قلم الإرادة

ديمقراطية الانحلال

تتطلع الشعوب دائماً إلى الديمقراطية والحرية، ولكن أية ديمقراطية وحرية نتحدث عنها؟ هل ظل مفهوم “الديمقراطية” ثابتاً وواضحاً عبر العصور وبين مختلف الجماعات، أم أنه خضع للتغيير والتطور، ففي منطقتنا العربية والإسلامية وخاصهً في المملكة العربية السعودية يعتبر هذا المفهوم حديثاً إلى حد كبير.

إن الله أكرمنا بالحرمين الشريفين وأكرمنا بدين لا مثيل له يحفظ كرامة الفرد ويحفظ عزه وشرف المجتمع، لا نرضى له بديل ومن كرامة الإنسان أنْ خلَقَه الله مَجْبولاً على الإيمان؛ قال سبحانه: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ ومعناه: أنَّه تعالى ساوى بين خلْقِه كلِّهم في الفطرة على الجبِلَّة المستقيمة، لا يُولَد أحدٌ إلاَّ على ذلك، ولا تَفاوُتَ بين الناس في ذلك.

وقوله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً).

اليوم مفهوم الإنسان للحرية هي إقامة الحفلات الصاخبة وافتتاح ديسكو حلال (كما يسوقون) واستقطاب توافه البشر للغناء في مملكتنا الحبيبة والتطبيل لها وأين تقام على مقربة من أطهر البقاع في الأرض مكة المكرمة إلى أين نحن سائرون بهذا الانحلال والابتعاد عن ديننا الحنيف؟!

أين ذهبت الغيرة والحرص على الأعراض إذن؟! نحن نرفض التشدد في الدين الذي ينتهجه البعض ولكن في الوقت نفسه نرفض الانحلال الأخلاقي وفسخ الحياء والخروج عن ديننا وعاداتنا وتقاليدنا تحت مسميات الديمقراطية الفاشلة التي يطالب بها البعض. يجب على الكثيرين منا معرفة ما هي الديمقراطية ثم المطالبة بها، فالديمقراطية يجب أن تكون مدروسة أخلاقياً ودينياً وإنسانياً وفكرياً وبالطريقة السليمة وليست على حساب الدين الإسلامي.

أنا شخصياً أرفض رفضاً قاطعاً ما تقوم به هيئة التشويه من ترفيه.

 

••

سامي بن أورنس الشعلان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

‏Twitter: @soalshalan

‏Email: sshalan@alerada.net

مقالات ذات صلة