لقاءاتنا

في لقاء خاص | د. فيصل أبو صليب: العزلة تجاه قطر لن تحدث لأن الكويت وعُمان لن ينضمان لمثل هذه الخطوة

ـ الكويت مهتمة كثيراً ومن مصلحتها الحقيقية بأن يكون هناك استمرارية لمجلس التعاون.

 

ـ الخلافات الخليجية – الخليجية نتاج لثورات الربيع العربي.

 

ـ كأن ضاحي خلفان أصبح قناة إعلامية من خلالها الإمارات تستطيع توصيل بعض الرسائل غير رسمية والتي من خلالها ممكن أن تحقق نتائج وأهداف معينة.

 

ـ يجب ألا نبالغ كثيراً في دور الكويت المتعلق بالوساطة في الخلاف الخليجي.

ـ الكويت لا تملك “عصا سحرية” لحل جميع المشكلات التي تعاني منها هذه منظومة مجلس التعاون الخليجي.

 

ـ قطر مؤمنة ولديها قناعة بأن سياستها الخارجية يجب أن تكون بهذا الشكل حتى تميز نفسها عن السياسة الخارجية السعودية.

 

ـ خطوة قطر ليست بجديدة من حيث التقارب مع إيران، لإحداث نوع من التوازن تجاه السعودية.

 

ـ قطر بفترة من الفترات بعد التحرير حاولت أن تعيد نظام “صدام حسين” إلى النظام الإقليمي الخليجي.

 

ـ ليس هناك أي جفاء وتباعد بين مسقط وطهران.

 

ـ الكويت تريد أن تبحث الخلاف الخليجي – الخليجي على هامش انعقاد مؤتمر القمة العربية في الكويت الأسبوع المقبل.

 

ـ العزلة تجاه قطر لن تحدث لأن الكويت وعُمان لن ينضمان لمثل هذه الخطوة.

 

ـ جماعة الإخوان المسلمين أقحمت في الخلاف الخليجي – الخليجي رغماً عن إرادتها.

 

ـ الإخوان المسلمين لم يدبروا للخلاف الخليجي – الخليجي.

 

ـ لن ننسى الدور الريادي للمملكة العربية السعودية ودولة قطر أثناء الاحتلال العراقي للكويت.

 

ـ الكويت أكثر دولة يهمها تسوية الخلاف الخليجي – الخليجي؛ لأنها أكثر دولة استفادت من هذه المنظومة.

 


 

 

د. فيصل أبو صليب وهو أستاذ العلوم السياسية ورئيس وحدة الدراسات الأمريكية في جامعة الكويت، حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية في جامعة مانشستر وبتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف، وماجستير في العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا ريفرسايد بمعدل 3.37، وبكالوريوس في العلوم السياسية في جامعة الكويت بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف، وعضو الجمعية الأميركية للعلوم السياسية، وعضو الجمعية البريطانية للدراسات الدولية.. أجرت معه “الإرادة” الإلكترونية هذا اللقاء حول الخلاف الخليجي – الخليجي أو كما يسمى بـ “الأزمة الخليجية” وجاء اللقاء كالتالي:

 

*في البداية نريد تعقيبك ورأيك حول القضية الخليجية – الخليجية بعد سحب سفراء دول مجلس التعاون الثلاث “السعودية ـ الإمارات ـ البحرين” من قطر؟

 

