نتائج ومتغيّرات
عام اكتست أيامه بالغرابة وتكحلت لياليه بالذهول، احتل ما يسمى بالمستحيل حدائق الواقع وأصبحت الدهشة تستوطن نوافذ مشاعرنا فتشجر الخوف في مستقبل توقعاتنا إلا إلى أين المصير؟
محاولات فاشلة في استنباط المفهوم من صورة مبهمة لا نراها بوضوح بسبب فاجعة المفاجئة، ما يحدث يذكرني في قصة واقعية كتبت بتصرف بواسطة قلم الخيال سردتها لنا عدة كتب، تقول القصة بفلسفة بوح الخيال قرية جميلة وأُناس متفاهمون فجأة وبدون سابق إنذار تخرج فئران تملأ الشوارع والبيوت ويضجر منها الناس يضع حاكم البلدة هدية ثمينة لمن يخلصهم من الفئران، تكثر المحاولات بالتخلص من جيش الفئران لكن دون جدوى!
فجأة يخرج شاب غريب يتجول بالمدينة وهو يعزف على مزمار بفمه ويسير خارج القرية وكل الفئران تتبعه كأنها مسحورة، حتى وصل النهر وأوحى إلى الفئران أن ترمي بنفسها للنهر ففعلت وتخلص من جميع الفئران بالنهر ثم رجع إلى القرية لكي يحصل على جائزته ولكن تجاهلوه ورفضوا إعطائه الجائزه ولم يبالوا بأمره فتركهم
ثم عاد لينتقم!
لحظة….
فاصل قصير ثم نعود للقصة:
ماذا بإمكانها أن تصنع كرة الثلج؟
لا شك أن منبع الطاعون هي الجرذان ولكن كيف شعور أول شخص يكون السبب في نقله إلى ملايين البشر؟
متى ما استدرك الأمر انقطع.
أي كرة ثلج تُهمل تكبر حتى تحطم كل من يقف أمامها إلا إذا وقف الجميع لتحطيمها، لكل حدث نتائج ولكل نتائج متغيرات ولكل متغيرات عالم جديد، فيروس بسيط يقلب موازين الأمور ويجعل الإنسان في حيرة بين أهمية صحته وسلامة اقتصاده، إلا أن التردد والولوج في دهاليز هذه الحيرة وما ينعكس عليها من قرارات سوف تنجب من رحم هذه المعاناة عالم جديد ذو متغيرات مختلفة.
نرجع لقصة صاحب المزمار كيف انتقم من القرية
في يوم من الأيام وفي غفلة من الأهالي تجول الفتى الغريب وهو يعزف بمزماره بنغم ساحر جذاب ولكن هذه المره لم تتبعه الفئران بل اتبعه كل أطفال القرية وساروا خلفه حتى اختفى بذلك الجبل البعيد واختفوا الأطفال معه
كان درس قاسي لا ينسى لأصحاب القرية.
تريد أن تخبرنا القصة بذلك الوباء الذي أُهمل فكانت نتائجه أرواح أطفال القرية.
ما نلاحظه اليوم حيرة العقول بين نظرية المؤامرة وعفوية الحدث ونشوب معارك فكرية بين هذا وذاك في ساحات الآراء، نحن في خضم حدثين أو بالأصح ضررين الأول الوباء وتهديده لحياة البشر، والضرر الثاني العاصفة الاقتصادية الناجمة عن هذا الوباء، لا شك أن الماضي سوف يرحل ويأخذ حاضرنا كذكريات راحلة معه.
ولكن..
وسؤالي الفكري كيف سوف تتصرف الرأسمالية مع هذه العاصفة بعد زوال وانحسار هذا الوباء؟ هل سوف تعالج جراحها وتستغل الفرصة في علاج ذلك التضخم الذي أصاب كبدها أم سوف يُعتبر ما حدث دخولها في نوبة سريرية تحتضر فيها آخر أنفاسها؟!
دمتم بود.
••
فريح محمد الرويلي – كاتب في صحيفة الإرادة
Twitter: @foraihalrowaily