قلم الإرادة

المنتحرون والخونة

حتى أنت يا بيتروس؟!

عبارة شهيرة قالها الإمبراطور الروماني “سيزر” عندما غدروا به وتلقى الطعنات من أعدائه وكانت أصعب وأقسى طعنة هي من بيتروس إبنه بالتبني الذي يحبه ولم يرد له طلب أبداً.

إن أصعب اللحظات والمواقف التي تقتل الروح قبل الجسد هي لحظة الغدر والخيانة وأقساها عندما تكون في من نضع كل الثقة والتقدير والحب والعطاء لهم، عندما تسلم وتوكل كل حياتك لشخص تعتقد بأنه نصفك الآخر أو خير من يمثلك وتدافع عنه وتفتح له قلبك قبل أبواب منزلك وتقدم كل التضحيات من أجله وهو نفس الشخص الذي يكون أهم أسباب حزنك وألمك وضعفك وانهيارك بكل المقاييس.

عندما يكون أصعب موقف يواجه الإنسان هو الخيانة إذن ما هو تعريف الخيانة؟

هي باختصار أشد واكبر أنواع “الظلم” والظلم ظلمات يوم القيامة، ولكن الخيانة والغدر هي أشد أنواع الظلم واختلفت الآراء كثيراً عن ما هي العقوبة القانونية للخيانة؟

الجواب .. لا شيء والسبب لا يوجد تشريع أو سن قانون يجرم خيانة وغدر من وثقت بهم! ونتساءل كيف يتم أخذ حق المغدور به في الحياة؟ الحل قد تستطيع أن تنتقم بطريقة أو أخرى لكن تأكد بأن الحق سيأخذه خير المنتقمين وهو العظيم الباري – عز وجل – وهو أعدل من يترك عقاب الخونة في الدنيا قبل يوم الميعاد.

الخيانة هي كسر القلوب والأنفس والثقة والروح هو أكبر جريمة لا يعاقب عليها القانون؛ بل يقتص المعز المذل لك .. فقط انتظر قليلاً وتحلى بالإيمان واحتقرهم واتركهم نهائياً وقل حسبي الله ونعم الوكيل وهو خير كفيل بهم وسترى جبر خاطرك فيهم كما رأينا كثيراً من الظالمين والطغاة في الجحور، كما رأينا كثيراً من الخونة لا يعالجهم الندم من أجل سعادة ومصالح مؤقتة ومزيفة زائلة، وعندها قل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم اللهم لا شماتة … وأخيراً لا ترجى الخونة خيراً مسودة وجوههم ولو حملوا لواء الحب والندم والإصلاح، وفي نفس الوقت استذكرت فئة مظلومة وطيبة عندما أرادوا أن يوصلوا رسالة لمدى قهرهم بشكل سلمي “انتحروا”، ولم يؤذوا أحد سوى أنفسهم، فلتقع عيناك على قوله الكريم: ” وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ”… فيقول الله عز وجل: «وعزَّتي وجلالي لأنصُرنَّكِ ولو بعد حين»، وجميعنا مسؤولون عن أي مظلوم في طريقنا وأول من نحاسب هم الخونة قبل الحديث عن المنتحرون.

••

علي توينه – كاتب في صحيفة الإرادة

Twitter: @Alitowainah

مقالات ذات صلة