ـ في الحقيقة نحن في الكويت في دائرة الحدث وهذه القضية لا تخص فقط قطر أو السعودية أو الإمارات والبحرين؛ بل تخص منظومة دول مجلس التعاون بشكل عام، فنحن في الكويت يهمنا استمرار منظومة مجلس التعاون؛ لأن في الكويت نحن أكثر دولة استفادت من وجود هذه المنظومة على الأقل في المستوى السياسي؛ لأن خلال فترة الغزو العراقي أثبتت منظومة مجلس التعاون ثقلها السياسي من خلال وقوفها إلى جانب الكويت في المنظمات الإقليمية والدولية، حقيقة بأنها أخفقت عسكرياً في مواجهة وصد التهديد العراقي على الكويت لكن على الجانب الدبلوماسي والسياسي أثبتت نجاح كبير، لذلك الكويت أعتقد مهتمة كثيراً ومن مصلحتها الحقيقية بأن يكون هناك استمرارية لمجلس التعاون، وبأن يكون هناك تسوية لهذه الخلافات الخليجية – الخليجية والتي أعتقد بأنها نتاج لثورات الربيع العربي وانعكاسات ثورات الربيع العربي كانت تأثيراتها على بعض الدول تأثيرات كبيرة وبعض الدول وصلها ارتدادات هذا الزلزال الذي حصل في تونس بداية، والأمر الذي حصل في دول الخليج بأن هناك تباين في المواقف الخارجية تجاه ما حصل في الثورات العربية، لذلك وجدنا بأن هذا الأمر الآن برز ولكن هو بالتأكيد كان نتيجة لترسبات سابقة وقديمة نظراً لوجود التباين كما قلت في وجهات النظر، خصوصاً بين السعودية وقطر.

 

*بالأمس كان هناك تصريحان أحدهما للفريق ضاحي خلفان وخلفه أيضاً تصريح لوزير الخارجية السعودي “سعود الفيصل” .. ضاحي خلفان صرّح بطريقة يقول بها بأنه يريد تشكيل مجلس تعاون جديد يضم “السعودية والبحرين والإمارات ومصر والأردن” واستثنى من ذلك الكويت بنص بأن الكويت في قلوبنا .. نريد تعقيبك بداية حول تصريح ضاحي خلفان حول هذه النقطة؟

 

ـ في الحقيقة لا أعلم مسؤولية ضاحي خلفان وموقعه هناك في الإمارات، ما أعتقده بأنه هو مسؤول عن الشؤون الأمنية الداخلية، وفي دول المؤسسات والقانون يكون هناك توزيع للأدوار وتكون هناك تصريحات منسوبة لأطراف مسؤولة، فمثل هذا التصريح يفضل بأنه ينسب لوزارة الخارجية الإماراتية حتى يكون هناك تصريح رسمي يمكن أن يرد عليه بجانب رسمي، لكن الواضح بأن هناك موافقة ضمنية وكأن ضاحي خلفان أصبح قناة إعلامية من خلالها الإمارات تستطيع توصيل بعض الرسائل غير رسمية والتي من خلالها ممكن أن تحقق نتائج وأهداف معينة، قد لا تكون محقة وقد لا تكون جدية خصوصاً في مسألة انضمام مصر والأردن إلى منظومة مجلس التعاون، فلو رجعنا للتاريخ قليلاً للوراء، نجد بأن الدول الخليجية ومن ضمنها الإمارات والسعودية والكويت أيضاً هي التي لم تتحمس كثيراً لإعلان دمشق الذي كان يضم مصر وسورية بتحالف مع دول الخليج “6+2” لأن دول الخليج تاريخياً تعتقد بأن مصر تشكل عبئاً أكثر من كونها تشكل دعماً على الأقل في الجانب الاقتصادي؛ لأن انضمام مصر لمنظومة مجلس التعاون يترتب عليه نتائج والتزامات وترتيبات معينة، ويترتب عليه تصدير للمشكلات إلى منظومة مجلس التعاون، ويترتب عليه إخلال في النادي المغلق بين الأنظمة الوراثية؛ لذلك لا أعتقد بأن هناك احتمالية لانضمام دولة مثل مصر، الأردن طرحت في السابق خصوصاً إذا وجدنا بأن هناك عامل مشترك في الأنظمة الملكية الوراثية، لكن حتى الأردن يعاني أيضاً من مشكلات داخلية من الممكن أن تنتقل إلى دول الخليج، والتي بينها طابع مشترك اقتصادي ودولة رعوية ودولة أبوية واقتصادها قائم على الإيرادات النفطية بعكس هذه الدول التي تعاني من مشكلات اقتصادية ومشكلات داخلية اجتماعية وسياسية كبيرة، فإذا قارننا بين الفوائد والأضرار التي ممكن أن تلحق وتنتج عن انضمام مصر أو الأردن إلى منظومة دول مجلس التعاون، نجد بأن انضمام هذه الدول نتائجه السلبية تفوق نتائجه الإيجابية بالحقيقة، لذلك أنا لا أعتقد بأن مثل هذه التصريحات جدية؛ لأنه ليس في مصلحة دول الخليج أن يكون هناك انضمام رسمي، الإمارات والسعودية يريدان أن يكون هناك تحالف بينها وبين مصر، لكنهما لا يريدان أن تكون هناك عضوية واضحة لمصر في منظومة مجلس التعاون، وكما قلت لأن ذلك يترتب عليه التزامات من جانب دول الخليج، ففي السابق كانت هناك فكرة ولم يكن هناك حماس من دول الخليج لاختلاف الأنظمة السياسية، وللانعكاسات السلبية التي ممكن أن تحدث جراء انضمام الدول الأخرى إلى منظومة مجلس التعاون.

