إقليمي وعالمي

جنوب السودان: رياك مشار زعيم المتمردين يرفض توقيع اتفاق السلام

أعلن رياك مشار زعيم المتمردين في جنوب السودان الثلاثاء بأنه يرفض توقيع اتفاق السلام النهائي مع حكومة الرئيس سالفا كير. وهو ما يشكل انتكاسة للوساطات الإقليمية لإنهاء خمس سنوات من الحرب الأهلية، أدت إلى نزوح الملايين ومقتل عشرات الآلاف من المواطنين.

قال زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار الثلاثاء إنه لن يوقع على اتفاق سلام نهائي مع حكومة الرئيس سالفا كير. وهو ما قد يشكل انتكاسة لوساطة دول الجوار بغية إنهاء حرب أهلية دامية في الدولة الفتية تدوم منذ نحو خمسة أعوام.

وتبدو تصريحات مشار إعلانا عن فشل محتمل لمحادثات استمرت على مدى أسابيع بينه وبين وخصمه رئيس جنوب السودان سالفا كير، في الخرطوم، قصد التوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي النزاع الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين منذ اندلاع الحرب الأهلية في كانون الأول/ديسمبر 2013.

ووقع الزعيمان على عدة اتفاقات، بينها اتفاق وقف دائم لإطلاق النار وآخر لتقاسم السلطة ينص على عودة مشار إلى منصبه نائبا أولا للرئيس، إلا أن زعيم المتمردين رفض الثلاثاء التوقيع على الوثيقة النهائية.

رفض مجموعات المعارضة

وقال وزير الخارجية السوداني الدرديري أحمد للصحافيين إن “مجموعات المعارضة الرئيسية بجنوب السودان، بما في ذلك الحركة الشعبية (لتحرير السودان-المعارضة بقيادة) رياك مشار رفضت التوقيع على وثيقة السلام”.

وأشار مسؤولون إلى أن المجموعات المتمردة لديها خلافات بشأن سير عمل الحكومة الانتقالية المقترحة، وعدد الولايات الرئاسية التي سيتم تحديدها، وصياغة الدستور الجديد.

ويعد رفض المجموعات المتمردة التوقيع على الاتفاق انتكاسة في التحرك الأخير نحو السلام الذي تقوده الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، وهي تكتل من شرق أفريقيا.

ما هي أسباب رفض مشار لتوقيع اتفاق السلام؟

وا لمتابعة ما كان يفترض أن يكون حفل توقيع أولي في الخرطوم لنص مسودة الاتفاق، “لن يكون هناك سلام في جنوب السودان دون المجموعات التي لم توقع اليوم”.

وأكد الوزير السوداني أن رفض المعارضة التوقيع يعني انتهاء المحادثات في الخرطوم وقال “هذه آخر جولة تفاوض ولن يكون هناك تفاوض مرة أخرى” مشيرا إلى أن الوسطاء سيرفعون النص إلى “إيغاد” رغم أنه لم يتضح بعد متى سيجتمع قادة التكتل لمناقشة المسألة.

تخوف من المستقبل

وفي وقت سابق هذا الشهر، وقع كير ومشار على اتفاق لتقاسم السلطة ينص على عودة زعيم المتمردين إلى الحكومة في منصب نائب أول للرئيس من بين خمسة نواب في هذا المنصب.

وكان من المفترض أن يمهد الاتفاق الطريق أمام التوصل إلى معاهدة سلام نهائية وتشكيل حكومة انتقالية تتولى السلطة إلى حين إجراء الانتخابات.

لكن داعمي عملية السلام الدوليين شككوا في مدى قدرة الاتفاق على الصمود نظرا لعمق العداوة بين قادة جنوب السودان والتي تعود إلى التسعينات عندما انشق مشار أول مرة في أوج الحرب التي خاضتها البلاد للاستقلال عن السودان.

وأصدرت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بيانا مشتركا في العاشر من آب/أغسطس حذرت فيه من وجود “تحديات كبيرة مقبلة ونحن قلقون من أن الترتيبات التي تم الاتفاق عليها حتى الآن غير واقعية ولا مستدامة”.

وقالت الدول الثلاث “نظرا لإخفاقاتهم السابقة، على قادة جنوب السودان أن يتصرفوا بطريقة مختلفة ويظهروا التزامهم بالسلام والإدارة الجيدة”.

ولقد حصل جنوب السودان على استقلاله عن السودان في 2011 لكن بعد نحو عامين، اندلعت حرب جديدة بين كير ونائبه السابق مشار.

وارتكبت خلال النزاع عمليات قتل واغتصاب واسعة، على أساس عرقي في كثير من الحالات، بينما أجبر نحو ثلث السكان على النزوح.

ووقع الزعيمان عدة اتفاقيات سلام انهارت، كان آخرها في كانون الأول/ديسمبر.

وفي كل مرة، تبادل الطرفان الاتهامات بشأن التسبب في انهيار التسويات وعمليات القتل التي تلت ذلك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى