قلم الإرادة

البسطاء والدول العظمى

ما بين نهاية الحرب العالمية الأولى وامتداداً إلى نهاية الحرب العالمية الثانية أصبحت ما يسمى الآن بالدول العظمى… عندما تخطت المرحلة الأولى في خطة الإصلاح والتطور والتنمية وتجريم الحروب وتوحيد الأمم واحترام الإنسان وكانت البداية وهي نبذ العنصرية والمرتبطة بأمان “الحريّات” وبتشريع قوانين صارمة وبتأييد شعبي وأممي، والرابط بينهم كبير وهو المساواة وتكافؤ الفرص والأمان والضمان للجميع بأن يكون له كل التقدير من الوطن وشركاؤه بالوطن ومن خلالها التمكين لكل إنسان أن يبدي رأيه وتكون له حماية كاملة كشاهد أو مبلغ عن جريمة أو فساد.

ابتدأت المرحلة الثانية وهي الاهتمام بالمواطن “البسيط”
من سكن وصحة وتعليم وتدريب لأنه أهم عنصر في “الاقتصاد” ونهضة الدولة. لم يكن اهتمام الدول العظمى في المواطن “البسيط” بالمرحلة الثانية للتنمية والتطوير حباً وإكراماً وإنما هي خطة، وأحد أهم أهدافها هي: عندما يبقى هذا البسيط على هذا الحال السيء سنبقى على هذا الحال أيضاً وعند بناء هذا المواطن البسيط هو من يقوم بالعمل ودفع الضرائب وإقامة المخطط له ولنا وللدولة،  وبعد نجاحهم بالمرحلتين الأولى والثانية ابتدأت المرحلة الثالثة تعمل بنفسها وهي طريقة “الضرائب” والتي لا يشتكي منها أحد في تلك الدول نهائياً، مثال على إحدى الطرق الضريبية:

في الزيادة السنوية للمواطن يستحق 40 $ فيتم زيادة المواطن 60 $ ويتم اختصام الضريبة 15 $ فقط

45 $ للمواطن أي بمعدل 5 $ زيادة وهي قليلة مادياً وكبيرة معنوياً لأنها من الدولة “الوطن” .. ‏طبعاً في الدول النامية المتخلفة تجد:

عنصرية والتفرقة
وقمع وتكميم الأفواه
ومعارك سياسية
الطبقية والسعي للنفوذ
وحروب باردة لتصل لحرب داخلية
فساد مالي
محاربة الكفاءات
العداء للناجحين
سرقات واختلاسات
محاربة المصلحين وسجنهم
والقضاء على المواطن البسيط ليصل تحت خط الفقر! ..

تطبيق الضرائب بدون زيادة في الرواتب وسوء الخدمات وانتهاك الحرياّت .. مرفوض والعمل على هذا الرفض هو التوعية وغرس المبادئ والقيم بتغيير المفاهيم ونشر الثقافة التي نجحت فيها الأمم، والاختبار في اختيار من يمثلك أمام تلك الأفكار الجشعة والتي لن يستفيد منها سوى “أصحاب الدماء الزرقاء” في هذا العالم الغريب.

ورقة الاقتراع في أي صندوق هي أمانة لا تضعها في مكان أو لشخص يضع لك ولأسرتك ووطنك طريق فيه الكثير من الإهانة.

••

علي توينه – كاتب في صحيفة الإرادة

Twitter: @Alitowainah

مقالات ذات صلة