قتل بواسطة القهوة
جميلة هي وسوداء ذات رائحة نفاذة تعدل المزاج وتشرح نفوس أناس كثيرة في صباحاتهم أطلقوا عليها مسميات كثيرة كالخمر الحلال وكتبوا فيها خواطر وأشعار، وأنا شخصياً أعشقها ولكن بت أشاهدها في كل زاوية وفي كل مكان أصبح الناس يشربونها في كل حين مع أنها تسلب النوم من عيونهم ليذهبوا إلى أعمالهم بعد سهر الليالي منهكين متعبين لا يستطيعون القيام بأعمالهم بنشاط وهمة، وهنا الكارثة أصبحت نسبة الغياب والتأخير في الوظائف تشكل عائقاً كبيراً في نسبة الإنتاجية، فالموظف يتوه في دائرة السهر وشرب القهوة النهارية حتي يستطيع مواصلة النشاط ويأتي المساء ليشرب القهوة ويستمر مسلسل السهر والقهوة ليشكل مشكلة أخرى، فالمراجعين المنتظرين لتخليص معاملاتهم يعانون الأمرين من زحمة الشوارع وكثرة المشاوير والطلبات؛ بل كمعلمة لاحظت بأن عادة شرب القهوة والمشروبات العالية السعرات باتت تؤثر حتى على الفئة الأصغر سناً في المجتمع كالمراهقين والأطفال في بعض الأحيان فيأتي الطالب متعب من كمية الكافيين التي أرقت نومه وجعلت مزاجيته في الصباح لا تتقبل العلم بالصورة النشطة التي يتوقعها أي معلم فالسهر، وعدم انتظام النوم لا يؤثر على الإستيعاب فقط؛ بل يمتد إلى إمكانية نقص المناعة فالنوم هو عملية حيوية مهمة يحتاجها الجسم وهي من الحاجات الأساسية كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا*وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا)[١] أي أنّ السنة الكونية التي فُطرنا عليها هي أنّ الليل للراحة والهدوء، أما النهار فللعمل وإعمار الأرض، لذا فإنّ عدم التماشي مع هذه السنة سيجعل هناك خللاً كبيراً في الحياة فيجب علينا زرع الوعي لكي لا نقتل بواسطة القهوة أو أي عوامل أخرى للنهوض بالمستوى التعليمي والثقافي والمهني وإعمار الوطن في شتى الميادين والتركيز على أهدافنا كشعب طموح يرتقى بين الأمم.
••
حنان الأذينة – كاتبة