قلم الإرادة

إنها الأردن يا سادة

كلمة حق عشتها ورأيتها بأهل الأردن الكرام.. لم يتأخر كل من التقيت به بدعوتنا على مائدة خاصة تقام من أجلنا “جيرة الله العشا عندنا بكره” هذه الجملة لم تغيب عن لسان كل من التقيته من رجال ونساء وشباب.. والله اني اتصلت بالهاتف بالخطأ واعتذرت ممن اتصلت عليه واخبرته بأنني من الكويت وتم تلقيني الرقم بالخطأ واعتذر على ازعاجك فقال لي “جيرة الله تتعشا عندنا ورقمي معك وانا بخدمتك بأي شيء في الأردن”.. هذا الشعب لم أرى مثله في حياتي حتى بالهاتف يعزم ويقدم الخدمة للضيافة .. والنعم بجميع الناس من مختلف الدول ولكن للأردن نكهة خاصة عندي .. تشرفت بزيارة العم الغالي أبو محمد الحلالحة العجرمي في منزلة بمنطقة أم البساتين حيث التقيت به وبأخوتي الغالين السيد محمد أبوعدي والسيد علي الحلاحلة وكان الإتفاق ان اشرب فنجان قهوة واغادر  وكان معي الدكتور عدنان شديفات اخي وزميلي ورفيق الدرب ولكن انقلب الأمر ولم استطع الخروج إلا بتقديم وجبة عشاء  بحجة ان الدكتور عدنان لم يمالحنا ولم استطع الكلام لأنهم حجوني بأن الاخ عدنان لم يزرهم وهذه الزيارة الأولى له.. ورغم تأخر الوقت الذي تعمدت أن آتي به كي لا يقوموا بعمل أي مائدة ولكنهم رفضوا إلا أن تقدم وعلى كلامهم “هذا عشا ليل ما هو عشاكم.. عشاكم في البايت  ومن مثنى ومثلث وهذا ماهو قدركم” والله لقد ربط لساني من كرم هؤلاء الأحباب ولم استطيع ان انطق بحرف، في اليوم الثاني توجهت لرؤية  الشيخ عارف الفايز  أبوسند وهو من مشايخ  قبيلة بني صخر والذي دعاني لوجبة عشاء ووعدته بزيارة خاصة مرة اخرى لانني اتيت إليه فجأة ودون ان ابلغه خشية بأن يقيم مائدة على شرفي وكذلك هو الحال حين توجهت للشيخ د.موفق القاضي شيخ مشايخ بني خالد في منطقة حوشا بالمفرق، وبعدها زرت الغالية أمي أم الدكتور علي البياضي العجرمي حيث كان بزيارة إلى بيت الجيران وتوجهت إليها في بيت الجيران للسلام عليها وقبلت رأسها هذه المرأة التي لم تتأخر كبقية الرجال بدعوتنا للعشاء وكذلك اصحاب بيت الجيران دعونا رغم عدم معرفتهم بنا و أيضا وتشرفت بزيارة ابناء المرحوم اخي الغالي خالد البياضي العجرمي أبوعبدالله الرجل الذي كنت مستأجرا في منزلة وكان كرمة الذي يقدمه لي اضعاف قيمة الإيجار الذي ادفعه له، حيث اوقفته عن ذلك وقلت له بأنني سأرحل في حال عدم توقفك فنزلت دموعه وقال يعني “بدك تحرمني منك يا أبوفارس” لا يوجد حل لهذا الشعب الكريم بنفسه وبماله وبرحابة صدره رحمك الله يا خالد البياضي فدموع كرمك وحبك لم تفارقني والله.. وأطال الله بأعمار اخوتي الباقين امين.. نأتي لمثلث الرجال الذي هم عامودي الفقري في المملكة الأردنية الهاشمية ولا يهونون بقية الأحباب والأصدقاء هم زملائي في الدراسة والذين من خلالهم عرفت الأردن برجاله النشامى اصحاب الكرم والفزعة.. الدكتور عدنان شديفات وهو من قبيلة المليون رجل من بني حسن الكرام  وعبدالقادر البياضي العجرمي وعلي الحلاحله العجرمي “صبيان الصباح” وهذه نخوتهم، لهؤلاء  الرجال كبقية الرجال الذين اعرفهم من مختلف القبايل الأردنية نكهة خاصة حيث لا يطيب لي الحديث إلا بوجود أحد هؤلاء.. الدكتور عدنان الذي تقوم قيامته عندما يعرف بوجودي دون ابلاغه بوصولي للأردن حيث يتشاجر معي ويرفض ان اقيم في اي فندق وانما يريدني ان اقيم في منزله وطبعا هذا ينطبق على العجارمة علي وعبدالقادر .. وكذلك يتفرغوا من جميع ارتباطاتهم من أجلي ولايفارقوني ولا يردوني ان اضع يدي في جيبي بل هم من يقومون بذلك، وكذلك اي شخص من طرفي يعامل كمعاملة علي لانه من طرفي.. انا اختصرت لكم العديد من المواضيع رغم طول المنشور ، ارجوا ان تعذروني بأن اختم بهذه القصة التي حدثت معي في احد مجالس الكويت وكان الحديث عن الكرم.. حيث كنت اجلس وكان احدهم يقول بأن اهلنا اهل كرم وان الكرم في الكويت واخر قال ان الكرم في السعودية واخر قال ان الكرم في العراق وكلن قال ما عنده.. بلا شك الكرام والكرم في كل مكان والطيبين في كل بلاد.. ولكن يا اخوتي انا عندي وجهة نظر كوني زرت عشت في الأردن وبقية الدول عدا انني لم ازر العراق للأمانة ولكن دعوني اتحدث بلغة الارقام والمنطق.. اذا كان راتب الموظف في الخليج على سبيل المثال ألف دينار كويتي ويقوم بإستضافة شخص دعونا نقول الكرم المعتاد خروف اذا كان شخصا عاديا وليس من الوجهاء لان الوجهاء لهم حسبة اخرى.. عموما دعى شخص لوجة وكانت قيمة الوجبة مثلا مائتين دينار.. فيتبقى من مرتبه ثمانمئة دينار يستطيع ان يعيش بها بقية الشهر مع اسرته ولكن الأردني معاشة بالكامل يكاد يكون قيمة هذه الوجبة التي يقدمها للضيف ويبقى بقية الشهر دون مصروف.. فمن هو اكرم بنظركم أيها الاخوة!!؟ صمتوا جميعا فقلت هذا ما رأيته في أهل الأردن من كرم لم أره في بلد آخر وقد يكون هناك من هم مثل أهل الأردن بالكرم ولكني لم اراهم.. بالنسبة لي لغة الارقام لا تخطيء.. هذا واستغفر الله لي ولكم وارجو ان تتقبلوا وجهة نظري فحب الأردن من حبي لأهلها النشامى الكرام الذين ما رأيت منهم إلا كل خير وطيب ولا يهونون بقية الدول والأحباب فيجميع بقاع الأرض.

••

د. علي دوشي العراده

مقالات ذات صلة