قطر .. سياحة ورياضة
قطر شهدت تحولات ضخمة خلال سنوات قليلة وخطوات سريعة وثابتة ورؤية ثاقبة لمتطلبات الحاضر وتطلعات المستقبل، لقد حققت قطرنهضة حضارية وقفزة نوعية وتحولت إلى دولة عصرية وتحولات جذرية على مختلف الأصعدة، ولها رؤية شاملة للتنمية لدولة قطر “رؤية قطر الوطنية 2030″، وذلك باعتبار التنمية الشاملة هي الهدف الأساسي لتحقيق التقدم والازدهار للمواطنين حيث تهدف رؤية قطر 2030 إلى تحويل قطر إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وعلى تأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلاً بعد جيل.
ومطار حمد الدولي الذي يعكس واجهة ورؤية البلد أحد أفضل المطارات بالعالم وبمثابة بوابة قطر إلى العالم حيث الابتكار والجمال، والخطوط القطرية التي تحلق عالياً في سماء العالم والتميز كأحد أفضل خطوط الطيران بالعالم، وعند الخروج من المطار تشاهد أعمدة إنارة الكهرباء الملونة عليها كلمات وأشعار للدولة أعطت للشارع رونق وجمال، والمباني التي تجمع الحداثة والأصالة والتراث وعلى الرغم من التطور السريع يبقى المحافظة على التراث هو الأصل (اللي ماله أول ماله تالي)، مزيج جميل بين الحداثة والقدم يتعانقون مع ناطحات السحاب في العاصمة الدوحة ومع الكورنيش الجميل المرتب النظيف مع وجود المراكب الخشبية وأخذ جولة بحرية، والمطل على الكورنيش تشاهد البناء الشامخ وجوهر الفن الإسلامي الذي يتميز بالدقة والإبداع والجمال هو متحف الفن الإسلامي، وجانب آخر متحف قطر (وردة الصحراء) متحف يروي ماضي البلاد وحاضرها وتراثها، المتحف يشكل لوحة فنية على شكل الزهور الصخرية تحت الرمال.
الزيارة الأخيرة إلى قطر لحضور نهائي مونديال الأندية الذي جمع بين ليفربول وفلامنجو البرازيلي وتوج ليفربول بلقبه الأول بمونديال الأندية بالفوز بهدف نظيف بعد التمديد لأوقات إضافية، كانت أجواء مفعمة بالحيوية والرياضة والحماس وتزامنت البطولة مع اليوم الوطني القطري أعطت صبغة احتفالية وجمالية للحدث المونديالي، سوق واقف مقصد السياحة والتاريخ وربط الماضي والحاضر الذي يعج بالسواح وحضورالجمهور البرازيلي هو فاكهة مونديال الدوحة وإعجابهم ولبسهم اللباس الخليجي الغترة والعقال وتذوقهم واستمتاعهم بالأكلات الشعبية، وكرة القدم أكبر من مجرد رياضة فرصة ذهبية لتعريف العالم بعاداتنا وثقافتنا وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف بعيداً عن الصورة النمطية التي تشكلت عن العرب، ازدادت المولات التجارية في أنحاء الدولة، الحزم مول عنوان السياحة الفاخرة، مشروع اللؤلؤة جمال من نوع آخر، مشيرب قلب الدوحة ووجهتها الجديدة.
قطر اتجهت وانتهجت الرياضة وهي (قوة ناعمة) وتأثيرها الكبير وانتشارها الواسع، وتنظيمها للعديد من المسابقات والاحداث الرياضية المتنوعة على الصعيد الخليجي أو العربي أو الإقليمي أو العالمي التي ساهمت في تسويق الدولة، وحصولها على استضافة مونديال 2022 هو المونديال الأول الذي سيقام في الشرق الأوسط، واستضافة المونديال ليس نهاية الاستضافات أو الأحداث قطر أكدت على إنها ستتقدم لاستضافة الأولمبياد الصيفي ولكن لم يحدد بعد وليس قبل أولمبياد 2032 خاصة إن تم اختيار الاستضافة على طوكيو 2020، باريس 2024، لوس انجلوس 2028.
الالتزام بالقانون والاهتمام بالمرافق السياحية والنظافة هو العنوان البارز والملاحظ في البلد، تجربة المترو (ريل) وحضور نهائي مونديال الأندية، دقة في التنظيم، انسيابية وسرعة دخول وخروج الجمهور من الملعب، أينما ألتفت تجد من سيساعدك ويرشدك، عند المترو ممرات خاصة للعوائل، أمسية جميلة ستبقى في الذاكرة، منذ 2010 كانت هي البداية والزيارة الأولى للدوحة ثم توالت الزيارات خلال هذه السنوات، عمل سريع لا ينقطع نحو المستقبل، صوت الرافعات وهدير المحركات على مدار الساعة هو لحن التطور والحداثة في قطر، تعتز بماضيها، تعمل لحاضرها، تستعد لمستقبلها.
••
عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @aziz_alduwaisan