ماذا تعرف عن الإمبراطور الياباني والعائلة الإمبراطورية ؟

العائلة الإمبراطورية اليابانية لديها تاريخ طويل، يمتد بظلاله على مدى عقود كالأساطير. والإمبراطور حاليا نجده لديه العديد من الأدوار الاحتفالية ويؤدي مهام وطقوس مختلفة باعتباره رمزاً للدولة.
يُعرَّف الإمبراطور الياباني بأنه ”رمز الدولة ووحدة الشعب“ في المادة الأولى من دستور ما بعد الحرب الذي دخل حيز النفاذ في عام 1947.
وهو لا يلعب دوراً في توجيه مسار السياسة الوطنية لليابان، لكنه في نفس الوقت يقوم بتأدية مهام خاصة بالدولة تأخذ طابعا رسميا واحتفاليا. ويشمل ذلك لقاء رئيس الوزراء ورئيس المحكمة العليا، والدعوة لعقد جلسات برلمانية، وإصدار القوانين. كما يجتمع مع الحكام ورؤساء الدول الزائرين، ويستقبل السفراء والمبعوثين الأجانب، ويلتقي بجميع السفراء والدبلوماسيين اليابانيين قبل أن ينتقلوا إلى مناصبهم في الخارج.
ويحضر الإمبراطور العديد من المحافل كمراسم تسليم الجوائز، وزرع الأشجار، وغيرها من المناسبات، ويرأس العديد من الأنشطة، بما في ذلك الالتقاء مع أفراد من الشعب، وتجمعات مراسم الشاي، والوجبات الاحتفالية، وقراءات الشعر. وفي عام 2016، كان هناك نحو 200 مهمة من هذا القبيل. كذلك يقوم بزيارات منتظمة إلى المؤسسات الثقافية والصناعية ومراكز الرعاية الاجتماعية في اليابان، فضلا عن السفر إلى الخارج. وقد قام الإمبراطور أكيهيتو والإمبراطورة ميتشيكو بتأبين أولئك الذين لقوا حتفهم في الحرب العالمية الثانية في أوكيناوا وسيبان وإيجيما (Iōtō) و بالاو والفلبين، وكثيرا ما يلتقى مع سكان المناطق المنكوبة.
الإمبراطور أكيهيتو وهو يزرع الأرز في مايو 2011.
الإمبراطورة ميتشيكو تقدم أوراق التوت لدود القز بالقصر الإمبراطوري في مايو/ أيار 2013. وها التقليد أو الطقس يعود إلى أكثر من قرن.
وتشمل الواجبات الهامة الأخرى التي يقوم بها الإمبراطور تعزيز الثقافة التقليدية، مثل شعر واكا (waka)، وأداء الطقوس في البلاط الإمبراطوري مثل حفل شيهوهاي (shihōhai) – احتفالا بالسنة الجديدة، والذي يقوم فيه الإمبراطور بالانحناء تبجيلاً أمام المعابد الكبرى في البلاد. ومن بين المهام الرسمية أيضا القيام ببعض البحوث العلمية والأكاديمية.
ورسميا، يعد أكيهيتو هو الإمبراطور الياباني الخامس والعشرون بعد المائة، ولكن هذا يعود إلى سلسلة النسب التقليدية القائمة على الأساطير التي نسجت في السجلات القديمة مثل (Nihon shoki) نيهون شوكي (ثاني أقدم كتاب معروف في التاريخ الياباني)، والذي كتب في القرن الثامن. ولا توجد أدلة تاريخية على وجود العديد من الأباطرة من القرن السادس وقبل ذلك إلى عام 660 قبل الميلاد، عندما ذكر أن الإمبراطور الأول الأسطوري (جينمو) قد اعتلى العرش، حيث تقول الأسطورة التقليدية أن جينمو كان سليل من آلهة الشمس (أماتيراسو)، والتي سلمته ثلاثة كنوز مقدسة وهي سيف ومرآة وجوهرة. وقد أخذ الأباطرة اليابانيون على عاتقهم الاعتناء بهذه الرموز الدالة على الإمبراطورية منذ ذلك الحين، والتي بدورها تأخذ دور كهنوتي في قيادة طقوس الشنتو.
