حج يا حاج
أعتذر لحكومتي عن كل حرف كتبته يوماً على حائط انتقادها, وعن كل كلمة وجهتها على طريق هجائها, وعن كل شخبطة نية رسمتها بألوان “شينة ” على لوح صدري … أعتذر وأرجو قبول اعتذاري حكومتي الرشيدة, وحللينا فأنا مقبل على حج نحو حرم مجتمع ظننت سابقاً أني كنت أدافع عنه فاكتشفت متأخراً بأني كنت أدفع عنه فقط فواتيره واضعها على حساب الوطن.
حج يا حاج .. ظننت الحكومة الجاني الأكبر وحاملة مفاتيح خزنة الفساد فاكتشفت أن المجتمع عاشق للسلبية يفتح لها الباب بعد منتصف الليل ثم يدلف إلى فراشه ويشد اللحاف لينام ملئ جفونه عن “إرادته” … ويسهر “الحلم” جراها ويختصم.
حج يا حاج ..مجتمع يريدها شمس حرية ثم يقشعر جسده مرتجفاً مع أول شعاع نقاش أو حوار مع الآخر … ويريدها قمر عدالة وعندما تقترب ساعة مصلحته ينشق قمر عدالته ليثور مد “الأنا” وتنحسر أمواج “الأنت” فتغرق سفينة “نحن” وتبتلعها أعماق بحر الكراهية !
حج يا حاج .. مجتمع يخطب من على المنابر ود المساواة ثم يساومك على مهر أدنى حقوقك بأعلى مؤخر صداق لواجباتك و”يكاسرك” على ثمن صدقك حتى تبيعه بسعر “التكلف” فتجامل الأحمق وتقصد فيه أشعار الحكمة وتقول في التافه ما لم يقله مالك فى الخمر ولم تقله سورية عن الخذلان.
حج يا حاج .. مجتمع ما قال لا قط إلا في “تويتره” .. ولولا “التويتر” كانت لاءه نعم ! .. يصلي خلف الوحدة الوطنية تويترياً ويأكل على مائدة الطائفية في ولائم الخلاف. يغرد عن الإصلاح لا حباً بعلياء الوطن بل كرهاً بمعاول هدم بنيان مصلحته الشخصية, يبكي على حثه التنمية ويفرح إن دفنت في قبر على أرض منفعته!
حج يا حاج نحو إصلاح مجتمع لم تعد قطع غيار الشعارات تنفع معه .. وحللينا يا حكومة وسامحينا فقد كنا صغاراً ولكن نعدك بأننا بعد حجنا ورجم شياطين أخلاقنا بجمرات الصدق المجرد سوف نكبر ونعقل نهضتنا الحقة ونتوكل رغماً عنك.
فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @bin_7egri
