في لقاء خاص | الشاعر السياسي حماد النومسي: وجهت رسالة مباشرة للحكومة اعتراضاً على سماحها للغزو الأميركي للعراق!
ـ الشعر السياسي ليس مدح ولا ثناء ولا قدح ولا هجاء؛ الشعر السياسي هو وجهة نظر سياسية.
ـ وجهت رسالة مباشرة للحكومة اعتراضاً على سماحها للغزو الأميركي للعراق!
ـ الانتقاد لابد أن يكون على أساس منهجي.
ـ لا يوجد فارس لا يعشق.. أو لا يوجد قائد سياسي الغزل جزء مهم في تكوينه وحياته.
ـ أنا موجود في الغزل.. ولكن نشر الغزل يحتاج ظروف وتوقيت مناسب.
ـ الهوية يجب أن تكون مركبة ولا تجزأ.. فالهوية يتدخل بها الدين والعرق والثقافة.
ـ “الإرادة” تمشي بخطى واثقة وجميلة ومحايدة وليس عليها أي اعتراض؛ خطاها يراها البعض بطيئة وأنا أراها واثقة.
الشاعر “حماد النومسي” ويسمى بشاعر الحراك وكذلك عضو حركة كافي سابقاً وعضو مؤسس لشباب 16 سبتمبر وكذلك الرئيس التأسيسي السابق لحدم وأمين سر اللجنة التنسيقية للحراك الشعبي السابق.. قامت صحيفة الإرادة بإجراء لقاء معه يخص الأمور السياسية والشعرية، وجاء كالتالي:
*هناك تساؤلات لدى الشباب الذين يعرفونك.. نراك مبتعداً عن الشعر ومتوجه بشكل تام للسياسة.. تعليقك على هذا الكلام؟
ـ لم أبتعد عن الشعر!
*هذا ما يقال وما تم إبلاغي به من المقربين منك.. والأمانة تحتم علي نقل هذا السؤال لك في اللقاء؟
ـ سأوطئ للإجابة.. الشعر أساساً هو فكر، وهو وجهة نظر، ومتى ما كان الإنسان لديه فكر معين أو وجهة نظر معينة فلا يقف.
*قد يقصدون بذلك الشباب شعر الغزل.. أي أنك متجه لشعر الغزل أكثر من شعر السياسة؟
ـ هنا نقلة أخرى وفهم آخر للسؤال.. إذا كنت تقصد لماذا أدخلت الشعر للسياسة أو أقحمته فلذلك جواب آخر…
*هل أنت فعلاً أقحمت الشعر بالسياسة؟
ـ هذا الذي يردد الآن، وبذلك جانب من الحقيقة؛ لأنك عندما ترى الحراك الشعبي في الكويت بما بعد التحرير على الأقل لم يكن للشعر دور، فأنا تحملت على مسؤوليتي…
*لكن كانت هناك قصائد تدعو للوحدة الوطنية، وكذلك قصائد من كويتيين وسعوديين أيضاً يؤكدون فيها ويرسخون بها سيادة الكويت؟
ـ الشعر الوطني أو القصائد الوطنية تختلف، الشعر السياسي غير…
*ما هو الاختلاف؟
ـ الشعر السياسي ليس مدح ولا ثناء ولا قدح ولا هجاء؛ الشعر السياسي هو وجهة نظر سياسية، هو فكر سياسي، هو تحليل وقراءة سياسية للواقع السياسي، هو تشريح للمشهد السياسي، هو تحليل سياسي، وهذا لم يكن موجوداً، وأنا أزعم بأنني الوحيد في الكويت بهذا الاتجاه، قد يكون هناك شعر حماسي لكن سياسي لا أعتقد.
*لهذا لقبوك بشاعر الحراك؟
ـ لا.. شاعر الحراك وإن كنت لا أعترف بالمسميات ولكن شاعر الحراك لأن منذ بداية الحراك وأنا كنت أشيل الشيلات وقد كنت مضطراً، فلا توجد مسيرة صامتة ومسكت بزمام الأمور.
