قلم الإرادة

قرار إلغاء إشهار الأندية.. قتل لطموحات شبابنا!

شهدت الساحة الرياضية مؤخراً تخبطاً إدارياً صارخ تمثل في اتخاذ قرار غير مدروس باعتبار إشهار عدد 24 نادي من النوادي الرياضية كأن لم يكن عبر القرار الوزاري بإلغاء إشهارها رقم 71 لسنة 2023 بإلغاء إشهارها!

يأتِ ذلك في الوقت الذي تتسارع فيه دول العالم إلى إشغال الشباب بما يفيدهم صحياً مما ينعكس على بلادهم الذي يحتاج لاستقرارهم النفسي والبدني.

للأسف تفاجأنا بصدور قرار غير مدروس من رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة ووزير الدولة لشؤون الشباب محمد العيبان باعتبار إشهار 24 نادياً كأن لم يكن دون أي اعتبار لخطط وطموحات شبابنا (لاعبين ولاعبات) وفيهم من تتحدث عنه إنجازاته على المستوى الخليجي أو حتى دوليا تزامناً مع وجود رأي واضح من إدارة الفتوى والتشريع بعدم جواز اعتبار إشهار هذه النوادي كأن لم يكن.

فمن ناحية قانونية فإن هذه القرارات جاءت مشوبة وتخل بالصالح العام بل تعد تدخلا غير مبرر ومعارض لاستقلالية مجالس إدارة الأندية خاصة بعد تحصّن مراكزهم القانونية، ونذهب إلى أبعد من ذلك بأن هذا القرار يُهدد بصورة مباشرة الرياضة الكويتية عبر إيقافها من جديد وتعيدنا إلى المربع الأول ودوامة الخطابات الدولية طويلة المدى وهذا كله على حساب أحلام وآمال الشباب وسمعة الدولة خارجياً.

فكان لزاماً على الهيئة العامة للرياضة في حال وجود أي ملاحظات أن توجّه وتخطر إدارة هذه الأندية إلى ما يجب فعله بدل من هذه القفزة وتصدير قرار صادم ومجحف.

في ظل وجود رأي واضح وصريح من الفتوى والتشريع بحق الأندية في الوجود وعدم أحقية هيئة الرياضة في إلغائها.

والأدهى والأمر هو أن القرار قد استند على فقدان الأندية بحسب ما جاء فيه لبعض شروط التسجيل والإشهار الواردة بالمادتين (3) و (11) من قانون الرياضة رقم 87 لسنة 2017م دون بحث وتمحيص أو فهم حتى من جهة الإدارة لمؤدى تلك المواد والاشترطات الواردة فيها حيث أن الغالبية العظمى من هذه الأندية ذاتية الاعتماد ذاتي (عن طريق الرُعاة ومصادر دخل خاصة بأنشطتها المنوعة) بالإضافة إلى وحودهم الفعلي عن طريق مشاركتها في محافل محلية ودولية، ولديها مقار إدارية مُعلنة للجميع وصالات تدريب ومواقع تخدم منتسبيها من إداريين ولاعبين ولاعبات، وما يؤكد ذلك صدور قرار السيد مدير الهيئة بالحجز على موجودات الأندية وهو ما يناقض ما جاء في قرار الإلغاء بأنه لا يوجد مقر لتلك الأندية!

بل أشاد السيد الوزير ذاته في استضافته بعض الأندية التي بادرت ونجحت في استقطاب بطولات لها تحظى باهتمام عالمي!

وبدلاً من تقديم الدعم المعنوي نجد الوزير في قراره هذا أربك لاعبينا ولاعباتنا خاصة وأن هناك دورات داخلية وخارجية تطرق الأبواب والتي تعشمنا من خلالها بتحقيق انتصارات وجلب مراكز متقدمة وميداليات للشباب الكويتي المعروف بتألقه في كل الميادين رغم ندرة الدعم وترك الأندية بهذا القرار أمام معضلة الجزاءات أو الغرامات المترتبة على العقود الموقعة مع الرعاة الرسميين الداعمين.

**

بدر الحسيني – محامي