قلم الإرادة

حريتي هي حرية المختلف

‎أنا لست طبيبة ولا عالمة أوبئة، أنا أتكلم عن الحرية الشخصية، لست مع نظام المؤامرة وأن وراء هذا الوباء الماسونية أو ما يسمى‏ حكومة جديدة للعالم للسيطرة على البشر وأن هناك عالم جديد، أكرر أنا لست مع كل ذلك وأرفض انتشار الشائعات وغياب ثقافة التطعيم ‏إذ أنا هنا مع حرية الإنسان أينما وجد، حريته في الاختيار التي كفلها له الدستور الكويتي، كفل لنا هذه الحرية لأنها تعطينا الأمان بدون تدخل الآخرين في حياة الإنسان، ‏وأجد الكثير انقسموا إلى فريقين فريق مع وفريق ضد التطعيم، أتفق مع الفريق الأول فهو مقتنع بمأمونية التطعيم ولديه أسبابه وقناعاته وارتياحه لأخذه؛ بل أتمنى الاستعجال بتوفير الكمية الكافية لتلقّيه الجرعة الثانية حيث أن هناك الكثير فانتظار استكمال جرعات بروتوكول التطعيم كاملة، كما وأتفق أيضاً مع الفريق الثاني هم أيضاً لديهم ما يكفيهم من أدلة و دراسات مصدرها علماء وأطباء أيضاً تؤكد لهم عدم مأمونية التطعيم في الوقت الراهن وأن الدراسات على التطعيم لم تستوفي المدة الكافية للوصول للنتائج المؤكدة، أحقية كل فرد في اختيار ما يدخل جسده مكفولة من باب المنطق والإنسانية التي عهدناها بدولة الإنسانية، مثلاً الشخص النباتي مقتنع اقتناع قاطع أن أكل اللحوم مضر ويرد عليه آكل اللحوم أن أجسادنا تحتاج إلى بروتينات من مصادر حيوانية! كلاهما حر و كلاهما لديه مرجعه العلمي الذي يؤمن فيه، كذلك مرضى السرطان هناك فئة قد رفضت أخذ العلاج الكيميائي وقررت تسليم الأمر للظروف والقضاء والقدر بينما يوجد فئة كبيرة تتقبل الأعراض الجانبية لهذا العلاج إيماناً منها أنه الأنسب لحالتها، كلاهما حر في قراره لأن الأمر يخص جسده! لن أخوض في مأمونية التطعيم من عدم مأمونيته فهذا سجال يطول إلى “يوم القيامة” لا يختلف كثيراً عن سجالات اختلاف القناعات بالأديان والمذاهب والنظريات العلمية فلكل دين و مذهب و نظرية مؤيد ومعارض والحرية مكفولة للطرفين واحترام المختلف واجب بل دلالة على الرُقي و الوعي العالي.

أختم كلامي بقصيدة نيمولر:

في ألمانيا أولاً، جاءوا للشيوعيين لم أبال لأنني لست شيوعياً، وعندما اضطهدوا اليهود لم أبال لأنني لست يهودياً، ثم عندما اضطهدوا النقابات العمالية لم أبال لأني لم أكن نقابياً .. بعدها عندما اضطهدوا الكاثوليك لم أبال لأني بروتستنتي .. وعندما اضطهدوني أنا .. لم يبق أحد حينها ليدافع عني.

لذلك أتمنى من الجميع احترام الرأي الآخر والمطالبة بحرية المختلف؛ لأن يمكن تدور الدوائر وتنجبرون على شيء مو مقتنعين فيه وما تلاقون أحد يدافع عن حرياتكم.

••

أنوار المتروك – كاتبة في صحيفة الإرادة