الحياه في العائلة الإمبراطورية
إن أعضاء العائلة الإمبراطورية ليس لديهم اسم عائلة مشترك وهم يوقعون باستخدام أسمائهم الأولى فقط. فنرى مثلاً أن الإمبراطور (Shōwa) (شوا) كان معروفا في حياته بإسم هيروهيتو، في حين أن الزوجين الإمبراطوريين الحاليين هم ببساطة أكيهيتو وميتشيكو. وعندما يتزوج الرجال ممن هم ليسوا في تسلسل مباشر لخلافة العرش، يحصلون على ألقاب جديدة تشير إلى أنهم يقيمون منازل جديدة. فعلى سبيل المثال، الابن الثاني للإمبراطور أكيهيتو واسمه فوميهيتو يحمل لقب الأمير أكيشينو.
ولا يجوز لأفراد العائلة الإمبراطورية اختيار وظائفهم بحرية. ولا يجوز توظيفهم إلا في منظمات غير ربحية تعمل من أجل الصالح العام، ويلزم إذن الإمبراطور لذلك. ولا يمكنهم التصويت أو الترشح للانتخابات، ويجب أن يعطوا الأولوية لواجباتهم الرسمية. كما أن الممتلكات الإمبراطورية مملوكة للدولة. ويعيش الإمبراطور أكيهيتو في القصر الإمبراطوري بوسط طوكيو، ويعيش ولي العهد ناروهيتو مع عائلته في قصر (Tōgū) طوغو في اكاساكا. والإمبراطورة ميتشيكو كانت أول شخص من العامة يدخل العائلة الإمبراطورية، وتزوجت أكيهيتو عندما كان لا يزال وليا للعهد. كما أصبحت أول عضو في العائلة يقوم بتجهيز مطبخ في منزلها وإعداد وجبات الطعام لزوجها ولأطفالها.
ويجب على الرجال في العائلة الإمبراطورية الذين يرغبون في الزواج الحصول أولاً على موافقة مجلس القصر الإمبراطوري. وللأعضاء الإناث حرية اختيار شركائهن، ولكن في حالة حدوث ذلك فهن يفقدن وضعهن الإمبراطوري في حالة الزواج من خارج العائلة.
اقتصار العرش الإمبراطوري على الذكور فقط
وضعت المسائل المتعلقة بالعائلة الإمبراطورية بما في ذلك خلافة العرش والوصاية عليه ضمن اختصاصات قانون البيت الإمبراطوري.
وينص الدستور الياباني على أن ”العرش الإمبراطوري يجب أن يكون بشكل متسلسل داخل الأسرة الحاكمة“. وتاريخيا كانت هناك حالات حيث اعتلى أبناء المحظيات العرش. وكان هناك أيضا أباطرة من الإناث. ومع ذلك فوفقا لقانون البيت الإمبراطوري الحالي، فقط ”المواليد الذكور من نسل الذكور الذين تعود أصولهم إلى السلالة الإمبراطورية“ هم من يمكنهم اعتلاء العرش الإمبراطوري، وليست هناك أية دلائل تلوح في الأفق تشير إلى إمكانية تغيير ذلك.
العائلة الإمبراطورية مجتمعة احتفالا برأس السنة في 1 يناير 2017
(صورة العنوان: الإمبراطور أكيهيتو (الثالث من اليسار) وأعضاء آخرون من العائلة الإمبراطورية يلوحون من الشرفة بالقصر الإمبراطوري في طوكيو للحشود المجتمعين احتفالا بعيد ميلاد الإمبراطور الثالث والثمانين في 23 ديسمبر/ كانون الأول 2016. جيحي برس. الصور مقدمة من وكالة البلاط الإمبراطوري).