قلم الإرادة

اختلاف الثقافة

في اليابان يلعبون لعبة الكراسي في مدارس رياض الأطفال يأتون بتسعة كراسي لعشرة ويقولون للأطفال بأن عددكم أكبر من الكراسي فإذا أحدكم بقي دون كرسي يخسر الجميع، فيحاول جميع الأطفال احتضان بعضهم البعض لكي يستطيع عشرة أطفال الجلوس على تسعة كراسي ومن ثم يقللون عدد الكراسي تباعاً، مبقاء قاعدة أنهم يجب أن يتأكدوا بألا يبقى أحدهم دون كرسي وإلا خسروا جميعاً، فيتعلم الطفل ثقافة (لا نجاح لي دون مساعدة غيري على النجاح).

في البلدان العربية تسعة كراسي لعشرة أطفال والرابح هو من يحصل على الكرسي ومن يبقى بدون كرسي يكون خارج اللعبة وتقل عدد الكراسي كل مرة فيخرج طفل كل مرة حتى يبقى طفل واحد ويتم إعلانه بانه هو الفائز فيتعلم الطفل ثقافة (نفسي نفسي).

وقبل أيام قليلة انتشر فيديو قصير لطفل غربي يتدرب على الفنون القتالية ثم يتوقف ويبكي لعدم قدرته على كسر القطعة الخشبية، وبعد تشجيع كبير من زملائه والتصفيق له ورفض الشماتة به مهما تكرر الفشل وفي النهاية استطاع كسر اللوح الخشبي وعم الفرح في القاعة بعد التشجيع والتحفيز للطفل وحثه على عدم الاستسلام.

روح الفريق والعمل الجماعي أمر في غاية الأهمية لتقدم المجتمعات، فالحرص على غرس فكر المشاركة والجماعية منذ الصغر، انتصار الفرد هو انتصار الكل، التشجيع بدل التحطيم، الفرد يلعب اللعب ولكن الفريق يتغلب على الصعاب، ونسبة كلمة (نحن) إلى كلمة (أنا) هو أفضل مؤشر لتنمية روح الفريق.

ونختم مع العالم أحمد حسن زويل رحمه الله الحاصل علي جائزة نوبل في الكيمياء بمقولته الشهيرة: “الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء؛ هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح”، بعض المفاهيم واختلاف الثقافة والتباين من مكان لآخر، اختلاف البيئة واختلاف النظرة للأمور، نأخذ الجانب السلبي من الثقافات ونترك ونحارب الجانب الإيجابي، ولذلك ارتقت وتقدمت شعوب وتأخرت أمم.

 

**

عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

Twitter: @aziz_alduwaisan

مقالات ذات صلة