انتعاش أداء سوق عقارات منافذ التجزئة في المملكة في ظل تفضيل بعض المستهلكين “للتجربة المادية”
أصدرت جيه إل إل، شركة الاستشارات والاستثمارات العقارية الرائدة عالمياً، أحدث تقرير لها بعنوان “أداء سوق العقارات في المملكة العربية السعودية” والذي أشار إلى أن أسواق عقارات منافذ التجزئة في المملكة العربية السعودية شهدت معدلات إقبال أعلى في مراكز التسوق ومنافذ البيع على الرغم من التحديات التي فرضتها الجائحة.
وكان البنك المركزي السعودي قد أعلن في وقت سابق أن معاملات نقاط البيع قد شهدت ارتفاعاً خلال الأسابيع القليلة الماضية وتضاعفت تقريباً مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث سجلت معاملات نقاط البيع ارتفاعاً بنسبة 72% لتصل إلى 40.3 مليار ريال سعودي في مايو 2021، مقارنةً بقيمتها البالغة 23 مليار ريال سعودي في مايو 2020. وأظهرت البيانات أيضاً إتمام 407 مليون معاملة إجمالاً في مايو 2021، بزيادة قدرها 155% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وبحسب تقرير جيه إل إل، يشير الاتجاه إلى أنه على الرغم من التغيير في سلوك المستهلك والتحول إلى التجارة الإلكترونية، إلا أن العديد من العملاء يفضلون “التجربة المادية”.
وفي تعليقه على التقرير، قال عبدالله الشبانات، مدير الأبحاث في المملكة العربية السعودية لدى شركة جيه إل إل: “يشير معدل الإقبال الكبير في مراكز التسوق ومنافذ التجزئة إلى انتعاش اقتصادي قوي قد ينعكس على الأداء، ويسعى العديد من تجار التجزئة السعوديين إلى تبني نماذج أعمال مختلطة لتلبية الطلب المتزايد على التواجد عبر الإنترنت من خلال إضافة مراكز لتجهيز الطلبات وتعزيز تجربة العملاء الرقمية.
وأضاف الشبانات: “بالنظر للفترة المقبلة، وبهدف الحفاظ على أداء تجارة التجزئة التقليدية، سيستمر المعروض في التركيز على تجربة العملاء، ومن المحتمل أن نشهد عدداً متزايداً من التطورات الفريدة في نمط الحياة ورقمنة المتاجر لإثراء التجربة بشكل عام.”
ويشير التقرير إلى أنه من المتوقع أن يظل سوق منافذ التجزئة مواتياً للمستأجرين، وفي ظل الكم الهائل من معروض منافذ التجزئة المتوقع إنجازه خلال السنوات القليلة المقبلة، بما في ذلك الرياض أفينيو ومول السعودية في الرياض، من المرجح أن يستمر الضغط على الأداء خلال الفترة المتبقية من عام 2021.
وشهد قطاع المساحات الإدارية خلال الربع الثاني من عام 2021 تسليم 7900 متراً مربعاً من إجمالي المساحات الإدارية القابلة للتأجير في جميع أنحاء المملكة. واستمر الطلب على المساحات الإدارية عالية الجودة من الفئة “أ” في التحسن خلال الربع الثاني، وتحديداً في الرياض، وكان قطاع الرعاية الصحية/ الأدوية هو الأكثر نشاطاً بين الشركات الشاغلة للمساحات. وبالإضافة إلى ذلك، لا يزال الطلب من القطاع الحكومي قوياً، مع تفضيل المباني الكبيرة المستقلة الواقعة في شمال الرياض، إذ تعتبر هذه المنطقة القبلة الجديدة التي تنتقل الشركات إليها. وبالنظر إلى المرحلة القادمة، من المتوقع أن يظل الطلب على المساحات الإدارية قوياً، حيث تفكر العديد من الشركات متعددة الجنسيات في نقل مكاتبهم الإقليمية إلى المملكة العربية السعودية بسبب الحوافز التي تقدمها الحكومة.
وعلى صعيد قطاع الوحدات السكنية، سجلت القروض العقارية، زيادة سنوية بنسبة 48٪، بقيمة إجمالية 71.4 مليار ريال سعودي، خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2021، وفقاً للبنك المركزي السعودي، مدفوعاً بالدعم الحكومي القوي إلى جانب أسعار الفائدة المنخفضة. وحافظت أعمال البناء والتشييد في سوق الوحدات السكنية على نشاطها إلى حد ما، حيث تم تسليم العديد من المشاريع في جميع أنحاء المدن الرئيسية، بعدد بلغ حوالي 26500 وحدة خلال النصف الأول من العام.
ومن ناحية أخرى، من المتوقع أن يشهد قطاع الضيافة والفنادق زيادة في الطلب على السياحة الداخلية مع إطلاق برنامج الصيف السعودي “صيفنا على جوك” الذي يهدف إلى جذب السياح إلى وجهات تتنوع ما بين شواطئ ومناطق جبلية باردة. ومن المتوقع أيضاً أن تعود المواسم الترفيهية السعودية بفعاليات أكثر من أي وقت مضى، بدءاً من موسم الرياض خلال الربع الأخير من عام 2021.