
حكاية وطن
أكبر من مجرد قطعة أرض؛ أو حدود ترسمها: هي كالأسرة تشعر بدفئها وأمنها وأمانها واستقرارها وسكينتها؛ الوطن هو الكيان الذي ينتمي له الإنسان؛ حب الوطن غريزة تستوطن النفوس؛ وهناك حب متبادل بين الأرض والنفس.
الوطن ليست مجرد كلمة أو حروف، الوطن انتماء .. حب .. وفاء .. عطاء، الوطن حروف ذهبية لا تقدر بثمن، الوطن ليست كلمة .. الوطن ليس فقط شعار .. الوطن ولاء وأرض وعرض، الوطن الأم التي تأوي أبناءه وتحتضنهم وترعاهم، الوطن تدافع عنه بالأرواح.
حب الوطن ليس شعارات ترفع ولكن أفعال تطبق؛ احترام النظام؛ المحافظة على الممتلكات العامة؛ الوطن وحبه لا يختزل بيوم أو مناسبة الحب ممارسته طوال العام بالعمل والإخلاص؛ الأفعال أقوى من الأقوال في تربية الأبناء والأجيال لكيفية تعزيز حب الوطن.
اسأل من فقد وطنه تجده كاليتيم فقد أبويه يشعر بالغربة؛ ستجد الحنين في ملامح وجهه في شعوره الداخلي؛ إن تحدث عن وطنه تجد الغصة وفيها قصة؛ حب الوطن ليس شعارات براقة وخطابات رنانة؛ الوطن تضحية وعمل وجد واجتهاد وإخلاص لبنائه بالعزيمة والتفاني للحفاظ عليه، الوطن هو الأمان والسلام والأمل والشرف والملاذ، الوطن أمانة للمحافظة عليه من العابثين والفاسدين والحاقدين؛ الوطن المحافظة على مكتسباته، الوطن ليست حروف وأقوال ولكن عمل وأفعال.
موقف أشرف خلق الله النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – يخاطب مكة المكرمة مودعاً قال: (ما أطيبك من بلد وأحبك إلي! ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك) قالها بلهجة حزينة مليئة أسفا وحنيناً وحسرةً وشوقاً – مخاطباً إياها: (ما أطيبك من بلد!).
وعندما هاجر إلى المدينة واستوطنها ألفها بل كان يدعو الله أن يرزقه حبها (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، (فهو يدعو الله بأن يرزقه حب المدينة أشد من حبه لمكة لاستشعاره بأنها أصحب بلده ووطنه التي يحن إليها ويسر عندما يرى معالمه التي تدل على قربوصوله إليها، ومثلما دعا بحبها فقد دعى لها كما (اللهم اجعل بالمدينة ضِعفي ماجعلت بمكة من البركة).
الرسول الكريم قدم أجمل صورة وأصدق المعاني في حب الوطن.
••
عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة
Twitter: @aziz_alduwaisan