكتاراً، ووفقاً لبيانات وزارة الزراعة والري، والتي أشارت في تقرير جريدة (العربي الجديد) أن إنتاج محاصيل العنب انخفض إلى 146.730 طناً في العام 2015، وفي العام 2016 انخفض إلى 130.234 طناً، بفارق 16.496 ألف طن.

ويعتبر العائد النقدي للعنب مربح جداً للمزارعين، وهو يفوق أرباح القات، وتشير إحصاءات وزراعة الزراعة اليمنية للعام 2000، أن صافي عائد هكتار العنب يبلغ 8.177 ألف ريال يمني، بينما يصل عائد هكتار القات 3.87 ألف ريال يمني. (وفق بيانات سنة 2000).