*يعني منذ تلك اللحظة بدأت انطلاقتك الشعرية السياسية نستطيع القول؟
ـ لا.. سأكمل لك الإجابة ثم أعود.. كانت لي مسؤولية تشجيع الشباب الآخرين للدخول في هذا المجال والمعترك، انتهينا من شعر مدح الشيخ والتاجر.
*والغزل؟
ـ لا الغزل مختلف.. ولكن أتحدث عن شعر تقديس الأشخاص أو سب بعض الأشخاص لصالح أشخاص آخرين!
*البعض يقول بأن المدح قد يكون لشخص مستحق، وقد لا يكون لشيخ بل لمواطن بسيط أو شخص ليس لديه أي منصب، وقد يكون الثناء لمعزة هذا الشخص؟
ـ لا شك أنا لا أقول بالكلية؛ ولكن لا تسميه شعر سياسي ولا تجعله من أدوات السياسة؛ الاعتراض بأن هذا الشعر أصبح من ضمن المشهد السياسي.. حاولوا تلويث المشهد السياسي بذلك.
*نريد أن نكون صريحين في اللقاء ونتعمق معك بأسئلة مهمة.. الكثير أيضاً حملوني هذه الرسالة.. الأستاذ حماد النومسي كان عضواً في كافي ثم من ضمن مؤسسي 16 سبتمبر وكذلك الرئيس التأسيسي السابق لحدم.. ودائماً نلاحظ السابق.. ما هي أسباب خروجك من كل هذه الحركات السياسية والتيارات السياسية.. هل هو حب البروز أم الإيمان بمبادئ معينة؟
ـ الأسباب مختلفة..
*نريد التوضيح للإرادة؟
ـ قبل الإجابة أريد الإجابة على سؤال هل بدأ معك الشعر السياسي ثم أعود لهذا السؤال حتى أعطيك نقطة حصرية بعد ذلك.. الذي لا يعرفونه أغلب الناس بأني من 1989م لغاية 2002م وأنا عسكري، ولم أستطع حينها أن أردد الشعر السياسي الداخلي فاتجهت بتلك الفترة إلى الشأن العربي وكان ذلك بالنت باسم مستعار باسم “نديم الود”، لكن بعد أن تحررنا من العسكرية وجهت رسالة مباشرة للحكومة اعتراضاً على سماحها للغزو الأميركي للعراق!
*أسباب خروجك من الحركات هل لإقصائك أم مشاكلك ومشاكستك الدائمة أم هناك أسباب أخرى؟
ـ الأسباب تختلف؛ بالنسبة لكافي فهي حُلّت من أجل تأسيس حدم فهذه لم أخرج منها، أما تجمع 16 سبتمبر فكان لفترة معينة وانفض، أما بالنسبة لحدم فأنا ما زلت حدمي، ولكن تنظيمياً فقط أنا خارج حدم لأمور خاصة فيني أنا.. استقلالية.
*هل تدلي لنا ببعض التصاريح الخاصة حول هذا الموضوع؟
ـ لا شيء هو مجرد بيان نشرته عن استقالتي لحدم وشرحت الأسباب الحقيقية به، بالعكس وحدم ندعمهم دائماً، وهم لا زالوا على نفس أفكارنا.
*إذن لا يوجد أي خلاف داخلي في حدم؟
ـ لا لا.. أنا مشارك بصياغة أفكار الحركة وتمثلني؛ التنسيقية هل هي موجودة؟ أنا عندما رأيت بعدم استمرارها وحذرت من داخلها أكثر من مرة وقلت إذا لم نقدم شيء سأقدم استقالتي، ويبقون إخوة محترمين ولهم ثقلهم السياسي، ومتى ما كان هناك شيئاً يجمعنا فأنا معهم قلباً وقالباً.