 

 

*بالأمس الأمير “سعود الفيصل” وزير الخارجية السعودي صرح تصريحاً واضحاً بأن العلاقات السعودية – القطرية لن تعود حتى تعود قطر إلى رشدها .. ألا تعتقد بأن هذا التصريح يؤثر على سلوك الكويت في التقريب بين الإخوان .. خصوصاً بأن الجميع ينتظر سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في حل هذه المشكلة؟

 

ـ حتى نكون واضحين يجب ألا نبالغ كثيراً في دور الكويت المتعلق بالوساطة؛ لأن الكويت لا تملك “عصا سحرية” لحل جميع المشكلات التي تعاني منها هذه المنظومة، والواضح بأن السعودية لم تقدم على مثل هذه الخطوة وهي سحب السفراء إلا ولديها ما يبرر مثل هذه الخطوة، ونستطيع أن نستنتج بأنها إذا قامت بخطوة سحب السفراء فليس من السهولة أن تتراجع عن مثل هذه الخطوة إلا إذا كان لديها ضمانات حقيقية من جانب قطر بأنها تعدّل من توجهها الخارجي، فعلى الجانب الآخر قطر أيضاً مؤمنة ولديها قناعة بأن سياستها الخارجية يجب أن تكون بهذا الشكل حتى تميز نفسها عن السياسة الخارجية السعودية، وحتى تكسر علاقة التبعية والتي من الممكن أن تفهم لو كانت قطر منسجمة مع السياسة الخارجية للمملكة، ولذلك أعتقد بأن أدوات الضغط الآن واضحة لقطر، وعلى الكويت أيضاً من جانب آخر، خصوصاً إذا تعلق الأمر بوجود جماعة الإخوان في الكويت، لكن ذلك يعتمد على طبيعة المرحلة القادمة، ليس الاعتماد الكبير على دور دولة الكويت، فالكويت بالنهاية ممكن بألا يكون لديها القدرة على تقريب وجهات النظر، في السابق نجحت الكويت ووضع “اتفاق الرياض” والذي إلى الآن لا نعلم بنوده السرية ولا تفاصيله وماهيته، وما سرب بأن قطر يجب عليها أن تلتزم بخطابها الإعلامي عن طريق قناة الجزيرة بتوجه منسجم في مصر مع المملكة العربية السعودية، هذا ما سُرّب؛ لذلك السعودية لديها مبرر بأن قطر لم تلتزم بهذا الاتفاق واستمرت في تأجيج الشارع المصري عن طريق قناة الجزيرة، لذلك بالنسبة لها لن تلغي هذه الخطوة وتتراجع عنها إلا إذا كان من الجانب القطري هناك نوع من المبادرة، فالسعودية تريد أن تجعل الكرة في الملعب القطري، وقطر تريد أن تبين نفسها للمنظومة الخليجية والرأي العام العربي والخليجي بأنها الضحية لمثل هذه السياسة من جانب السعودية لمحاولة فرض الأجندة على دول الخليج الصغيرة، فهذه وجهة النظر القطرية.

