قلم الإرادة

الأمير والوزير والمواطن الفقير ..!

   بعضهم دخل إلى هنا لأداء واجبه المكلف به من قبل جهات الاختصاص ولا يسعني إلا أن أشكره على جهده ولكني لا أقصد ما تبحث عنه لتحلل راتبك، فأنا هنا أبغي شيئاً آخر بمكانٍ آخر، هناك حيث النظام الذي يدعي حكمه في الشريعة السمحاء ويتحدث باسم الخلفاء الراشدين ولا يعلم بأن الخلافة لا تُورَّث في شريعتنا وأن السماحة لا تعني الاستبداد وأن الإسلام لا يعني الطاعة في كل شيء لمخلوق لا يملك حين خروجه من هذه الدنيا شيء ..!

 

في هذا الكيان تجد آلاف الأمراء وملايين العبيد إلا من أبى بينما في شريعتنا السمحاء لا تجد سوى خليفة يحكم بالعدل وأمة مسلمة ترشده وتطيعه في الحق وتخالفه في الباطل، هناك حتى الوزير وهو المكلف بمهام وزارته “لا يهش ولا ينش” فهو إما جاسوس أو عبد من عبيد القرن الـ 21 يفعل ما يؤمر به مقابل التلذذ من فضلات الآمر .. يعني “عبيد إتكيت” ..!

 

لا وزير ولا مواطن في حضرة الأمير، فأدنى الأمراء منزلة أعلى ممن هو أعظم من في الشعب مرتبة، مليارات تبدد وسيارات توزع على شعراء البلاط وفضلات على وعاظ الشياطين وما زال الشعب هناك جائعاً يريد الستر لا أكثر وهو في كل لحظة ينتقل من مرحلة الفقر إلى ما دون ذلك، ومع ذلك نرى بعض “فدواية الفداوية” وهم عبيد العبيد .. يطبلون باسم الدين متحدثين عن كرم أسيادهم متناسين بأن السيد في الإسلام هو محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومتغافلين عن كل القضايا التي يواجهها الشعب هناك من بطالة وارتفاع معدل الجريمة وأعظمها انعدام الحرية الفردية في النطق بوجه الظلم.

 

في عهد عمر ـ رضي الله عنه ـ كانوا الصحابة عوناً له، يقوّمونه ويخطئونه ويأمرونه وهو أمير المؤمنين، وفي عهدنا من يجرأ أن يقف ليقول: يا حضرة القائد، أخطأت في كذا وكذا مع فائق احترامي؟ ومع كل هذا يقول البعض “أعز الله فلان” فهو حارس الإسلام .. لو كان ذلك صحيحاً لعادت فلسطين والأندلس أيها المغفلين ..!

 

***

 

نبرة:

 

في وطني العربي الكبير تُقطع أيادي اللصوص “الفقراء” وتُقَبَّل أيادي اللصوص “الأمراء” ..!

 

محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @malaradah

 

مقالات ذات صلة