قلم الإرادة

صراع القوى السياسية في الخليج العربي

شهدت منطقة الخليج العربي خلال تاريخها الحديث صراعاً بين القوى الدولية من أجل السيطرة عليها، وظل البرتغاليون لمدة قرن ونصف تقريباً يفرضون سيادتهم المطلقة على المنطقة، إلا أن هذه السيادة لم يكتب لها الاستمرار في ظل تنافس القوى العظمى (الدولة العثمانية، هولندا، فرنسا، بريطانيا) مع البرتغاليين على السيادة في الخليج العربي، بجانب ظهور القوى الاقليمية المتمثلة في الفرس واليعاربة، وأضحت هذه القوى تنافس البرتغاليين حتى تمكنت من إسقاط الامبراطورية البرتغالية في الخليج، وإثر ذلك دخلت هذه القوى في صراعات متضاربة مع بعضها من أجل الهيمنة على الخليج العربي، انتهت هذه الصراعات بسيطرة بريطانيا المطلقة على المنطقة، ومنذ عام ١٨٢٠م وحتى انسحابها في عام ١٩٧١م، كانت بريطانيا تهيمن على الخليج العربي.

إلا أن هذه الهيمنة لم يكتب لها الاستمرار بعد أن ظهرت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كقوى عظمى، ودخلت الدولتان في صراع عرف باسم الحرب الباردة، وكنت منطقة الخليج إحدى مناطق الصراع في ظل احتياطاتها الضخمة من النفط والغاز الطبيعي.

وعقب اندلع حرب الخليج الثانية رأت الولايات المتحدة ضرورة تعزيز تواجدها في المنطقة بشكل أكثر فاعلية وذلك من خلال اتفاقات ثنائية بين الولايات المتحدة ودول الخليج حلت من خلالها الولايات المتحدة محل بريطانيا عبر إنشائها قواعد عسكرية دائمة منتشرة على طول ساحل الخليج العربي.

وبالرغم من ذلك فإن الصراعات بين دول الخليج لم تتوقف، ويعد الصراع السعودي – القطري أحد أبرز هذه الصراعات، فقطر تعيش منذ استقلالها أزمات دبلوماسية متكررة مع السعودية، يعد أبرزها أزمة ترسيم الحدود عام 1992، وهي الأزمة التي أظهرت خلافات بينهما ترتب عليها مقاطعة قطر لمجلس التعاون الخليجي.

وفي ظل هذه الصراعات فإن منطقة الخليج العربي تواجه أزمات خطيرة أفسحت المجال للقوى الإقليمية للتدخل مثل تركيا ومصر وتحرك إيران بقوات الحوثي للسيطرة على مقاليد الدولة في اليمن، أصبحت تشكل تهديد صريح لخطوط إمداد النفط والغاز في باب المندب، فضلاً عن تعرض الأمن القومي السعودي وهو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الخليجي العربي الإسلامي إلى مخاطر الإرهاب من الجنوب (اليمن)، بالإضافة إلى تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز، واستهدافها لناقلات النفط في الخليج العربي.

ومن ثم فإن دول الخليج عليها أن تحل خلافاتها سريعاً، وتوحد جهودها لمواجهات الأخطر المحيطة بالمنطقة.

••

شباب عبد الله الهاجري – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

Twitter: @ALrashedshbabb