 

*بعد سحب سفراء “السعودية ـ الإمارات ـ البحرين” شاهدنا بأن الرئيس الإيراني بدأ بزيارة إلى مسقط، وبالأمس وفد رفيع المستوى من قطر يعزز العلاقات الثنائية في طهران قلب العاصمة الإيرانية، ألا تعتقد بأن مسألة سحب السفراء ستفقد السعودية قوتها الاستراتيجية في المنطقة، خصوصاً بأن الكويت في السابق كانت تلعب على توازن، فالكويت علاقتها مع إيران علاقة متوازنة.. الآن قطر تعزز علاقتها مع إيران في طهران، الرئيس الإيراني يبدأ في زيارة إلى مسقط في أول زيارة خارجية له، يعزز بها العلاقات الثنائية كذلك.. ما هو تعقيبك على ذلك؟

 

ـ لا نتوقع بأن قطر ستقف مكتوفة الأيدي تجاه مثل هذه الخطوة، ففي النظام الإقليمي والدولي المساحات مفتوحة للدول الصغيرة بأن تحدث نوع من التوازن، فخطوة قطر ليست بجديدة من حيث التقارب مع إيران، لإحداث نوع من التوازن تجاه السعودية، قطر بفترة من الفترات بعد التحرير حاولت أن تعيد نظام صدام حسين حتى إلى النظام الإقليمي الخليجي، حتى تحدث نوع من التوازن تجاه السعودية، لذلك هذه الخطوة بسحب السفراء، نتوقع من الجانب الآخر بأن قطر تحاول إحداث نوع من التوازن مع الإيرانيين والدور التركي أيضاً حتى يحدث نوع من التوازن تجاه السعودية، فهذه خطوة متوقعة حتى يكون هناك نوع من التوازن، وما يشجع عليه في الفترة الحالية نوع من التقارب الأميركي – الإيراني في المنطقة، نوع من السياسة الهادئة في طهران من الممكن أن تحدث نوع من التقارب أكبر مع دول الخليج بشكل عام ليس فقط مع قطر.. عُمان تاريخياً تقاربها مع طهران، ليس هناك أي جفاء وتباعد بين مسقط وطهران؛ لذلك السعوديين والإماراتيين يحاولون الضغط على قطر من خلال سحب السفراء ومن خلال هذه التصريحات بعد سحب السفراء، وقطر على الجانب الآخر تريد الضغط على السعودية والإمارات من خلال تقاربها مع إيران.

 

*الكويت ما زالت صامتة منذ سحب السفراء إلى هذه اللحظة ولم تصرح بأي تصريح بهذه المسألة.. هل يعود ذلك لأسباب رئيسية تراها الكويت؟ أم هناك أسباب أخرى الكويت تريد التحفظ عليها؟

 

