قلم الإرادة

دواخل المعارضة

   بعد أن قال القضاء الدستوري كلمته, واضعاً نقاط الخيال فوق “خازوق” حروف الواقع, لم يعد من المناسب أن تطوي المعارضة صفحة المتغيرات وكأنها لم تكن ! إغماض العينين لن يحجب بروق غيمة الواقع المطيرة, وصم الأذنين لن يلغي صوت الرعود, كل هذا مجرد ترهات حالم داهمه طوفان الأحداث فحاول أن يصنع من “قشة ” الأمل جبلاً يعصمه من الغرق!

 

مقالي هذا موجه إلى المعارضة لأنها الأقرب إلى هوى قلبي؛ ولأنها الحبل الذي يشد شراع فكري, ولكن المعضلة الآن ليست في هوى القلب الذي يدفع شراع العقل؛ بل صارت المعضلة في السفينة نفسها! أما الحكومة والمجلس الحالى فدونهم ودون قلبي بيدٌ دونها بيدٌ كما قال المتنبي و”الكلام معاهم ضايع” يشبه محاولة تحويل “الذبابة” إلى “نحلة” لمجرد أن رفرفة أجنحتها يثبت أن “دمها خفيف وزي العسل” أو محاولة جعل الفيل دكتوراً في استراتيجيات الحياة فقط لأن هناك برنامج مشهور اسمه “الدكتور فيل” ! “نو وي” يا سادة, لا الذبابة سيخرج من بطونها يوماً شراب فيه شفاء للناس ولا الفيل سيجيد دراسة الاستراتيجيات “كالدكتور فيل” بقدر إجادته لدوس الدكتوراة وحاملها بأقدامه!

 

معارضة لا تملك مشروعاً واضحاً تتفق كل أطرافها علي الحد الأدنى من أهدافه هي معارضة صوتية لا أكثر؛ بل هي مجرد “سيرك شو إعلامي” تخرج فيه الخطوات المرتجلة والأهداف العشوائية من فم بيانات القوى السياسية كما يخرج الأرنب من قبعة الساحر, ولا أحد عاقل يستطيع أن يقول بأن الساحر صار خبيراً في تنمية الثروات الحيوانية “تخصص أرانب” كما لا يقدر أن يقول بأن الأرنب الخارج من القبعة سيساهم في إثراء الأمن الغذائي في العالم ! هي فقرة سيرك فقط لا أكثر “لزوم الانشراح والانبساط” و”تسليك” شباك التذاكر.

 

معارضة بأسها بينها شديد, وسوق جدالها حافل بمهرجانات بيع قطع غيار التمجيد والتقزيم تحت شعار: إقتني “لله درك” وخذ لك “لله دركم” مجاناً! وأشباحه تكره في “القائل” وتحب فيه, ولا تهمها جودة المقولة مهما كانت منطقية ومنصفة ! هي مهرجانات تشبيح كما قلت لكم تستوحي “النمط الديكارتي” وتثبت يوماً بعد يوم نظرية ديكارت المعدلة محلياً والتي تقول: أنا “أفكك” الحراك إذن أنا موجود! معارضة كلام رموزها كلمات متقاطعة و”حكي الغاز” و”دفن شبول” لن يفيدنا في معرفة معالم طريقنا حتى لو ادعى من ادعى بأن دفان هذا “الشبل” الملغز من ذاك الأسد الذي لا ننكره تاريخاً ومواقفاً!

 

لا شك أن إصلاح المعارضة يبدأ من الداخل ولكن مع الأسف “دواخل” المعارضة عارية وصوت مصداقيتها عورة ! فاستتروا معشر الحراك بأثواب الإخلاص يرحمنا ويرحمكم الله.

فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bin_7egri

مقالات ذات صلة