*نرى من بعض شباب الحراك انتقادات شاسعة لمعتلين المناصب الذين يضعون معرفات في تويتر تدار من إدارتهم الخاصة بهم.. نرى في الآونة الأخيرة الشاعر حماد النومسي افتتح معرف خاصة لمكتبه الإعلامي ويدار من جهة خاصة.. هل ترى بأن هذه الخطوة صحيحة؟
ـ أنا على المستوى الشخصي أسعدتني.. فهو كأرشيف أشكر من قام به.
*طيب انتقاد البعض لمن يقوم بهذه الحركة.. ما تعقيبك عليه؟
ـ الانتقاد لابد أن يكون على أساس منهجي.. من يفعل ذلك لم يقوم بأمر خاطئ.
*إذن أنت ترى هذا الأمر مقبول؟
ـ أعطني الخطأ لكي أقول لك هذا خطأ.. ليس لدي أي مشكلة!
*أقرب إلى قلبك شعر الغزل أم السياسة؟
ـ يقولون دائماً لا يوجد فارس لا يعشق.. أو لا يوجد قائد سياسي الغزل جزء مهم في تكوينه وحياته.. الغزل قريب جداً إلى القلب ولكن يحتاج لبيئة وظروف معينة.
*واضح من هذا الكلام بأنك ستعود لشعر الغزل في يوم ما؟
ـ أنا موجود في الغزل.. ولكن نشر الغزل يحتاج ظروف وتوقيت مناسب.
*ألديك فكرة إنشاء موقع إلكتروني يكون خاص بك لعرض آخر قصائدك كما يفعل بقية الشعراء؟
ـ لا أجد بأنه مهم جداً؛ ففي عالم اليوتيوب وتويتر لا أحتاجه.
*أبرز الشعراء على مستوى الوطن العربي.. أو أبرز شاعر بالتحديد؟
ـ مظفر النواب.
*إذن أنت من عشاقه؟
ـ لست من عشاقه ولكني أحب الاستماع لقصائده.
*ما هو جديدك على الساحتين السياسية والشعرية؟
ـ آخر شيء هو الأمسية السياسية بديوان البلهان.
*نلاحظ ظهور الخط العروبي في شخص الشاعر حماد النومسي بالرغم من اندثار هذا الخط خصوصاً بعد غزو الكويت.. هل ترى بأن القومية العربية قادمة بصحوة جديدة في الكويت؟
ـ الهوية يجب أن تكون مركبة ولا تجزأ.. فالهوية يتدخل بها الدين والعرق والثقافة.. فنحن هويتنا الإسلامية أو العربية أكون بها، قد تكون هناك قضية عربية منفصلة فيراني البعض عروبي، وقد تكون إسلامية منفصله ويراني البعض إسلامي أو “إخونجياً”.
*البعض يراك اشتراكياً أيضاً.. أين تضع نفسك؟
ـ شخصيتك دائماً مركبة لا تستطيع أن تكون أحادي.
*إذن نستطيع القول بأن اشتراكي عروبي؟
ـ لا لا.
*لأن الاشتراكية والقومية تساوي حزب البعث العربي؟
ـ لا.. حزب البعث نكلنا به بقصائد موثقة.
*كلمة أخيرة توجهها لمشاهدينك عبر قناة وصحيفة الإرادة الإلكترونية؟
ـ الإرادة هذا الاسم الجميل لصاحبها الجميل محمد العراده؛ أنا تابعت بدايتها منذ كافي وأراها تمشي بخطى واثقة وجميلة ومحايدة وليس عليها أي اعتراض؛ خطاها يراها البعض بطيئة وأنا أراها واثقة.
*نريد سماع كلمتك للجمهور كذلك؟
ـ الحرية لا تتجزأ؛ فالشعب الذي يسعى للديمقراطية يجب أن يسعى لديمقراطية حقيقية، والشعوب لا تطلب حقوقها إنما تنتزع حقوقها في إطار الشرعية والأمور السلمية المشروعة والمكفولة من الدستور المحلي ومن المعاهدات الدولية التي صادقت عليها الدولة.
**
حساب الشاعر حماد النومسي في تويتر:
Twitter: @hammad_alnomsy