الإسراف في الأعراس
من العادات التي يحاربها ديننا الإسلامي العظيم هي الإسراف وهو “صرف الشيء فيما لا ينبغي زائداً على ما ينبغي”، ومن صور ذلك الإسراف ما يكون في المناسبات العامة وخاصة في حفلات الزواج التي يتباهى الكثير فيها في الإسراف المفرط كزيادة الأطعمة التي تفوق أعداد المدعويين بكثير بحجة أن الخير والفضل من نعم الله مع العلم بأن الإسراف في ذلك يسخط النعم ويسارع في إزالتها وذلك بسبب الهدر الواضح في الأموال وتجاوز الحدود في التبذير والإسراف الذي يعود على صاحبه بالسخط وضياع الأموال وتبذيرها من غير داع كذلك التنوع الكبير في الموائد ومن كل ما لذ وطاب وللأسف الشديد يرمى الطعام الزائد في حاويات القمامة مما يجعلنا في أعداد المسرفيين والمبذرين عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة” رواه النسائي.
والطامة الكبرى نجدها في البطر والإسراف النسائي في حفلات الزواج مما يرهق أولياء الأمور بشراء الملابس وتفصيلها والمكياج والتصوير والفرق الغنائية جلوساً ووقوفاً والصالات والبوفيهات والحلويات وأشياء كثيرة تعتبر إسراف غير مبرر.
إن الاعتدال في البذل والعطاء بلا إسراف وتبذير واجب كل مسلم ويجب عليه الانفاق قدر استطاعته وأن يترك العادات السيئة في الإسراف في الأعراس والمناسبات بلا داعي وترك التباهي بذلك أمام الناس والمجتمع مما يؤدي إلى الكثير من المضار والآثار المدمرة على المجتمع في الدنيا والآخرة ومن أعظمها أن الله تعالى لا يحب المسرفين وأن الإسراف سلوك خاطئ وتصرف غير سوي.
إن نعم الله علينا كثيرة فعلينا شكر تلك النعم بحفظها من الزوال وعدم الإسراف والتبذير والتباهي ويجب تجنب كل مظاهر الإسراف، اللهم ارزقنا القصد في الأمورِ كلها وجنبنا مسالك الإسراف واجعلنا قوماً وسطاً وأن تجعلنا لك حامدين ولنعمك شاكرين يا رب العالمين.
دالي محمد الخمسان ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @bnder22