قلم الإرادة

مكاسب إيران ومكاسب مصر

   بعد الانتهاء من مؤتمر عدم الانحياز لابد من أخذ ورقة وقلم لحساب الأرباح السياسية للدول الكبرى في هذا المؤتمر، سنحاول من خلال الأسطر التالية أن نقوم بسرد ما حققته إيران من هذا المؤتمر.

 

 

مما لاشك فيه أن إيران نجحت في إقناع الأمين العام للأمم المتحدة
“بان كي مون” لحضور القمة رغم المعارضة الدولية لذلك. كما نجحت إيران في استقطاب ممثلين لقرابة (مئة دولة) من بين (120 عضواً) في حركة عدم الانحياز، الأمر الذي يعتبره الكثيرون من المراقبين السياسيين نجاحاً لطهران في كسر العزلة الدولية المفروضة عليها رغم أنه لم يحظر سوى 30 رئيس دولة وحكومة فقط.

 

 

وتزامنت القمة أيضاً مع عودة السفير البحريني لدى طهران إلى مقر عمله في طهران وقد علل وزير خارجية البحرين أخيراً ذلك على حسابه بتويتر بأن “قرار إعادة السفير البحريني في طهران هو للقيام بعمله في الدفاع عن مصالح البحرين وليس مجاملة لإيران وعودة السفير الإيراني إلى البحرين شأن لا يهمنا”. وبغض النظر عن سبب العودة إلا أن تزامنه مع القمة رائه بعض السياسيون بأنه نجاحاً لإيران.

 

 

ونجحت إيران أيضاً في إقناع الرئيس المصري المنتخب حديثاً د. محمد مرسي بالحضور إلى طهران بعد قطيعة بين البلدين تجاوزت 3 عقود. كما نجحت أيضاً قبيل وأثناء القمة في كسب أضواء الإعلام الأجنبي وتصدر اسم إيران وصور المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران ” آية الله علي خامئني ” والرئيس الإيراني محمود نجاد عناوين الإعلام العالمي خلال فترة انعقاد القمة، كما أشاد ممثلو دول عدة بحسن التنظيم وكرم الضيافة، هذه مجمل النجاحات التي حققتها إيران من خلال قمة عدم الانحياز بطهران.

 

 

أما الجانب المصري فقد نجح الرئيس محمد مرسي في خطابه نجاحاً كبيراً عندما حدد من على منبر القمة موقف مصر الرسمي من الثورة السورية للمرة الأولى مؤكداً ضرورة (التضامن مع نضال أبناء سوريا ضد نظام قمعي فقد شرعيته) وبهذا الإعلان يكون مرسي قد وضع مصر في مقابل إيران ونسف أمل طهران في أن تكون القمة وهي التي تستضيفها وتستقبل في إطارها أول رئيس مصري مناسبة لتحييد دور مصر من الأحداث السورية واستخدام هذا التحييد ورقة ضغط إضافية مناسبة لمصلحة النظام السوري الذي تتحالف معه وتدعمه إيران.

 

 

ومن الملفت بهذا المؤتمر هو موقف المملكة العربية السعودية، حيث جاء بكلمة ممثلها نائب وزير الخارجية السعودية الأمير عبد العزيز بن عبد الله قوة لمصر ولإفساح الطريق لها وإرجاعها لمكانتها في الشرق الأوسط، حيث تفادت المملكة في خطابها الموضوع السوري وتطرقت للقضية الفلسطينية.

 

 

محمد العفتان ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

Twitter: @al3ftan

 

مقالات ذات صلة