ـ أعتقد بأن التوقيت حصل مع قرب انعقاد القمة العربية في الأسبوع القادم، أعتقد بأن الكويت تريد أن تبحث في مثل هذه القضية على هامش انعقاد مؤتمر القمة العربية في الكويت، بالتأكيد سيكون من بين الأولويات في مثل هذه القمة، بمحاولة تقريب وجهات النظر، خصوصاً بأن كل الدول ستكون حاضرة في هذه القمة العربية، أعتقد بأن الكويت الآن ترتب أوراقها وتمهد لدور الوساطة الذي سيكون في القمة العربية، ولكن لا نستطيع بأن نكون متفائلين ونفرط بالتفاؤل بدور الكويت في تقريب وجهات النظر، لكن على الأقل توازن الكويت وحياديتها، وعدم انضمامها لمثل هذه الخطوة بسحب السفراء، من الممكن بأن يعطيها نوع من المصداقية لجميع الأطراف لمحاولة تقريب وجهات النظر، وأعتقد بأن عدم قيام السعودية والإمارات بتصعيد الموقف بعد ذلك، أو اتخاذ خطوات وإجراءات أكبر من سحب السفراء، وعلى الجانب الآخر عدم قيام قطر بإجراءات مماثلة بسحب سفرائها من هذه الدول أو بإجراءات قد تكون كما حصل في 1992 م في الأزمة الحدودية بين الرياض والدوحة، قطر على الجانب الآخر قامت بسحب قواتها من درع الجزيرة وهددت بعدم حضور القمة العربية والتي كانت بعد أزمة 1992 م، ولكن نراها الآن لم تتخذ مثل هذه الإجراءات، مما يبقي الباب مفتوحاً لإحداث نوع من التسوية والوساطة، فيبدو بأن هذا الأمر الواضح والمنطقي بأن السعودية والإمارات لا يريدان إخراج قطر من المنظومة والمعادلة، ما زالا يران بأن قطر يجب أن تكون ضمن منظومة دول مجلس التعاون وضمن الجسم الخليجي، وعلى الجانب الآخر قطر لن تتخلى عن منظومة دول مجلس التعاون؛ لأن كل البلدان الخليجية تؤمن بأن منظومة مجلس التعاون خيار استراتيجي بالنسبة لها لا يمكن التراجع عنه، ولكن كل هذه الدول لديها وجهات نظر مختلفة، والقاسم المشترك الأكبر بين الدول هو ما يأملنا بأحداث تسوية، ولكن على الجانب الآخر السعودية بالتأكيد تريد ضمانات حتى لا يتكرر الأمر الذي حصل، بالتأكيد السعودية ستقول للكويت بأن اتفاق الرياض لم تلتزم به قطر خصوصاً في مصر، وعلى الجانب الآخر قطر ترى بأن ما تقوم به يحقق مصلحتها الاستراتيجية، ومن الصعب عليها التراجع عن هذا الدور خصوصاً بهذه المرحلة سيجعل قطر تنازلت بشكل هي لا تريد أن تبينه وتصوره لنفسها بأنها تابعة للسياسة الخارجية السعودية، وهذا الأمر على الجانب الآخر يجعل الأمر صعب.

 

*ألا تعتقد بأن تراجع قطر عن هذه المسألة سيفقدها سيادتها في المسائل الخارجية للدولة القطرية؟

 

ـ بالتأكيد وهذا الصعوبة التي تقع بها قطر الآن، هل هي مستعدة للوصول لآخر المطاف وعدم الرضوخ لمثل هذه المطالب؟ فمطالبة الطرف الآخر تتعلق بخارج دول مجلس التعاون وهي بمصر بالتحديد، لذلك الآن إذا قبلت بهذه المطالب سوف أفقد الكثير من استقلاليتي وسوف أفقد الكثير من سيادتي في اتخاذ القرار، والسياسة الخارجية تتعلق بالقدرة والحرية باتخاذ القرار الخارجي، هذه المعضلة التي تواجه القطريين الآن.. هل بإمكانهم الوصول إلى آخر المطاف وعدم القبول بكل هذه المطالب السعودية والإماراتية أم سوف يكون هناك نوع من التعامل البراغماتي مع الوضع، وبأن يكون هناك نوع من التنازل حتى يتم الوصول إلى التسوية في هذا الخلاف؛ فالسعودية والإمارات لا أعتقد بأنها تملك أدوات كثيرة للتأثير والضغط على قطر، سوى الضغط الدبلوماسي والسياسي، أو محاولة إحداث نوع من العزلة، والعزلة لن تحدث لأن الكويت وعُمان لم ينضمان لمثل هذه الخطوة، والعزلة لن تحدث لأن كثير من الدول العربية لم تنضم إلى مثل هذه الخطوة، ولذلك لا نتوقع بأن تكون قمة الكويت ستكون كقمة بغداد التي حصلت في بداية الثمانينات والتي من خلالها استطاعت العراق عزل مصر عن الدول العربية، واتخذت الجامعة قراراً بمقاطعة مصر بسبب اتفاقية “كامب ديفيد”.. قطر لم تصل إلى هذه المرحلة لأنها تعتقد بأنها ما زالت تملك هامش من المناورة وهامش من القدرة على تحقيق أهدافها الخارجية.

