النداء للحرية المشوهة سلاح ضد الإسلام
منذ الأزل الإسلام أعداؤه يكيدون له المؤامرة تلو المؤامرة، فاستخدموا كثيراً من الوسائل ونوعوا العديد من الخطط، فتارة بالقوة، وتارة بالحيلة، نجحوا أحياناً وفشلوا أحياناً أخرى، وهكذا الصراع بين الحق والباطل.
وعصرنا الحاضر ما هو إلا حلقة في سلسلة التداول بين الإسلام وأعدائه إلا أن الأعداء هذه المرة ابتكروا أسلوباً جديداً حيث ابتعدوا عن الاعتماد على القوة وحدها ولجأوا إلى محاربة الإسلام بالفكر فكان ما يسمى بالغزو الفكري والعبث بالعقول.
ولا شك أن لهذا الغزو الجديد خطورته ووسائله، وله أهدافه و آثاره، مما جعل الغيورين من أبناء المسلمين يتنادون بوجوب مجابهته ومحاربته، وكشف زيفه وبيان مغازيه.
أدرك أعداء الإسلام أن المسلمين وإن كانوا في ضعف وهوان وتشتت وانقسام إلا أنهم يملكون سلاحاً قوياً يستطيعون به الانتصار على عدوهم متى ما استخدموه لذا حرصوا أشد الحرص على إبعادهم عن هذا السلاح وعن مصدر قوتهم، فبدأوا بمحاربة العقيدة الإسلامية ومحاولة إبعادها عن حياة المسلمين، لا عن طريق ذمها في البداية وبشكل مباشر فهذا يثير المسلمين عليهم ويرجع المسلمين إلى عقيدهم، ولكن عن طريق دس السم في العسل كما يقال، وبطرق ملتوية غير مباشرة، فحاولوا التشكيك في العقيدة أو في جوانب منها فإن لم ينجحوا في ذلك فعلى الأقل عملوا على زعزعة ثقة بعض المسلمين بعقيدتهم.
وقد أصبح الغزو الفكري لعقول المسلمين يستهدف الجذور لا القشور ويحاول القضاء على الجوهر لا العرض، ومن هنا تركز الغزو الفكري ضدنا في أمرين أساسيين:
القران الكريم والسنة النبوية أساساً التشريع للمسلمين واللغة العربية لغة القرآن ولغة المسلمين علي اختلاف جنسياتهم وأوطانهم.
وكان السلاح المدمر الذي استخدموه في هذه الحرب هو: الفكرة والكلمة والرأي والحيلة والنظريات والشبهات وتحريف المعني والكلمات والحريات المتطرفه وحقوق الانسان المشوهة.
والعلمانية أهم أدوات الغزو الفكري والثقافي غير المباشر.
وهنا جاءت الفكر العلماني، فما هي العلمانية؟ معناها كما جاء في القاموس الإنجليزي دنيوي أو مادي أو ليس بديني أو ليس بروحاني وعرفتها دائرة المعارف البريطانية بأنها حركة اجتماعية تهدف إلى نقل الناس من العناية بالاخرة للعناية بالدنيا فحسب وتحدثت عنها ضمن حديثها عن الإلحاد وقد قسمته إلى نظري وعملي وجعلت العلمانية ضمن الإلحاد العملي.
هذا يعني أن العلمانية مذهب فكري اجتماعي يعمل على قيادة الدنيا في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية.
إن أولى خطوات مواجهة الغزو الفكري ينبغي أن تكون بترسيخ ثوابت الدين الإسلامي والتعريف بحقيقة الدين الذي يقوم على أساس العبودية الخالصة لله بتوحيد الألوهية و شهادة لا إله إلا الله وحده لا شريك له التى هي عقيدة وشريعة ومنهاج حياة المسلم؛ لذا فالإسلام مخالف لكل مناهج الأرض لأن الحاكمية فيه لله لا لأحد من البشر بمعنى أن شريعة الله هي التي تحكم ويجتهد العلماء فيما لا نص فيه في داخل الاطار المحكم لشريعة الله بحيث لا يحلون حراماً ولا يحرمون حلالاً ولا يخالفون مقاصد الشريعة. (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا سليما) (وان أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل إليك).
خلاصه الكلام أعرف أعزائي القراء، أطلت عليكم الحروف ولكن الإسلام هو الحل ولن نتبع الأفكار الغربية المتطرفة المشوهة، ولن ننظم إلى منادي الحريات المنحرفة والتعري الحرفي للشعوب. فأنا مسلم وأفتخر بديني.
••
سامي بن أورنس الشعلان – أكاديمي
Twitter: @soalshalan
Email: sshalan@alerada.net