القشة التي قصمت ظهر “المعلم”
ما بين مؤيد ومعارض لبصمة المعلمين، أعتقد بأن الموضوع أشبه بالقشة التي قصمت ظهر “المعلم”.
قرار البصمة بحد ذاته ليس بالشيء المستحدث وإنما تحقيق لمبدأ العدالة بين جميع موظفي الدولة، رغم قناعتي الشخصية بأن المحاسبة لابد أن تكون مبنية على الإنتاجية وليس عدد ساعات العمل، لكن بطبيعة الحال اعتدنا على اختيار الطريق الأسهل للمحاسبة بدل أن يتم الابتكار بالحلول.
ولكن هذا لا يعني بأن نتغاضى عن المشكلة الأساسية التي تعاني منها مهنة المعلم، فبيئة التعليم في الكويت طاردة، قليلة الإمتيازات، ولا تستقبط الكفاءات بشكل مباشر، ونتيجة لذلك يصل المعلم لمرحلة الاحتراق الوظيفي بين ليلة وضحاها، ولا يسعه عمل شيء لانعدام الفرص أمامه أسوة بالمواطنين الذين تسهل عليهم عملية النقل والانتداب والعمل في عدة قطاعات أخرى.
فلكل مهنة وصف وظيفي ومتطلبات عمل يقاس على أثرها الأداء، فلا يعقل أن يكون المعلم مربي، ومشرف نشاط، ومسؤول مقصف، ومرشد، إلى جانب عمله الأساسي كمعلم في الفصل المدرسي، ناهيك عن تهالك المبنى المدرسي وعدم توافر أبسط سبل الراحة فيه من نظافة دورات المياه وكفتيريا الطعام!
لذلك ومن باب أولى أن يتم البحث في جذور المشكلة وحلها، وتذييل كل العقبات التي تحول بين المعلم وجودة التعليم لمستقبل أكاديمي مشرق لأبنائنا الطلبة.
••
سالم الدوسري – كاتب صحفي
X: @Salemtalk