 

 

*هل تعتقد بأن جماعة سياسية إسلامية مثل جماعة “الإخوان المسلمين” نجحت في إحداث فجوة في التقارب الخليجي – الخليجي على مدار ثلاث عقود تقريباً؟

 

ـ لم يكن ذلك الأمر متعمداً من جماعة الإخوان المسلمين، ولكن بالتأكيد هي أقحمت في الخلاف رغماً عن إرادتها، فبالنهاية ما حصل هو انعكاس لوصول الإخوان المسلمين في كثير من الدول التي حصلت بها ثورات الربيع العربي، وهذا الأمر هو الذي يحدث تخوف للسعودية والإمارات، لذلك هي وضعت بالمنتصف بين الدول الخليجية كمثار ومحل للنزاع والصراع، ولكن لا أعتقد بأن الإخوان المسلمين كانوا مدبرين لمثل هذا الخلاف الذي يحصل بين الدول الخليجية، ولا أعتقد بأن من مصلحتهم بأن يصدر بيان كبيان السعودية ووضعها على لائحة الجماعات الإرهابية، هم اعتقدوا بأن نتاج ثورات الربيع العربي، ستكون هناك ديمقراطية حقيقية يشاركون بها بكل حرية، وشاركوا بالفعل في تونس ووصلوا لدائرة صنع القرار بشكل أو بآخر، وشاركوا بليبيا ولم يوفقوا بشكل مطلوب، وشاركوا بمصر وهي الثقل الإقليمي لهم ووصلوا للسلطة، لكن الدول الإقليمية لم تقبل بهذه النتائج وبدأت بالتحريض عليهم وصولاً لما حصل في 30 يونيو و3 يوليو، هم الآن أصبحوا جزء من الخلاف لكن لم يكونوا متعمدين لوضع أنفسهم في الخلاف بين الدول الخليجية.

 

*ما هي أهمية مجلس التعاون؟

 

ـ نحن في الكويت يهمنا استمرار هذه المنظمة، ففي الاحتلال شاهدنا دورها السياسي ووقوفها مع الكويت، ولا ننسى الدور العسكري للقوات العسكرية الخليجية، ولا ننسى في طلائع الجيوش المحررة للكويت كانت الأعلام السعودية والقطرية والإماراتية والبحرينية والعمانية في مقدمة الجيوش المحررة للكويت، فنحن في الكويت قريبين من الشعب السعودي والقيادة السعودية، ولا ننسى الدور الريادي للمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً والتي احتضت الشعب الكويتي في فترة الاحتلال، والشعب الكويتي سيبقي هذا الجميل في رقبته للأبد، ولا ننسى دور كل دول مجلس التعاون، نحن أكثر شعب عرفنا قيمة منظومة مجلس التعاون والتماسك الخليجي، لذلك الآن نحن أكثر شعب وقيادة يجب أن نكون متألمين لوجود خلاف خليجي – خليجي، ونحن أكثر طرف يهمنا إيجاد تسوية لمثل هذا الخلاف.

 

*كلمتك الأخيرة؟

 

ـ أشكركم على الجهود، والصحافة الإلكترونية أصبحت جزء مهم من وسائل الإعلام الحديثة في الكويت وفي العالم بشكل عام.

 

**

 

تصوير: سالم المطيري

Twitter: @Salemobiewi

مقالات ذات صلة