الحكومة والوطن

أحبتي امتنعت عن الكتابة لفترة وكنت عازماً عن العزوف عنها لأني وجدت مهما كتبنا لا نجد آذاناً صاغية فنكتب للهواء ويراه البعض سراباً من بعيد ولكن أعجبني … ﻣﻘﺎﻝ ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻰ: “ﺭﻭﺑـﺮﺕ ﻓـﻴـﺴـﻚ” ..
ﻣـﻔـﻬـﻮﻡ ﺍﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ ﻭ ﺍﻟـﻮﻃـﻦ ﻓـﻲ ﺍﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﺍﻟـﻌـﺮﺑـﻲ ..قد اختلف معه او اتفق هذا ليس الموضوع.
ﺭﻭﺑـﺮﺕ ﻓـﻴـﺴـﻚ ﺃﺣﺪ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ،
ﻳﻘﻮﻝ: (ﺃﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨَّﻈﺎﻓﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺷﻮﺍﺭﻋﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨَّﻘﻴﺾ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ..ﺍﻟﺴﺒﺐُ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺃﻧَّﻬﻢ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺃﻧَّﻬﻢ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺃﻭﻃﺎﻧﻬﻢ ).فلنحلل هذه العباره انا وأنتم احبتي في الله.
ﻫﻞ ﻓﻌﻼً ﺷﻮﺍﺭﻋﻨﺎ ﻭﺳﺨﺔ ﻭﻋﻔﻨﺔ ﻷﻧَّﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﺃﻧَّﻨﺎ ﻻ ﻧﻤﻠﻚُ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ..ﺇﺫﺍً ﻣﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ؟
ﻫﺬﺍ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﺒﻴﻦ :
ﺍﻷﻭَّﻝ : ﺃﻧَّﻨﺎ ﻧﺨﻠﻂُ ﺑﻴﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻓﻨﻌﺘﺒﺮﻫﻤﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍً، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﺑﺤﺪِّ ﺫﺍﺗﻬﺎ ..
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻫﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ تتغير مع ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻭﻻ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻸﺑﺪ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ،
ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﻢَّ ﻋﻈﺎﻡ ﺍﻷﺟﺪﺍﺩ، ﻭﺍﻟﺸﺠﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺮﺏ ﻋﺮﻗﻬﻢ، ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺣﻖِّ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﻘِّﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﻟﻮﻃﻦ ..ﻭﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧَّﻨﺎ ﻧﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﺗﻠﻔﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦ ..!!.. ﻭﻛﺄﻥَّ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ..ﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺸﻲ ﻓﻴﻪ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﻧﺖَ، ﻭﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺑﻨﻲ ﻭﺇﺑﻨﻚَ، ﻭﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﻟﺞ ﻓﻴﻬﺎ اهلي ﻭاهلك ، ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻟﻴﺴﺖ ﻣِﻠﻚ ﻣَﻦ ﻳﺪﻳﺮﻫﺎ ﻭﺇﻧَّﻤﺎ ﻣِﻠﻚ ﻣَﻦ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ..
ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻧﻨﺘﻘﻢُ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻟﻮ ﻛﻨَّﺎ ﻧﺤﺐُّ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﻌﻼً لحافظنا عليه وأصلحنا الحكومه..
ﺍﻟﺜَّﺎﻧﻲ : ﺃﻥَّ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴَّﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣًَّﺔ ﻣﻌﺪﻭﻣﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ، ﺣﺘﻰ ﻟﻨﺒﺪﻭ ﺃﻧَّﻨﺎ ﻧﻌﺎﻧﻲ ﺇﻧﻔﺼﺎﻣﺎً ﻣﺎ .. ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﻣﺮﺣﺎﺽ
ﺑﻴﺘﻪ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺳِّﺦ ﺍﻟﻤﺮﺣﺎﺽ ﺍﻟﻌﺎﻡ .. ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻔﺮ ﺇﺳﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .. ﻭﺍﻷﺏُّ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺇﺑﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨِّﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻓﺾ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﺭ ﺑﺈﻧﺘﻈﺎﺭ ﺩﻭﺭﻩ .. ﻭﺍﻷُﻡُّ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﺗُﻔﻮِّﺕ ﺇﺑﻨﺘﻬﺎ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺮﺏُ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ..
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ :
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺷﺌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺃَﻡ ﺃﺑَﻴﻨﺎ، ﻭﻣﺸﺎﻛﻠﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻻ ﻳﺤﻠُّﻬﺎ ﺗﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ .. ﺇﻥَّ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ ﻭﻃﻨﻪ ﻷﻥَّ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﺳﻴﺌﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖُّ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺃﻓﻀﻞ ..
ﻭﺭُﻗﻴِّﻨﺎ ﻻ ﻳُﻘﺎﺱ ﺑﻨﻈﺎﻓﺔ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻭﺇﻧَّﻤﺎ ﺑﻨﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣَّﺔ ﺑﻌﺪ ﺟﻠﻮﺳﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ..
ﻟﻮ ﺗﺄﻣَّﻠﻨﺎ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﺃﻧَّﻨﺎ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ، ﻭﺃﻧَّﻪ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺴﻲﺀ ﻷﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻧﻔﻌﻞ ﻧﺤﻦ .
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻧﻈﻴﻔﺔ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﺤﺘﺮﻣﺎً، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺃُﻧﺎﺱٍ ﻣﺤﺘﺮﻣﻴﻦ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻧﻈﻴﻔﺔ ..

**

سامي بن أورنس الشعلان