قلم الإرادة

إلى من ثار للإساءة

   تمر الأمة الاسلامية الآن بمرحلة صعبة وحرجة لما نتعرض له من إساءة بالغة ولما يتعرض له رسولنا المكرم سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولكن هل الإساءة التي تعرض لها رسولنا الكريم هي الإساءة القصوى أم أنه يتعرض للإساءة كل يوم من أقرب وأحب الناس أليه وهي أمته؟ فمن يجب أن يعتذر للرسول هو نحن من يجب أن يطلب السماح من الرسول، هو نحن لما يتعرض له من إساءة بالغة كل صباح على أيدي أمته دون أن يدرون فأنا من جيل عرف مناسك الحج عن طريق اليوتيوب وعرف أركان الوضوء من الإنترنت، لم نعرف شيء عن الجهاد ولم نعرف شيء عن الحياة الجافة المفرغة من كل سبل الراحة والرفاهية التي عاش فيها الرسول والصحابة الكرام فيجب علينا الاعتذار كل يوم وليلة على ما بدر وما سوف يحدث منا تجاه نبينا – فما يؤذي الرسول ويؤلمه هو أن يرى أمته تنقاد وتستعبد وتهان ولا تستطيع ولو حتى الرد لكرامتها، ما يؤذي الرسول ويؤلمه أن يجد أمته لا تملك من قوت يومها شيء بل تنتظر أن يرسل لها أهل الكفر ما يطعمهم به، ما يؤذي الرسول ويؤلمه أن يجد أمته لا تستطيع حماية أراضيها وتنتظر من أهل الكفر الحماية والرعاية، ما يؤذي الرسول ويؤلمه أن يجد أمته تستخدم سجادة للصلاة مصنعة بالصين ومزودة ببوصلة لمعرفة القبلة، ما يؤذي الرسول ويؤلمه أن يجد رجال أمته لا هم لهم الا أن يتحرشون بنسائهم دون أدنى تورع ولا حياء، ما يؤذي الرسول ويؤلمه أن يجد نساء أمته نزع من قلوبهن الحياء وتبرجوا تبرج الجاهلية؛ بل وتعدوا من كان جاهلاً وكافراً، ما يؤذي الرسول ويؤلمه أن يجد من ينتمي لأمته من أغنياء القوم وعليائها وهناك من هم في أمته لا يجد شربة ماء ولا كسرة خبز يسد بها خواء بطنه، ما يؤذي الرسول ويؤلمه أن هؤلاء الأغنياء لا يتورعون أن ينفقوا ملايين الدولارات على سهراتهم ونزواتهم وهناك من شباب أمته من لا يجد عمل ولا يجد ما ينفق به على مرض أمه أو أبيه، ما يؤذي الرسول ويؤلمه أن يجد أمته يقتل حكامها شعوبهم بدم بارد وتشرد النساء ويقتل الأطفال والشيوخ والرجال دون أدنى إحساس، ما يؤذي الرسول ويؤلمه أن يجد الأمة مشتتة ومتفرقة ولا يجمعها كلمة ولا رأي واحد أبداً؛ بل والأدهى أنهم يبرعون في الاتفاق والتوأمة مع من هم ليس مسلمين ولا حتى عرب، ما يؤذي الرسول ويؤلمه أن يجد المقاهي ممتلئة لمشاهدة مباراة كرة قدم غالباً يكون طرفاها ناديين لا ينتميان للعرب بأي صلة والمساجد في الخمس صلوات المفروضة تكاد ينادي جدرانها على المسلمين مع المؤذن لكي يذهب المسلم للصلاة، ما يؤذي الرسول ويؤلمه انتشار الفحشاء والبغضاء على شاشات التلفاز العربية وينفق عليها المليارات ولا يفكر صناع هذه البذاءة أن ينفقوا ولو ربع هذه المبالغ على مسلسل أو فيلم يحكي سيرة رسولنا الكريم ويساهم في نشر دينه وتعريف من لا ينتمي لأمتنا بديننا ورسولنا .

 

ليس رد الإساءة بالقتل والحرق والتدمير رد الإساءة بأن نغير من أنفسنا لكي نكون على قدر الشرف الذي نناله من إتباعنا لخير خلق الله، فما حدث ببني غازي في ليبيا وما يحدث إلى الآن بمصر ما هو إلا همجية وغوغائية لا تسمن ولا تغني من جوع وهي كما نرى تأكيد لرأي الخبثاء في الإسلام والمسلمون فهم يقولوا علينا إرهابيين وما نرد به عليهم هو أننا نقول: لا نحن دين التسامح ثم نقتل ونحرق ونسرق، فما هذا العبث والتخلف والغوغائية؟ من يقود هؤلاء الهمج ويؤجج النار بالنفخ في قاعدتها؟ من الذي يتحكم في هذه العقول لدرجة أنه يمكنه أن يقنع أحدهم بقتل إنسان لا ذنب له فيما يحدث وكل ما يقترفه من ذنب أنه يحمل الجنسية الأميركية ويعمل بسلكها الدبلوماسي .

 

يا معشر المسلمين من أراد أن يثور لنبيه ودينه عليه أن يثور على نفسه أولاً ويغير منها لكي يستطيع أن يزود عن دينه ورسوله يجب أن نتغير يجب أن نصبح أصحاب رأي وقرار أن نصبح منتجين ومصنعين ولا ننتظر من أحد أن يتفضل علينا بما يجود به يجب أن نصبح مسلمين بحق وليس في بطاقاتنا الشخصية وأوراقنا الرسمية فقط وأتمنى من شباب الفيس بوك والتويتر ألا يقوموا بتغيير صورة البروفايل؛ لأن هذا التصرف مستفذ وتافه ولا معنى له لأني أعتقد أنه لا يوجد بروفايل عربي واحد يراه أميركي أو أوروبي فما تأثير ما تفعله؟! حاول أن تقوم بنشر دينك والتعريف به بطريقة مفيده وذكية أفضل.

قال الامام الشافعي ـ رحمه الله -:

 

إذا نطق السفيه فلا تجبه … فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فـرّجت عنـه … وإن خليته كـمدا يمـوت

 

وخير الختام كلام الله سبحانه وتعالى: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون) صدق الله العظيم

 

محمد سمير ـ كاتب مصري

 

Twitter: @Momo202005

 

مقالات ذات صلة