قلم الإرادة

العلاقات السعودية – الروسية

كان الاتحاد السوفيتي (روسيا) أول دولة تعترف بسيطرة الملك عبد العزيز على الحجاز، وإثر توحيد المملكة العربية السعودية أقام الاتحاد السوفيتي علاقات دبلوماسية، وتعتبر أول زيارة سعودية رسمية إلى روسيا في عام 1932م للأمير فيصل بن عبد العزيز زارها بتوجيه من الملك عبد العزيز، وقد رحب الزعماء السوفيت وناقشوا معه العديد من القضايا، إلا أن العلاقات الودية بين البلدين لم تدم طويلاً، وفي عام 1938م استدعت الحكومة السوفيتية بعثتها الدبلوماسية في جدة، وظلت العلاقات بين البلدين راكدة منذ ذلك التاريخ في ظل اختلاف التوجهات الأيدولوجية والفكرية بين البلدين.

وفي 17 سبتمبر 1990 وقّع الاتحاد السوفياتي والمملكة العربية السعودية اتفاقية متعلقة بتبادل بعثتين دبلوماسيتين على مستوى السفراء، إلا أن العلاقات ظلت فاترة
بعد وصول الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إلى الحكم شهدت العلاقات تحسناً كبيراً، وفي نوفمبر 2003 قام الملك عبد الله – عندما كان ولياً للعهد – بزيارة رسمية إلى موسكو، وتم خلال الزيارة التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات لتطوير علاقات التعاون الثنائية، ومن ضمنها اتفاقيات في مجال النفط والغاز ومجال العلم والتكنولوجيا.

وفي فبراير 2007 قام الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”  بزيارة إلى السعودية كأول زعيم روسي يقوم بهذه الزيارة، وتم خلال هذه الزيارة التوقيع على اتفاقية ثنائية في مجال الاتصالات الجوية ومعاهدة تفادي دفع الضريبة المزدوجة على المداخيل ورؤوس الأموال، وعدة اتفاقيات في مجال الثقافة وتبادل المعلومات والتعاون المصرفي.

وإثر ذلك شهدت العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً دعمتها الشراكة الدولية التي جمعتهما في مجموعة العشرين التي تضم 20 دولة من أقوى اقتصادات العالم؛ إذ حرص البلدان على استثمارها في إجراء المزيد من التشاور نحو الارتقاء بالعلاقات المتبادلة.

وفي 4 أكتوبر 2017 قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بزيارة رسمية لروسيا استجابة لدعوة الرئيس بوتين، وبداية انطلاق أعمال منتدى الاستثمار السعودي الروسي الأول، كما أعلنت الشركة السعودية للصناعات العسكرية عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة «روزوبورن إكسبورت» للصناعات العسكرية، وتعنى بشكل رئيسي بتصنيع أسلحة نوعية ومتقدمة جداً في المملكة بما يحقق أهداف رؤية المملكة 2030، وعلى هامش الزيارة أيضاً وقع رئيس أرامكو السعودية خمس مذكرات تفاهم مع كبرى شركات الطاقة الروسية، وإثر ذلك شهدت العلاقات الاقتصادية قفزات كبيرة، الأمر الذي أدى إلى نمو التبادل التجاري بين البلدين، ووصل إلى ما يقرب من 13 مليار دولار.

وشهد شهر أكتوبر(تشرين الأول) الماضي- زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المملكة العربية السعودية، والتى وصفتها الصحف الروسية بالتاريخية، وخلال المباحثات الرسمية بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس بوتين، أعرب الطرفان عن تطلعهما لزيادة الفرص الاستثمارية والتجارية من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات خصوصاً في مجال الطاقة.

ومن المنتظر أن تسفر هذه الزيارة عن تعزيز التعاون الاقتصادية بين البلدين، وزيادة التعاون العسكري التقني بين روسيا والمملكة العربية السعودية، الذي لا يزال في مراحله الأولى، ولكنه يمثل اتجاها واعداً لتعزيز العلاقات بين الدولتين.

••

شباب عبد الله الهاجري – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

Twitter: @ALrashedshbabb

مقالات ذات صلة